ثم اين حصة اطفال العراق من هذه المناصب التي توزع لماذا لا تكون هناك وزارة للاسرة كما في اغلب الدول المتحضرة والتي تشمل الام والطفل تكون وجباتها هي الاهتمام بالطفل منذ بداية الحمل حتى يبلغ الرابعة عشر من العمر وذلك بمتابعة ورعاية ودعم المراة الحامل ومن ثم الطفل وذلك لحمايته من العوز المادي والتشرد والتسيب المدرسي والضياع والانحراف ............ ( بقلم د.حيدر ابو رغيف)
طفل رث الملابس اشعث اغبر الراس هي صفة الطفل العرقي التي تعودنا ان نراها دائما في الاعلام المقروئ او الافلام المصورة في العراق فهو اما عامل في ورشة او شحات يستجدي المارة فهذه الحقيقة المرة كانت نتيجة لوجود نسبة كبيرة جدا من الفقراء والايتام من الاطفال الذين فقدوا المعيل نتيجة للحصار و للحروب الكثيرة التي تورط بها شعب العراق المسكين وبالتالي اصبحوا منذ نعومة اظافرهم وهم مسؤولون عن قوت يومهم وقوت عوائلهم فلماذا هذه هي صورة الطفل العراقي ؟ في زمن صدام كان يتحجج رجال النظام السابق بالحصار لعدم وجود برنامج حقيقي لدعم الطفولة في العراق ذلك رغم مليارات الدولارات التي صرفت على بناء قصور صدام والتي بنيت كلها تقريبا خلال الحصار بعد ان هدمها القصف الامريكي خلال حرب تحرير الكويت ويقدر متخصصون عددها ب٧٩ موقع رئاسي كلف بنائها ما يقارب ٢٥ مليار دولار ٫
اما بعد التغير وسقوط نظام صدام فيتحجج رجال السياسة بالظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد وكلما تكلم مسؤول برر النقص في الخدمات والتقصير الامني والخدمي للحكومة بان الدولة في طور البناء واننا نبني عراق جديد ديمقراطي فلذلك يجب على ابناء العراق ان يتحلوا بالصبر لان هذه المرحلة الصعبة والمريرة من تاريخ العراق هي انتقالية بين نظام دكتاتوري الى نظام ديمقراطي ٫لكن هل يمكن ان يكون العراق ديمقراطي تعددي مزدهر دون الالتفات الى اطفاله واي مستقبل يبنيه رجال السياسة دون الاهتمام بالاطفال ثم هذه الملايين من الدولارات التي تذهب هنا وهناك اين حصة المستقبل (الاطفال) منها ٫فعلى سبيل المثال لو كان لكل طفل عراقي (بغض النظر كون ابوه عامل في القطاع الحكومي او الخاص او عاطل عن العمل ويشمل الايتام أيظا) عشرة دولارات شهريا منذ ولادته حتى يبلغ العاشرة وذلك كحماية للطفل من التشرد والضياع وهذا المبلغ لن يكون قليلا اذا علما ان اغلب الاسر فيها اكثر من طفل ٫ فهل هذا صعب ولنقول ان هناك ثلث سكان العراق اطفال دون العاشرة فهذا يعني ٩ملايين طفل اي ٩٠ مليون دولار شهريا وهو ليس مبلغ كبير اذا ما قورن بميزانية العراق و يمكن ان يشمل كل طفل عراقي وهكذا تكون الدولة تقدمت خطوة حقيقية للامام من اجل بناء العراق وعلما ان معونة الاطفال هذه لن يعترض عليها صندوق النقد الدولي ولن يطالب بالغائها (فهذه حجة الاقتصاديين العراقيين التي تعودنا عليها للتهرب من مسؤولياتهم تجاه هذا الشعب المسكين) لان كل الدول المتقدمة تقدم معونات للاطفال منذ الولادة و حتى يبلغ سن معينة ثم كيف لدولة تسن قانون تمنع فيه عمل الاطفال وهي تتركهم بلا معيل وبلا مصدر مادي ليعتاشوا منه .
ثم اين حصة اطفال العراق من هذه المناصب التي توزع لماذا لا تكون هناك وزارة للاسرة كما في اغلب الدول المتحضرة والتي تشمل الام والطفل تكون وجباتها هي الاهتمام بالطفل منذ بداية الحمل حتى يبلغ الرابعة عشر من العمر وذلك بمتابعة ورعاية ودعم المراة الحامل ومن ثم الطفل وذلك لحمايته من العوز المادي والتشرد والتسيب المدرسي والضياع والانحراف خاصة ان هناك ملايين الايتام و الارامل الذين يحتاجون للرعاية والحماية من الدولة لهم وذلك ليكن هناك جيل في المستقبل من الرجال الصالحين يحملون روح وطنية عالية يشعرون بانتمائهم الحقيقي لهذا البلد الذي لم يتخلى عنهم ويتولون قيادته وبنائه .
وقد يسال سائل ما الذي سوف تقدمه هذه الوزارة اكثر من وزارة الشؤون الاجتماعية ؟ ثم ما الدور الذي قدمته الوزارات المستحدثة للعراق مثل وزارةالبيئة وزارة المهاجرين والمهجرين ووزارة المراة؟ حتى ينتظر من هذه الوزارة دور تجاه اطفال العراق وهذا صحيح اذا لم تكن هناك ارادة سياسية حقيقية بالاهتمام بالطفل ودعمه فلن تتمكن اي وزارة من تقديم اي خدمة لاطفال العراق بل انها سوف تكون عبئ على الدولة وميزانيتها ٫ان الحقيقة الوحيدة التي يجب ان يعرفها الكل هي ان بناء العراق بناءا حقيقيا يجب ان يبدء من مرحلةالطفولة فتهتم الدولة بالاطفال العراقيين جميعهم دون تميز وان تؤهلهم منذ الولادة وتتكفل بماكلهم وملبسهم وحمايتهم وان الديمقراطية تبدا من رياض الاطفال حتى يمكن ان يقال ان المشروع الديمقراطي يسير بالاتجاه الصحيح نحو بناء عراق ديمقراطي تعددي يكون نموذج للبلدان في الشرق الاوسط . واخيرا فاني اناشد الاستاذ المالكي وكل المسؤولين في الحكومة الجديدة ان ينظروا لاطفال العراق لا بعين العطف بل بعين الفلاح الذي يزرع بذرة وهو كله امل ان سيحصد ما زرع خيرا كثيرا.د.حيدر ابو رغيف
https://telegram.me/buratha