كنت مطارَد أو منبوذ أو حالة شاذة ، ولما سقط صنم صدام في اليوم التاسع من نيسان رجعتُ كما هو أنا العراقي بالولادة . انتظرتُ طويلا حتى يستقر الأمن في بلادي وانتظرتُ تشكيل حكومتنا الدائمة لأشرع بالكتابة في هذا الشأن . نعم صرتُ انسانا افضح ما اريد باصول المتحدِّث والمعلم والمتعلِّم ، وبما أن الخوض في غمار هذا الأختصاص خطير وخطير جدا ، وهذا ما لا أخشاه مادام هناك من يسأل عني لو واجهتُ مخاطرَ تبعات مشروعي هذا . ( بقلم : قاسم محمد الكفائي )
دروس في سلوك ونشاط المخابرات في الدول الديمقراطية *الذي نقدِّمُه من الآن فصاعدا لا نعتبره دراسة في علم المخابرات بشكلها الأكاديمي أو التقليدي وإنما عملية فضح سلوك وحِيل ونشاط غير مستقرأو رسمي لضرب الضحية وفق هذه الأساليب التي لا تخطر على بال الأنسان الذي يعتقد أن للمخابرات الغربية رأس وذيل . سلوك بطريقة اخطبوطية أو أميبية ، تخطط له عناصر رسمية غامضة حتى على منتسبي الجهاز ، وتنفذه عناصر أخرى غير رسمية مُتعددت الألوان في الديانة واللغة والعرق واللون وكل الأنتماءات التي تتوفر في مجتمع ذلك البلد الأثني الديمقراطي الجميل . فالذي دفعني للشروع بالكتابة وبالتوقيت الزمني كوني عراقي كنتُ أعيش في المهجر بلا هوية ، ولا وطن أو حكومة أنتمي اليها بالمواطنة . كنت مطارَد أو منبوذ أو حالة شاذة ، ولما سقط صنم صدام في اليوم التاسع من نيسان رجعتُ كما هو أنا العراقي بالولادة . انتظرتُ طويلا حتى يستقر الأمن في بلادي وانتظرتُ تشكيل حكومتنا الدائمة لأشرع بالكتابة في هذا الشأن .
نعم صرتُ انسانا افضح ما اريد باصول المتحدِّث والمعلم والمتعلِّم ، وبما أن الخوض في غمار هذا الأختصاص خطير وخطير جدا ، وهذا ما لا أخشاه مادام هناك من يسأل عني لو واجهتُ مخاطرَ تبعات مشروعي هذا . سنونٌ مضت وانا أتابع على الأنترنيت أحوال أخوتي العراقيين ، كتابا وقرّاء ومثقفين خصوصا مَن هم في المهجر لأجد أكثرهم أرقى وأحسن مني ثقافة وعلما ، لكن متابعتي لهم أعطتني قدري وحفظتْ عهدي للأصرار على اكمال هذا المشروع عندما أرى بعضَهم يأكل لحم أخيه ميتا في صراع ثقافي وسياسي عبر مواقع محترمة أرادها أصحابُها ملتقا وطنيا وأدبيا وعلميا وليس النكاية والتشفي والأنقسام . ناهيك عن ( القليل ) مَنهم الذي يستحق النصيحة بعين حمراء لولوجه بمستنقع الأعتقاد المنحرف والجهر به بانحراف ، أو يتمادى بالتهجم على مواطنته وأهله ( لا نعني عصابات صدام والوهابيين المشاكسين على النت ) . أيضا بعض الذي أجده على صفحات المواقع مواد سياسية أو أدبية أو علمية ، هي مفخرة أن نجدها على مواقعنا ونطلع عليها خصوصا وأنا أتابع كتابات بعضهم بارتياح واحترام ، اتفقتُ مع الكاتب في الرأي المطروح أو لم أتفق . لكن الذي أعنيه هو أنني لم أجد متبرعا واحدا يلتفت الى الحديث عن علم المخابرات ولو بأبسط حقول المعرفة .
لا أخفي عليكم شجوني من حالة التخلف التي واجهتها عند الكثير من الناس بهذا المجال . صحيح أن الناس تحاول أن تقضي أيامها بيسر من غير صداع ( كما هم يعتقدون ) ، لكن من المفترَض أن يتسلح الأنسان ولو بالقليل من المعرفة . الذي سنطرحه في حلقاتنا القادمة يعني هو نتاج ما واجهناه في أقسى ظروف حياتية عشناها في داخل العراق وخارجة . وقد يعتقد بعضُ القرّاء أنني بن ( شوكولاته ذات مزاج برتقالي ) لذا أوضح له بعضا من معالم حياتي وأختصرها أشد اختصار حتى يعرف الجميع أن هناك من العراقيين معذبين أكثر من غيرهم لكن الأبتعاد عن عدسة الكاميرا أو أية وسيلة إعلام حالت دون معرفة الجمهور وحتى بعض المُقرّبين .
@ في نوفمبر من عام 1974 تمَّ اعتقالي من قبل مفرزة تابعة للأمن العامة لأسباب سياسية لا تليق بشخصيتي الغير ناضجة في بداية شبابي ، وبعد اطلاق سراحي تمَّ إبعادي الى مدينة زاخو
@ في جون من عام 1979 تمَّ اعتقالي بقضية سياسية كانت على محكمة الثورة واطلق سراحي بعد بقرار مجلس قيادة الثورة بعد اعدام محمد عايش وزير الصناعة والمعادن وعدنان حسين الحمداني وزيرالتخطيط ورفاقهم بتهمة الخيانة وإعداد مؤامرة ضد الحزب والثورة @ في عام 1984 تم اعتقالي بأمرمن علي حسن المجيد مباشرة وأطلق سراحي بفضل الله
@ مرَّت عليَّ قصص أختبار دقيقة جدا وخطيرة قامت بها أجهزة الأمن الصدامية عبر سنين. من عمري ، ونجحت بالأفلات من شرورها وبأعجوبة بالغة .
@ هاجرت بلدي مضطرّا الى ايران عام 1985 مشيا على الأقدام عبر الزيبار وبرزان
@ تمَّ اعتقالي في أيران بأكبر سجونها ، كوهردشت ، عظيمية ، إيوين ، سجن شرق طهران .
@ نزحتُ الى الباكستان عبر الحدود بطريقة الموت المُحقّق ( مشيا على الأقدام ) ، وبعد أقل من عام رجعتُ الى أيران بالتهريب وعلى الأقدام كذلك ، ثم رجعتُ الى الباكستان بعد شهرين
@ في أيلول عام 1987 وفي مدينة كراجي نفذت المخابرات الباكستانية عملية مدروسة بتخطيط ودفع مخابرات القنصلية العراقية هناك تقضي بأني تاجر مخدرات لأعتقالي وتسفيري الى العراق . تم اعتقالي من قبل ما يسمى F . I . A ( مخابرات باكستانية ) ، وحملوني الى سيارتهم ومعي أشكال مختلفة من المخدرات الى فرعهم في منطقة ( ديفينس ) وفي القضية شهود وسنثيرها لاحقا مع الجهات المعنية .
@ في ديسمبر من عام 1988 تمت عملية اختطافي بالكامل لمدة 12 ساعة بالضبط ونجحتُ بأذن الله تعالى بالهروب باعجوبة بالغة جدا واللجوء الى قنصلية دولة اسلامية .
@ في نوفمبر عام 1989 تعرضتُ لمحاولة اختطاف محققة قامت بها عناصر تعمل للقنصلية العراقية في كراجي بعد تناولي المادة المخدرة وتخلصتُ باعجوبة بفضل الله تعالى ولجأت الى قنصلية دولة اسلامية … وقد أذاعت الخبر هذا اذاعة صوت الثورة الأسلامية لتحرير العراق لمرتين ، ونشرته صحيفة منظمة العمل الأسلامي ( كل شيىء موثق من الأمس البعيد وليس حديث اليوم ، ولم أتفوّه بوسيلة إعلامية بهكذا حديث ، كنت صابرا ، مُحتسبا ، لأعرف المزيد )
@ تعرّضتُ لمحاولات قتل أو اختطاف عديدة أخرى قامت بها مخابرات انجليزية وتعاملت معي في متابعاتها بصورة أكثر خطورة من كل ما لاقيته وتعرضت له في حياتي آنف الذكر . وهذه الفقرة الأخيرة هي موثقة واطلع عليها عراقيون أشراف ما قبل سقوط نظام صدام بستة سنين وأكثركم يعرف بعضا من هؤلاء الأشراف ، كذلك كانت موضوع بحث رسالتي التي وجهتها الى مؤتمرالمعارضة العراقية الذي انعقد في برلين عام 2000 . لا تتفاجئوا فالحياة مسرح عذابات وشؤم ، نرجو الله سبحانه أن يجعلها حسنات .
أجلْ أخوتي الكرام . سنطرحُ ما نستطيع طرحَه في حلقاتنا من أجل الوعي والفائدة للجميع ، والذي لا نرى فيه مصلحة للعلن سيكون من الأجدر طرحه باتجاه آخر خدمة لوطننا العزيز الذي تربطنا به أيام مخاظ أمهاتنا ، وسنون كفاح كانت فيها أخطائنا تتكرّر أكثر من فهمنا لما يجرى ويدور ، ليصبح صدام حسين ( البرغوث ) رئيسا علينا ، فيسحق الأسودَ ويُخرِّبُ عَرائِنَها . تجربتنا هذه وأنا واحدٌ من كثير ستجعل من بلدنا العراق بمشاركة وهمّة كل العراقيين واحة سلام وأمان ومحبة عندما تعجز المخابرات الدولية أن تحقق حلما لها على أرضنا . الفلسفة كما نراها على مواقعنا بروح الهجاء والمكابرة والأنتفاخ لا تحقق نفعا ُيذكر لمصلحة الأمة والشعب ، بل تحقق التخلفَ والجمودَ والأنفلات بترويج المخابرات العالمية لها لأنشغلكم عن حقيقة ما يجري ويدور . نأمل متابعتكم وبحرص كما أتابعكم أنا بحرص ومسؤولية المواطن الذي لا يريد لنفسه غير أن يرتفعَ العراق ويترّفعَ شعبُه وينمو .
الشكر الجزيل لأخوتي اصحابِ المواقع الذين يتعاونون معي بدافع الوطنية والحرص في نشر كتاباتنا ونأمل منهم مواصلة الجهود المضنية والشريفة وهذا عهدنا بهم .@ ذكرنا أعلاه أكثر من ( أيميل ) حتى يتم التواصل وبالتأكيد ما بيننا والقرّاء . على أن تستعمل هذه العناوين في كل رسالة تبعثونها الينا لأن مشكلتنا هي عدم وصول الرسائل الينا بالكامل إلا ما ندر منها والغير مهمة ( سبق وأن كتبت مقالا بهذا الخصوص بعنوان – بريدك الألكتروني في خطر ) وسنتطرّق لهذه الظاهرة لاحقا . قاسم محمد الكفائيكاتب عراقي – كنداiraqisiraq@yahoo.comgoodearth2@hotmail.comcanadainsummer@yahoo.com
https://telegram.me/buratha