من قتل أطوار؟ هل الذين أطلقوا النار على موكب تشييعها في تنفيس عن ضيق من شهداء العدل والمساواة في العراق ومن يستنكفون اليوم من تسميتها بالشهيدة هم براء من دم أطوار؟ هل الذي قتل طه المطلك وميسون الهاشمي وأخيها براء من دم أطوار؟ هل المقاومة التي لبست جيش الإسلام وكتائب العشرين وأنصار السنة والإسلام وشورى المجاهدين وجيش محمد وغير ذلك من تسميات قاعدة الزور بعد أن خلعت إسماء فدائي صدام والحرس الشعبي والخاص والقدس وحطين والطلائع والفتوة ... الخ، بريئة من قتل أطوار؟ هل إن فقهاء الزور وكتاب الإرتزاق الذين يسمون القتل في العراق مقاومة وفي بلادهم إرهاب هم براء من دم أطوار؟ هل يقتل أطوار الذين ناضلوا في كل يوم ومكان من أجل تحرير العراق ولجم الهمجية وبدائيات القسوة ... وكل حرائر العراق اطوار؟ ( بقلم : د.عبد الرضا الفائز )
يقول مراسل الصنداى تايمز البريطانية (وهو إنسان) في عددها يوم سبعة من الشهر الجاري (مايس 2006) أن جزءاً منه قد مات حين رأى فيديو مقتل الشهيدة أطوار التي قتلها مجرمون يوم 22/2/2006. لقد قدمت الشهيدة نفسها ضحية أيمانها بالعراق الواحد الذي نكبته مرحلة جلبت على جميع العراقيين الخراب وزرعت أينما أينعت التخلف والتراجع فصنعت معجزة تجويع وإفقار بلاد الحسنيين (النفط والماء)، ووزعت الكوارث والمصائب على سفوح وسهول ووديان العراق. فمن قتل أطوار؟ملثم يقتل ويصور عملية القتل بأسلوب يتفق وساديته، يلاقي مراسل صحيفة (تذكروا المفروض به أن يكون ملثما: خوف إفتضاحه للعراقيين) يهديه الشريط، المراسل يتلقى ذلك بإمتننان. مع الشريط يقول الملثم إن القاتل هو من ميليشيا بدر لأنه وجد الشريط مع جثته إثناء حرب شوراع في بغداد (لا إثبات على ذلك الإدعاء أو برهان: مجرد إدعاء بإعتراف الصحيفة). جريمة يقتل فيها القاتل ويصور ثم يوصل الشريط إلى صحيفة قائلا إن القاتل فلان الفلاني، هكذا يكون الإستغباء وغباء الإستذكاء. وكان المراسل أمينا إذ ذكر كل شيء. إن ذبح أطوار يذكرنا بما حدث قبل نحو عام في ملعب شعبي بمدينة حديثة، يوم ذبح إزلام البدائية في عصر النور عدد من فقراء صيادي كربلاء المخطوفين في ملعب شعبي أمام العديد من الناس. كذلك كان خطف الشهيدة وذبحها بالأسلوب نفسه الذي تشهد عليه أستديوهات الذبح في مدن كانت مخطوفة بإرهاب الحفارين والتكفيريين، ويسمي الإرهاب هذا نفسه مقاومة المحتل (وهو بخدمة المحتل لو بان له ثانية أمل أستحواذ السلطة: المستحيل). هل القاتل بدر؟ الجواب ليس دفاعا عن ميليشيا أسمها بدر بل محاولة في أكتشاف المجرم. ونسأل لماذا تذهب بدر كل تلك المسافة إلى سامراء من أجل قتل أطوار، وأطوار تتجول كل يوم في بغداد وأساليب القتل عديدة، وهل تستفاد بدر من قتل أطوار ومن صمت أطوار، ولماذا تصور بدر الجريمة (وتلك عادة معروف مدمنها)؟ هل تقتل بدر أطوار لأنها بلا تميز مذهبي (أمها شيعية وأبوها سني)؟ هل تقتل بدر أطوار لأنها تركت فضائية الجزيرة إلى فضائية العربية (محتجة) يوم تطاولت الأولى على مقام السيد السيستاني؟ هل تقتل بدر أطوار لأن عائلتها ألتجأت حتى بعد موتها إلى بدر لحمايتها (بإعتراف الصحيفة)؟ هل تقتل بدر أطوار لأنها خطر عليها، وما ذلك الخطر؟ هل تقتل بدر أطوار، لأن بدر معروفة في مناطق نفوذها بقتل الصحفيين أوأختطافهم والمفاوضة عليهم برموز يعرفها العراقيون (تذكروا ما نشرته صحيفة أيطالية يوم دُفعت ملايين الدولارات لتحرير إيطاليين)؟ هل إن دم أطوار وجريمة قتلها براء منها من فجر المرقدين والمراقد الأخرى وفجر الناس في كربلاء والنجف وبراثا والجسر وساحة العروبة وعشرات المساجد والحسينيات والمشافي والإسواق وقتل الآلاف في الشوارع والجامعات وتخريب ثروة العراقيين في أنابيب نفط وخطوط طاقة وأختطاف مدن؟ هل بريء من جريمة ذبح أطوار من يقدم الدعم اليومي ومراوغة التبرير لمجرمي التكفير والحفر (بدعوى محاربة المحتل)؟ هل دم أطوار براء ممن يحاول يائسا أختطاف الحياة وأيقاف البناء (بعد أن نجح لعقود)؟ من يرعب التلاميذ في ذبح المعلمين، من يعوي كل يوم إن إسقاط الصنم كان باطلا في شرعنة بذيئة ساقطة للمقابر الجماعية والتهجير والقتل في حروب عبث الطغيان والقهر والظلم وإمتيازات النهب والتفريق والحرام الذي لن يعود بإرادة كل العراق؟ من قتل أطوار؟ هل الذين أطلقوا النار على موكب تشييعها في تنفيس عن ضيق من شهداء العدل والمساواة في العراق ومن يستنكفون اليوم من تسميتها بالشهيدة هم براء من دم أطوار؟ هل الذي قتل طه المطلك وميسون الهاشمي وأخيها براء من دم أطوار؟ هل المقاومة التي لبست جيش الإسلام وكتائب العشرين وأنصار السنة والإسلام وشورى المجاهدين وجيش محمد وغير ذلك من تسميات قاعدة الزور بعد أن خلعت إسماء فدائي صدام والحرس الشعبي والخاص والقدس وحطين والطلائع والفتوة ... الخ، بريئة من قتل أطوار؟ هل إن فقهاء الزور وكتاب الإرتزاق الذين يسمون القتل في العراق مقاومة وفي بلادهم إرهاب هم براء من دم أطوار؟ هل يقتل أطوار الذين ناضلوا في كل يوم ومكان من أجل تحرير العراق ولجم الهمجية وبدائيات القسوة ... وكل حرائر العراق اطوار؟ الذين يكرهون المنطق ويؤمنون بعنزة ولو طارت، فإن هذا المقال ليس لهم، فهم يحملون قلوب حرمها الله من نور الإبصار، والله يهدي من يشاء. وشكرا للصديق الذي ارسل لي مقال الصحيفة وأني أقول معه حقا: إن من قتل أطوار لا يتساوى مع الحيوان مرتبة ولا يستحق حتى المزابل عنوان. والمحاولة في إسقاط الجريمة على آخرين هي إعتراف بخسة الجريمة وإدانة ذاتية لها.
د.عبد الرضا الفائز
https://telegram.me/buratha