٫ثم ان امريكا لم تجلب الطائفية الى العراق فهي كانت موجودة وبشكل كبير جدا في زمن صدام ولكن امريكا جلبت حرية التعبير فرغم الاحتلال يمكن لكل مواطن طرح وجهة نظره او رأيه في هذه المشكلة او تلك دون خوف او تردد وبالتالي اصبحت الطائفية السياسية محل بحث ونقاش بين المواطنين . ( بقلم د.حيدر ابو رغيف )
قد تكون الطائفية مقيتة وقد تكون غير مقبولة عند الكثيرين ولكن هي واقع حال موجود لا يمكن نكرانه والحقيقة ان تشكيل الحكومة في الوقت الحالي هو الانجاز الاكبر فرغم كل المصاعب المحيطة ورغم الرواسب المؤلمة من الطائفية والظلم التي ورثت من نظام صدام استطاع العراقيين ان يجتمعوا ويتفقوا على حكومة وحدة وطنية ٫ فلا يمكن ان يتبدل نظام دكتاتوري قمعي مستبد بديمقراطية مثالية خاصة ان الاحزاب في اغلبها هي غير ديمقراطية في نظامها الداخلي ٫ثم ان امريكا لم تجلب الطائفية الى العراق فهي كانت موجودة وبشكل كبير جدا في زمن صدام ولكن امريكا جلبت حرية التعبير فرغم الاحتلال يمكن لكل مواطن طرح وجهة نظره او رأيه في هذه المشكلة او تلك دون خوف او تردد وبالتالي اصبحت الطائفية السياسية محل بحث ونقاش بين المواطنين .
واذا كانت قلوب الكثير من العراقيين تتمزق وهم يراقبون تشكيل الحكومة التي طال انتظارها وتوزيع الوزارات والمناصب بين الكتل والتيارات السياسية الممثلة في البرلمان على اساس طائفي او عرقي وكل كتلة تحاول الحصول على افضل الوزارات فانهم حتما سوف يفرحون عندما تمارس هذه الحكومة مهامها وتسد الفراغ الحاصل عن بطء العملية السياسية في العراق ورغم انها لن تكون ابدا بمستوى الطموح الجماهيري وبحجم التضحيات الجسام التي قدمها العراقيون الا انها الثمرة الاولى من شجرة الديمقراطية العراقية.ففي بلد مثل العراق وبمكوناته العرقية والطائفية وهو خارج من دكتاتورية بغيضة الى احتلال غاشم لا يمكن ان يكون في مثل ظروفه هذه افضل مما كان٫ وان الديمقراطية الوليدة في بلد كانت تحكمه انظمة مستبدة لعقود طويلة لا بد ان تكون ناقصة وغير مثالية وقد يكون الزمن واللحمة الجماهيرية المتينة خير علاج لهذه الروح الطائفية التي تكونت في النظام السياسي الجديد.
وان المطلع على تاريخ الامم والشعوب سيجد ان هناك انظمة استغرقت فترة طويلة لتترسخ فيها الديمقراطية فهي ابتدأت على انها انظمة اشبه ما تكون بالطائفية وتطورت حتى اصبحت ديمقراطيات مثالية ومثال على ذلك الهند حيث انه منذ تاسيس دولة الهند الحديثة عام ١٩٤٩ فان رئيس الوزراء يجب ان يكون من الاغلبية الهندوسية ورئيس الجمهورية يكون من السيخ واستمر هذا الامر طويلا حتى تشكيل الحكومة الاخيرة التي كان رئيس وزرائها من السيخ هو (مانموهان سنغ) ورئيس الدولة من المسلمين هو (اي. بي. جي. عبد الكلام) وتنازل الهندوس عن منصب رئيس الوزراء ودخلت الهند مرحلة يمكن فيها لاي انسان هندي ان يحكم الهند مهما كانت اثنيته او قوميته وهو يدل على ان الهند هي دولة ديمقراطية حقيقية ٫ وهذا ممكن ان يتحقق في العراق اذا تكونت ثقة بين السياسين بعضهم ببعض وكانت هناك النية الصادقة والاخلاص في خدمة العراق .
ويقال في المثل الشعبي (العافية درجات ) حيث ان اتمام الانتخابات وتشكيل الحكومة هو انجاز رغم اني قد التقيت بعدد كبير من العراقيين وهم نادمون لانهم انتخبوا هذه القائمة او تلك وانهم فشلوا في اختيار القائمة المناسبة وهذا صحيح لسببين اولهما ان العراقيين لم يتعودوا الاختيار وممارسة الانتخابات بحرية ٫وثانيهما ان بعض القوائم استخدمت اسلوب اثارة الحس الطائفي او القومي او الديني لكسب اكبر عدد من الاصوات وكانت المنافسة غير نزيهة في بعضها مما شوش على المواطن الذي وجد نفسه امام خيارات صعبة .ان مطالبة طائفة او فئة من احدى الاقليات داخل المجتمع ان يكون لها ممثل في البرلمان او الدولة هو مطلب مشروع لتمثيلهم وقد يحدث حتى في الدول ذات التاريخ الديمقراطي مثل السود في امريكا او المسلمين في بريطانيا ..الخ ولكن على ان لا تكون الطائفية والفئوية هي سمة الانتخابات وكل كتلة تدعي انها تمثل مجموعة من الناس كما يحدث في العراق لان ذلك يكون على حساب الروح الوطنية ويفرز طبقة من السياسين ذوي نزعات طائفية وعرقية غير قادرين على خدمة البلد ولا حتى الفئات التي انتخبتهم بل يبحثون عن مصالحهم الشخصية وما يخص المواطن والوطن فهو ليس من اولوياتهم ولبنان خير مثال علي الطائفية السياسية ومنجزاتها فبعد ١٦ عام عن انتهاء الحرب الاهلية الا انه ما زال يعيش اجوائها. د.حيدر ابو رغيف
https://telegram.me/buratha