الكاتب: قيس النجم
(هذه المقالة جزء من سلسلة مقالات سوف أتناول فيها موضوع الأمية أصلها, حجمها, أبعادها, تداعياتها,ومعالجاتها.)إن تفشي الأمية في العراق أوصلها إلى حد أو مستوى, غدت فيه ظاهرة خطيرة مخيفة تهدد المجتمع وتدمره, مما يفرض علينا أن نكون حذرين ومتيقظين لها, ونعمل بإخلاص للوصول إلى حلول جذرية, مستفيدين من تجارب الآخرين الذين سبقونا في هذا المضمار.وفي هذا الصدد يتعين علينا, أن نخطو خطوات عملية جادة وواقعية, للنهوض بمشروع وطني كبير مخطط له, لمحو عار الأمية من صفوف شعب هو الذي علم الإنسانية الحرف. وتشير الوثائق والدراسات الرصينة إلى إن نسبة المتعلمين الإجمالي تقارب 80%, وأما 20% الباقية فهم أميون, تتراوح نسبتهم بين 18 ــــ 20% بين النساء, و26.4% بين الرجال, وأن المتأثر الأكبر بهذا الخلل هي المجتمعات الريفية، كما أن الإحصاءات تفيد بأن نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تمثل 42.9% من المجموع الكلي للسكان, ونسبة كبيرة من هؤلاء معرضة لان يكونوا أميين, ونشير إلى أن المشرفين الدوليين لليونسكو, يرون أن الإحصاءات المتوفرة حالياً, عمرها تجاوز 16عاماً, وكان آخر إحصاء قد أجري عام1997, وهذا يعني أن الإحصاءات قديمة, ولا تعطي مؤشرات سليمة للمشكلة, وعليه فأن العراق بحاجة إلى مؤشرات إحصائية جديدة.ويشير تاريخ جهود مكافحة الأمية, إلى أنه عندما بلغت نسبة الأميين في العراق عام 1977 نحو 53%, حسب ما أعلنت عنها الوثائق الرسمية لوزارة التخطيط في حينها, وتم أطلاق حملة كبيرة على الأمية وأصبح التعليم إلزامي, وفرضت عقوبات قاسية على المتخلفين عن الالتحاق في الحملة, مما دفع إعداد كبيرة من الناس يتفاعلون معها, وأسهم ذلك بانخفاض نسبة الأمية إلى 27% في العام التالي, ويعتبر ذلك خطوة مهمة للجهاز التعليمي العراقي في حينها.ونستنتج مما تقدم أن على الأجهزة المعنية في الحكومة, إيلاء الموضوع الاهتمام المطلوب, برسم خط بياني متصاعد وإجراءات تنفيذية مبنية على أسس علمية, وحشد الجهود للقضاء على الأمية في البلد. وفيما يتعلق بالمعالجة, فإن لمنظمة اليونسكو دوراً مهماً عن طريق مكاتبها التي كانت فاعلة في ميدان مكافحة الأمية, ولكنها توقفت بسبب الظروف الأمنية المعقدة, وهنا يأتي دور الحكومة في توفير كل مستلزمات النجاح, وخطط مدروسة وفتح مراكز للتعليم, وخاصة بين المجتمعات الريفية بالتعاون مع اليونسكو, وستكون فرصة جيدة لتعيين أكبر عدد من المعلمين والمدرسين, واستغلال طاقاتهم في القضاء على الجهل.لكن لابد توفير المال في سبيل إنجاح هذا البرنامج, وإلا يكون عرضة للزوال, ونحن بحاجة ماسة إلى هذه المراكز في الوقت الحالي, حيث أثبتت التقارير الأخيرة إن ما بين 8 ملايين أمي تتراوح أعمارهم بين 15ـــ 40 سنة .إذاً علينا أن نكون جادين بمهمة القضاء على الأمية, واجتثاثها من بلدنا العزيز, وللتذكير فقط أشير إلى أول كلمة تلقاها نبينا الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) من رب العزة والجلال هي (أقرأ).
https://telegram.me/buratha