وتأتي مطالبتي هذه باستحداث هذا المنصب الوزاري كون هذه الجمهرة الكبيرة من الفقراء والمحرومين قد تم تهميشهم منذ أن تغلغل تجار قريش وجزاريهم في الدين الجديد................... ( بقلم : وداد فاخر* )
خلف البعث المنهار جمهرة كبيرة من الطبقة المسحوقة التي كان جزء كبير منها قبل هيمنة صعود حزب البعث وتسلطه على رقاب العراقيين بعد الانقلاب الإنكلو – امريكي في 17 تموز 1968 يعتبر ضمن الطبقة المتوسطة في العراق . لكن هذه الطبقة تآكلت مع مر الزمن في فترة حكم البعث الفاشي وتحولت إلى طبقة كبيرة من الفقراء والمحرومين ، و ظلت تتعاظم وتتكاثر إثر حروبه الكارثية الظالمة منذ عدوانه على الجارة إيران مرورا بغزو الكويت حتى حربه الخاسرة الأخيرة واحتلال العراق من قبل قوات التحالف الدولي في يوم سقوطه المشين في 9 نيسان 2003 ، عندما تعرى البعث تماما حتى من ورقة التوت وهزيمة كافة قياداته البهلوانية التي كانت تستعرض عضلاتها الخاوية على الشعب العراقي الأعزل فقط .
وقد وجدت هذه الجمهرة الكبيرة نفسها في وضع أصعب من ذي قبل بعد سقوط نظام الغدر والجريمة المنظمة ، ووقعت من جديد بين فكي كماشة الغدر البعثي المبيت من قبل ما تبقى من ازلامه ممن يمني النفس بعودة ( ميمونة ) للبعث المنهار بواسطة ضغوط إرهابية وحروب اقتصادية وتخريب للبنى التحية التي هي من صلب تفكير وتدبير الفكر العفلقي الانقلابي الذي وضع ضمن أجندته مقولة ( أنا ولياتي من بعدي الطوفان ) ، وبين ضغط إرهابي عروبو- إسلامي مكثف يجري ترتيبه علنا وبلا خوف او استحياء في عواصم العرب الإقليمية ، وبغض طرف ظاهر من قبل القوات الأمريكية المحتلة للعراق .
ولكون هذه الطبقة الكبيرة التي تضم جزءا كبيرا من الشعب العراقي الأعزل الذي أضيفت لمآسيه مآسي أخرى دخلت من ضمنها عمليات إبادة وتهجير للعراقيين على الهوية الطائفية ، أطالب العزيز أبو إسراء المالكي باسم فقراء العراق ومحروميه باستحداث وزارة جديدة يطلق عليها( وزارة الفقراء والمحرومين ) ، لا تكون لها ولا لوزيرها أية ميزانية تذكر، ولا مقر ولا مكتب وزاري ولا طاقم وزاري ، ولا مرتب وزير ، ولا حراس شخصيين ، وعلى شاكلة حكومة إمام المتقين علي الذي كان يتجول بين الرعية وكأنه واحد منهم .ولأنني اعرف تماما إنني لن استقر طويلا في منصبي الوزاري المرتقب في حالة استحداثه ، كوني أصبح مستهدفا بقوة كما هو حالي الآن مع الهمج الرعاع من بقايا البعث وسقط المتاع من غلاة التكفيريين ، الذين يتحينون الفرص للإيقاع بي ، فلن اكلف الدولة العراقية فلسا واحدا ، حتى ولن أطالب بقبر بعد قتلي المحتمل جدا، أو تفجيري ، لذلك ستكون حكومة العزيز أبو إسراء في حل من أية التزامات تجاهي وتجاه جمهرة الفقراء والمحرومين ممن ستكون شوارع وطرقات وأزقة العراق ساحات لنشاطي الوزاري المرتقب ، باحثا عن شكاواهم ، ومدونا همومهم وأحزانهم .
وتأتي مطالبتي هذه باستحداث هذا المنصب الوزاري كون هذه الجمهرة الكبيرة من الفقراء والمحرومين قد تم تهميشهم منذ أن تغلغل تجار قريش وجزاريهم في الدين الجديد ، واستطاعوا بما يملكون من مال ونفوذ أن يزيحوا النخبة الأولى من فقراء المسلمين الذين كان لهم قصب السبق في الإسلام كعمار بن ياسر وسلمان الفارسي وأبا ذر الغفاري والسلسلة الطويلة من الصحابة المنتجبين ممن كان لهم قصب السبق في الدين الجديد ، وساهموا في تشييد بنيانه قبل أن ينزو عليه سفاكي الدماء من بني أمية و بني العباس ، ومن على شاكلتهم حتى يومنا هذا قبل سقوط صنم العروبة الأوحد صدام حسين وزمرته المجرمة .انتظر رد العزيز أبو إسراء عل فقراء العراق يحصلون ولو على جزء يسير جدا من كعكة الحكومة بعد أن تقاسمها كل من هب ودب ، وأصبحت مشاعا بين من لبس لبوس الوطنية ، أو من تلفع بعباءة الدين أو القومية ، كـ ( رجال الحزب الإسلامي ) وازلام المقبور عدي وقصي في شخوص ومقولات ونظريات جديدة قديمة ، وبعض ضباط الأمن والحرس الجمهوري ، ورجال المخابرات ، ودعاة الإرهاب باسم المقاومة .آخر المطاف : قال احد الحكماء لأحد الملوك الجبارين : ( من السهل أن تحرق وتقتل وتدمر. لكن الصعب يا سيّدي أن تزرع وتنبت وتعمّر.) .* شروكي من حملة مكعب الشين الشهير ، وبقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .
https://telegram.me/buratha