المقالات

تمرين تعبوي للتخلص من الأرانب...!...بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي

822 22:14:00 2013-04-17

 

مرة، عندما كنا في زمن الطهر ننشد أغاني الحرية قال لي صديق: لم أنت وصاحبك سيد محسن تكرهون صدام؟..وهل فعلا تعتقدون أن بالإمكان تغييره؟..وإذا تم تغييره ما البديل..؟!..(سيد محسن كان أول من دلني على طريق الحرية، لكنه تركني وذهب الى النجف الأشرف خلف المغتسل القديم بحوالي 50 متر وفي رقبته حبل مشنقة)..!

الحقيقة كان صديقنا على حق فيما سأل، فعقله وحدود تصوره توقفا عند هذا الحد..حد أن لا بديل لصدام..سألته حينها: أليس صدام طاغية؟..أجابني: طبعا..هو طاغية وقاتل..!قلت له إذن بديله هو من ليس بطاغية..!.."صفن" صديقي لحظات، ثم أفاق عن "صفنته"متسائلا: مثل من؟..قلت له: مثلك أنت!..

مثل هذا السؤال الأجوف يتكرر اليوم على ألسن الكثيرين: ما هو البديل؟ أي البديل لأي مسؤول حكومي ولأي مستوى..

وبغض النظر عن حقيقة كون صدام من زمرة“الأشرار” وليس بالإمكان حشره في  صف “الأخيار”، إلا أنه كان شخصية أكبر من حقيقته، الشيء الذي جعل تفكير كثير من العراقيين سيما غير المشتغلين بالحقل السياسي لا يتصورون بديلا له...وحينما يطرح مثل هذا السؤال: ما البديل؟ كانت الإجابة بحاجة الى خيال جريء يقرأ ما وراء فهم السائل...وحتى حينما يتوفر مثل هذا الخيال كانت ألإجابة تنتهي الى مثلما أجبت صديقي في أحسن الأحوال..!

كان سؤال ما هو البديل لا تخرج إجابته إلا من جوف النظام القائم..فالرئيس هو إما صدام، وإما شخص يشبهه من بين أعوانه، وهذا غير موجود على الإطلاق..!.

منهجية السياسة عندنا هنا في العراق، وفي الشرق عموما تبنى دوما على الشخصيات، أكثر من أن تبنى على التقاليد والمؤسسات. وما زالت السياسة مثقلة بتقليد "بالروح بالدم نفديك يا زعيم"، هذا التقليد الذي ورثناه من تراثنا بالدعاء للأمير في ختام صلاتنا الجامعة..وهو ذاته التراث الذي يعتبر الأوضاع القائمة مجدا قائما بذاته، وأن ليس بالإمكان أحسن مما كان، بعملية استخلاف محدودة الرؤى والخيارات، يا أرنب يا أرنب..!

ومع أننا جميعا نعي بأن المجتمعات التي تربط مستقبلها بالأشخاص، غير قادرة على حمل رسالة حضارية من أي نوع، إلا أن حكاية ليس بالإمكان أحسن مما كان، ما زالت تمسك بتلابيب مستقبلنا ولا تعطينا غير الأرانب..!..

وكي نتخلص من عقدة سؤال ما البديل؟ يتعين أن نفهم أن اختيار من نوليه أمورنا، هي عملية تجديد حيوية نصلها بالنزوع نحو خيار شروط المدافعة، تلك الشروط التي كان القرآن الكريم واضح جدا في إيصالها لعقولنا نصا صريحا: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". وما دمنا نؤمن بالقرآن جملة وتفصيلا وليس إجتزاءا على طريقة ولا تقربوا الصلاة، حقيق بنا أن ننظر الى هذا الأمر كتكليف لا ينبغي أن يعامل بخفة واستهانة، بل يجب أن ينظر إليه بالجدية الخليقة بشعب يطمح إلى النهوض بعد الإنعتاق.

وأنه لأمر محتوم علينا كي نتخلص من حكاية يا أرنب يا أرنب..! أن نبذل جهدا تربويا عظيما تنساق فيه الآراء والمواقف والبرامج إزاء كل قضايا حياتنا السياسية، ونشخص مشكلاتنا، ونتداول الرأي حول معالجاتها. بعملية تعبئة سياسية اجتماعية، تمكننا بالنهاية من تجديد النظر في ذاتنا  وتنمية وعينا وتعزيز قيمنا.

جانب من جوانب العملية ألانتخابية يصب في تمريننا التربوي الذي ذكرته...فهي جهد يحرك المجتمع ويقلب البحث في طياته عن الذين يستطيعون تجديد الحياة في أوصالنا بدلا من القصة المعادة: تريد أرنب خذ أرنبا، تريد غزالا خذ أرنبا..!.

كلام قبل السلام: التفكير لا ينشا إلا إذا وجدت مشكلة ....!

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2013-04-18
أختي الكريمة الكوردية الفيلية الموالية لمذهب آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، أيتها المعذوبة المكلومة بجرح الشهداء إخوتها...تحية من جرح مشترك...كم تمنيت أن ترين البديل مثلما أراه..!..فبشاراته لاحت في الأفق وليس بيننا وبينه إلا وقت ربما أقصر مما نتوقع..سيظهر من يملأها قسطا وعدلا بعد أن ملأوها ظلما وجورا..هو قادم لا محالة وعنها ستهزج الأمهات الفيليات اللائي فقدن أولادهن وستلبسين خلخالا وقرطا وقلائد من فخار وعز..القادم تعرفينه ولا تنسينه لإادعي لتعجيل خروجه سيدتي الفاضلة ..أشكر لك مرورك الكريم
زهراء محمد
2013-04-18
تحية طيبة استاذ قاسم العجرش.. اود ان اعلق على مقالتك الرائعة والتي تحوي الكثير من الوقفات والتسائلات منه ذاك السؤال الاجوف يتكرر اليوم على ألسن الكثيرين (ما هو البديل)؟ أي بديل لأي مسؤول حكومي ولأي مستوى… ياأخي قاسم اليوم من الصعب ومن المستحيل حتى بالتفكير بهذه الامور لان العراق،الفساد فيه نخر في العقل والوجدان على طول الجسد والمؤسسة العراقية (اللهم إلاّ ما خلى من شقوق ضّيقة قليلة العدد والعدة إذا ما أحسنا الظن) ومن اعلى منصب والى اصغر دائرة حكومية.. حيث الفساد المالي عم البلد الى مستوى جعلك لاتثق لا بالساسة ولا حتى بالدين ( لانهم ربطوا الدين بالسياسة وبصورة غير لائقة). العقل العراقي والشارع العراقي في تخبط وفوضى .. وفوق كل ذلك التخبط والفساد يقف العراقي اليوم مذهولا مما يراه من عدم الاستقرار والامن. أذن من أين سيظهر هذا البديل؟؟ وكل هذه الحراب جاهزة ومشرّعة بوجهه؟؟ ولو ظهر فان كّم الفوضى والفساد سوف يحرم البديل من الكثير من أدوات النزاهة، وقد يلجأه الى تبني بعض الاساليب (التي قد تضطره أن لا تكون سوية - مع الاسف - وانشاء الله أكون مخطئة في ظني الاخير هذا) … والرجوع الى السؤال نفسه عن البديل!! لا بديل إلا أن يكتسح العقل والساحة العراقية «تسونامي» فكري ينبع من أعماق ضمير، أو أن يبرز من حافظ على عصاميته ونزاهته الفكرية والمعتقدية بالاضافة الى نظافة اليد والوعي الناصح، أن يبرز مثل هذا المخلوق (الصعب) من خلال تلك الشقوق الضيقة حائط الساحة العراقية!! والعلم عند الله، وانشاء الله قدوم هذا البديل يتم قدوم بعون من الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك