عندما يمر الوطن بمنعطفات مهمة، وعندما تهتز الصورة، سيما وقت الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية الغير طبيعية التي تمر بها المجتمعات، تلجأ الحكومات والأجهزة الرسمية والنخب السياسية، الى التعامل المكثف مع وسائل الإعلام لإبراز وجهات نظرهم وتقديم إيضاحات موسعة عنها، و عرض أرائهم للتأثير على الرأي العام, وقد تكون تلك النخب تمثل المعارضة أو الحكومة.
الإعلام يلعب دور الوسيلة حيث تنقل وجهات النظر السياسية المختلفة , وبالمقابل فإن المواطنين يهرعون في تلك الأزمات، الى وسائل الإعلام كمصدر أساسي لاستقاء المعلومات حول تلك الأحداث والأزمات، و تشهد الأحداث الكبيرة تنافسا إعلاميا كبيرا على تقديم المعلومات والأخبار التي ترقى الى مستوى الحدث.
إعلام تلك الأزمات يمكن أن يطلق عليه إعلام الأزمة، حيث تلجأ الحكومات والمنظمات والكتل السياسية الى تشكيل خلية إعلام أزمة تدير الأمور وتضبط إيقاع الإعلام..
وهنا يكون الاتصال السياسي حقق هدفه الأساس من خلال إيصال رسالته المقصودة الى الجمهور. إعلام الأزمة محدد بأهداف مقصودة وغايات مرسومة, فالسياسي والمسؤول الحكومي وقائد المنظمة يتحدث الى الجمهور من خلال وسائل الإعلام، لغرض إيصال رسالة محدودة المقاصد الى الجمهور.
إعلام الأزمة يضمن تدفق المعلومات الى قادة الرأي في المجتمع، ويتحول الى الوسيلة المثلى للاتصال السياسي. مهمة رجال إعلام الأزمة هي أن ينقلوا المعلومات التي تبثها وسائل الإعلام، بطريقة التحليل والتفسير للجمهور وتقديم وجهات نظرهم المختلفة لتلك المعلومات والرسائل الإعلامية.
ما نفتقده على الصعيد الحكومي وجود جهاز إعلامي يستطيع أن يقدم الحقائق مجردة كما هي الى الجمهور كحق من حقوقه الدستورية، وثمة فهم لدى الإعلام الحكومي مؤداه: أن مهمته تلميع حذاء المسؤول..!
https://telegram.me/buratha