المقالات

هموم المواطن, ومبادرات الحلول ..

716 21:01:00 2014-01-30

بقلم : محمد أبو النواعير ..

العراق, ومن خلال موقعه التاريخي والجغرافي, كان ولا زال مفصل مهم وعلى كل الأصعدة: السياسية, الاقتصادية- ما يحويه هذا البلد من خيرات- وكذلك الدينية, وما يملكه من عمق ديني وفكري.والشيء الذي لم يتم التركيز عليه في هذه التوصيفات؛ هو احتوائه على ثروة بشرية تتميز بذكاء عالي, وقابلية على التأقلم مع الظروف, وتوظيفها بشكل يحقق لها التطور.وكلنا يعلم أن الثروة البشرية لأي بلد من البلدان, ترتكز وبشكل أساس على ما تملكه من فئة الشباب, وما يمكن لهذا البلد أيضا من تقديمه لهذه الفئة, من حوافز وإمكانات, يستطيع الشاب أن ينهض من خلالها, كأحد عوامل التطور.وعلى الرغم مما يملكه العراق من ميزانية, توصف كل عام بالانفجارية؛ إلا أننا ومع الأسف, نشهد أن القائمين على السلطة في هذا البلد, قد أداروا ظهورهم بشكل كامل عن هذه الفئة, والتي تمثل البترول البشري, الذي يمكن من خلالهم النهوض بأي بلد.نحن لا نعاني في هذا البلد من قلة العقول الكفوءة, التي تستطيع أن تعدل مسارات العمل الإداري فيه؛ ولكن مشكلتنا هو أن هذا البلد ابتلي دوما, بأناس يحكمونه من منطلق, أنهم المالكون دوما لمفاتيح الحلول السحرية؛ او على الأقل يحاولون دائما تصدير أنفسهم بأنهم, ماداموا متربعين على كرسي السلطة, فإن الحلول يجب ان تصدر منهم دوما, لأنهم (الأعلم) بالمصلحة العامة!مبادرة رائعة , تضع العراق في أولى خطوات سلوك الرقي والتطور؛ المنحة المالية للطلبة, والتي كانت كمشروع أو أفكار, تم تنضيجها من قبل تيار شهيد المحراب, عِبرَ قيادته الحكيمة المتمثلة بالحكيم الشاب.هذا الرجل يريد دوما أن يبين أن رجل السياسة, حتى وإن كان خارج السلطة, حتى وإن كان يملك عدد مقاعد قليلة في البرلمان, حتى وإن كان لا يملك ممثلين له من الوزراء؛ يستطيع أن يخدم بلده ومن موقعه. مبادرة السيد الحكيم بتخصيص رواتب للفئة الشابة من طلبة المدارس والكليات, إنما جاءت كخطوة تمهد عقلية الشاب ومنذ طفولته, لتتقبل فكرة حب الوطن, أراد الحكيم من خلالها أن يبين أن التربية السياسية الصحيحة للمواطن يجب أن تبدأ منذ الصغر.هذا ما نفتقده وبكل صراحة في بلدنا؛ نفتقر للتربية السياسية الصحيحة, التي تربي في أجيالنا حبا للوطن, يوازي حب العشيرة أو المحافظة, أو الأهل والأقربون. منحة الطلبة ورواتبهم, ستخلق نوعا من العرى الوثيقة, التي ستكون كعامل جذب وثقة, ما بين الدولة وأجهزتها التعليمية, وما بين العائلة العراقية؛ التي تعودت وعلى مدى التأريخ في العراق, أن تكون على تقاطع, مع كل ما يمت للروح الوطنية من صلة؛ والسبب معروف, والمشكلة مشخصة؛ إنها السلطة المتسلطة على كل شيء.نعم, ما أراده العراقيين دوما وما افتقدوا له, هو شخصية سياسية تحمل في أدبياتها مشروع بناء الوطن, وقبله بناء المواطن..قد تكون نتاجات الحكيم عمار هي مجرد مبادرات, حبر على ورق, كما يحلو للبعض أن يسميها؛ ولكنها حبر تحول الى مادة حارقة (تيزاب), نزلت في عيون السلطويين من سراق العراق الجدد؛ وجعلتهم في مواجهة مباشرة مع شعوبهم, بعد أن تكاثرت هذه المبادرات من سماحته, وتحولت إلى هزة وجدانية قوية, في وجدان المنظومة الحقوقية التي جمدها المواطن العراقي. ننتظر من كلا الطرفين, زيادة المبادرات والتفاعل معها, وهؤلاء الطرفان: عمار الحكيم, كنموذج للسياسي الشريف, الذي ينظر الى حقوق أبناء بلده. والمواطن العراقي, كنموذج للفرد المغيب من كل المنظومة الحقوقية التي يمتلكها.محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراق3
2014-01-31
منحة الطلبة وبهذا الاسلوب هي نقمة وليست نعمة وكان الاجدر ان تكون المنحة لجميع الطلبة بدون استثناء وبصيغة سلفة تسترد عند التعيين ولمدة معينة وحين لا يكون تعيين للطالب تسقط بعد فترة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك