المقالات

الدروس القاسية وشراكة الأقوياء

489 14:16:00 2013-06-14

واثق الجابري

اللعبة لم تنتهي وبعض الأوراق لا تزال تحافظ على قوتها و يراد إستخدامها لغرض الحصول على المزيد من المغانم , من النفوذ في الدولة وتسخير الامكانيات والتحكم بالأيرادات وأستخدام السلطة والمال العام لأغراء الاخرين من قوى صغيرة وأخرى طامعة في الحكم , الدروس القاسية لا يمكن استيعابها بسهولة حينما لا يريد البعض النظر لنجاح الاخرين , ولا يرى سوى نفسه بنظرة الأستعلاء , وان المنصب اصبح ارثاً ولا يحق المشاركة او تعاون عليه.طبيعة الحياة السياسية وما لاحقها من ظروف و تراكمات وتطورات أقليمية وسعت الهوة بين افراد المجتمع بمنعكس للأفعال السلطوية , وعادة الى جذور بعيدة عن مفهوم الدولة والمواطنة والأهتمام بالأمور الخلافية وترك المشتركات, ومنذ تأسيس النظام الجديد وطبيعة القوائم الأنتخابية , استخدمت وتيرة التهديد بخطر يلاحق الطائفة والقومية والعرقية وضياع الهوية , وبهذا إنزوى مع تلك الأفكار الكم الكبير من طبقات المجتمع وإن أختلفت المسميات حتى الاحزاب الليبرالية لم تستطيع التخلص من الطائفية والعرقية , تلك الحسابات والافعال عرضت المصالح الطائفية والقومية والوحدة الوطنية للخطر , وتم الأقرار بالتوازن المؤوسسي البعيد عن الأختصاص والكفاءة والنزاهة , وكأن لكل طرف ممثل عنها وأرتكز عمله بعيد عن صلبه , وما أطلق من مصطلح الشراكة لم يبقى منه سوى الشراك المعرقلة الجارحة وشرك بالوطنية ومشاركة المنافع والمغانم , ما دفع بوحدة البلد للتمزيق , وإتباع القوى المهيمنة الى إضعاف الشريك القوي في جمهوره والتعكز على القوى الضعيفة في جمهورها وذيلية في أفعالها ,التي تسمح بالتدخلات الأقليمية والدولية بالأختراق والتغلغل, رئيس الوزراء إستعان بالقوى البديلة ومن ليس لديها الثقل السياسي لضمان التنوع الشكلي وبقاءه حراً في صناعة القرار وتجاهل الرأي المخالف , وتقسيم الشارع لقوميات وطوائف تتمترس على بعضها , والرؤية التي تفترض حصر الموازنات بجهة واحدة تستطيع معاقبة من يعترض عليها وأشاعة هذه الدعايات والحرب النفسية للترهيب والتكهن بالفشل , مقابل الاغراء لمن يصطف الى جانب السلطة وأصحاب القرار .بناء جبهة متماسكة تحظى بالأنسجام والتفاهمات أصبح الاكثر قبولاً للشارع العراقي وترك الأنجرار خلف الشعارات التي لم تولد الاّ المزيد من الأزمات والأنفعالات , والقرارات السطحية المتشنجة , التي اوصلت الشارع الى دعوات التقسيم والأقتتال او الأقاليم الطائفية . بروز قوى الأعتدال كسر من الجمود في العلاقات ورطب الاجواء وطمئن المجتمع , وتراجع تأييد التطرف ودوافع الشحن المجتمعي للتفكك , وهذا يغير من النظرة الستراتيجية الأقليمية والدولية , وإعادة الحسابات في مكامن القوة الحامية للبلاد بلغة الحوار والحلول الوسطية , ويدفع المجتمع نحو الانفتاح على بعضه وينمي الفكر الديمقراطي , وهذا ما وجدت حقائقه في نتائج الأنتخابات المحلية , وحصول التحالفات العابرة للطوائف على القبول الكبير , و تبعث رسائل من الاطمئنان , وتعطي درساً جديد في التغيير والتمازج مع الدماء الجديدة , وفي نفس الوقت يرسم ماهية عمل المجالس المحلية بحقيقتها ,كونها خدمية بعيدة عن سجالات السياسية المتقنعة بالهويات العرقية , ويرمي بأوراق الضغط خارج الحسابات والتأثير .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك