المقالات

اميركا والعراق (اخفاق ام استراتيجية) ج2


( بقلم محمد راضي )

الجزء الثاني ( سقوط نظام صدام )... من كان يعتقد أن نظام صدام سوف يبقى الى ابد الدهر هو على خطأ . ومن كان يعتقد ان نظام صدام من القوة بحيث لا تستطيع ازاحته اية قوى اقليمية او دولية فهو واهم . لقد كان نظام صدام وخاصة بعد حرب تحرير الكويت ( كمنسأة النبي سليمان ..ع..) قد اكلته دابة الارض من كل جهة ولا يحتاج الا دفعة صغيرة كي ينهار كل شي رأسا على عقب . وهذا ما حدث فعلا . لقد كانت جوانب الانهيار واضحة المعالم في كل مكان سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا . وقد كنت اقول حينها ان عملية ا سقاط صدام تحتاج فقط الى احتلال القصر الجمهوري ودار الاذاعة والتلفزيون وكان هذا هو السيناريو الاميركي الذي تكرر كمشهد احتلال القصر الجمهوري في 17 تموز 1968 ..

 دخلت القوات الاميركية وسط بغداد يوم 9 نيسان بعد حوالي 20 يوما على بدأ المعارك وقد كان على القوات الاميركية وهذا ايضا جزا ْ من ستراتيجيتها أن تعلن وعلى الفور حالة الطوارىْ والاحكام العرفية ومنع التجوال لمدة مفتوحة غير مقيدة ( ولم يحصل هذا الشى ) حيث تركت الابواب مفتوحة لعمليات السلب والنهب والحرق تحت انظار القوات الاميركية في حالة لم يشهد لها التأريخ في اي بلد مطلقا واستمرت لمدة اكثر من شهر ولم تنجوا منها اية دائرة او مؤسسة او مصنع في عملية اطلق عليها مصطلح ( الحواسم ) ادت الى تهدم البنى الثقافية والاقتصادية والعلمية والمالية لن يستطيع العراق تجاوزها بعد 50 عاما من البناء في شتى المجالات . وكان على الادارة الاميركية ان لا تسارع الى حث مجلس الامن لاصدار قرارا بوضع العراق تحت الاحتلال بل كان من المفروض أن تشكل حكومة طوارىْ انتقالية لمدة كذا شهر تتولى ادارة السلطة واعادة لملمة الاوراق والتهيئة للانتخابات وتعزيز دور القانون لحماية البلد وابنائه . وفي هذا الوقت الذي انهت فيه القوات الاميركية احتلال العراق بسطت اوراقها على المنضدة كي تبدأ عملها الستراتيجي والان ( ماذا بعد سقوط صدام واحتلال العراق ) .

ومما يثير الانتباه حقا انه في الوقت الذي كانت فيه القوات الاميركية تتعرض لبعض جيوب المقاومة في مناطق جنوب العراق من قبل بعض القطعات العسكرية العراقية وقوات ميليشيا مختلفة . بادرت لعقد سلسلة من التحالفات والمشاورات مع جهات معينة في محافظات عراقية اخرى ...؟ في الوقت الذي سمحت وغضت النظر عن دخول الاف المقاتلين العرب من جنسيات عربية عن طريق الحدود السورية والاردنية والسعودية وقد يتبادر سؤال اخر هو كيف تسمح القوات الاميركية لنفسها ان تترك خلفها 3 فيالق عسكرية عراقية بكامل عدتها جنوب العراق وهي تتقدم صوب بغداد...؟ والان وقد سقط النظام الدكتاتوري يوم 9 نيسان وهرب ( صدام وقيادته..! ) ولم يمت احد منهم او يعتقل ماذا ستفعل الادارة الاميركية وقوات احتلال في المرحلة القادمة...؟

محمد راضي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك