المقالات

عودة التحدي


فخيار السلام سواء كان نابعا من القناعات الذاتية او مفروضا بفعل عوامل موضوعية، هو الخيار الرئيس، وهو الذي يجب ان يحكم، ( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

كل قطرة دم عراقية اريقت تمثل خسارة فادحة على مدار السنين الثلاثة الماضية بعد ان سجل العراق رقما قياسيا بالموت المجاني واصبح امرا شبه عادي والاشد ايلاما ان ذلك يجري برصاص الارهابيين ممن ينتسبون الى الاسلام كذبا وزورا والى الجهاد زيفا فقد قطعوا تذاكر الدخول الى (الجنة) التي وعد التكفيريون بها الساديين من الصداميين والوهابيين القادمين بجهلهم وعقولهم المتحجرة.

فخيار السلام سواء كان نابعا من القناعات الذاتية او مفروضا بفعل عوامل موضوعية، هو الخيار الرئيس، وهو الذي يجب ان يحكم، من دون ان نستبعد امكانية التغيير انطلاقا من تغيير العوامل والظروف ومن المستبعد عدم وقوع ذلك في المدى المنظور تبعا لقراءة النظام العراقي الجديد، بهذا الخطاب شخصن شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قده) مشروع الدولة بكل ما يحمل له من تحليل الواقع والمستقبل برؤيا واضحة المعالم ومليئة بالتحديات ومؤطرة بمسارات ومعالم استشرفها بالمقاومة السياسية السلمية ووضعها في سلم اولوياته، فضلا عن شرعنته الانتماءات ومساواتها بين كل العراقيين وفق ظوبط وتصورات استشرفت المستقبل قد كسر بها المعادلة الظالمة التي حكمت العراق، كما اسس لنظرية المؤسسة المرجعية التي لا ينظر اليها بالشخوص والذوات العظيمة انما هي صمام الامان لكل العراقيين بكل الوانهم واطيافهم، فهذه التصورات والرؤى جاءت ضمن مشروع وطني اراد سماحته اطلاقه من المناطق المحرومة اي – الوسط والجنوب – بعد ان قدموا ملايين القرابين على مذابح الحرية ولتكون معلما في البناء بعد ان اريد لها الاقصاء والتهميش قدرا ملازما لعقود مضت..

ان ما نعول عليه اليوم التاسيس لمناخات الخطاب الوحدوي ورأب الصدع في المجالات كافة واعطاء الصلاحيات وفق التوازنات والتمثيل الشامل لكل المكونات العراقية، وبشكل عام يمكن الجزم بان لا احد يناقش في اولوية السلام كواجه وخيار من حيث المبدأ سوى بعض القوى الهامشية التي تجد نفسها مضطرة لاسباب براغماتية لتغليف خطابها الصراعي بكلامها عن السلام لمجارات الامر الواقع، وعلى الحكومة معالجتها باساليب امنية حديثة ضمن اليات محددة، ونمذجة الادوار كلاً بحسبه، فالاصلاحات الحقيقية تبدا من العقول والمسؤولية المطلقة هي التي تؤسس للبناء الحقيقي لمؤسسات الدولة، فعلى صناع القرار تقديم دراسات موضوعية نابعة من رؤية استراتيجية مستفيضة للوصول الى حكومة دستورية تمثل الوحدة الوطنية العراقية للامساك باللحظات التاريخية التي تضع العراق الفيدرالي الدستوري على جادة الصواب لينضوي تحت مظلة المنظومة الدولية لتحفظ له وحدته وتحفظ حقوق ابنائه وتعيد له هيبته.

عبد الرزاق السلطاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك