المقالات

راهب قهر بصبره جبروت الطغاة

766 20:08:57 2014-05-23

أحمد حسن الكناني

هكذا هي المعادلة (ما كان لله ينمو) فالكوخ صار يناطع عنان السماء والقصر أضحت طلوله بيد البلى نهبا..
إنها قصة حدثت على شواطئ دجلة الخالد لتضيف الى خلوده خلوداً.
لكنها لم تكن من قصص ألف ليلة وليلة ولا رحلة من رحلات السندباد البحري، ولارواية من روايات مصباح علاء الدين.
إنها قصة الحق وغريمه مدى الزمان الباطل.. سطرها فنان كان فنه الصبر، ورسمها رسام كانت ريشته السجدة الطويلة, رغم ثقل القيد وإنعدام الضوء وقلة الألوان، لكن تلك الريشة كانت تستمد عزيمتها من قدرة الله، وضوئها من نوره، وألوانها قدرته التي لا تضاهيها قدرة.
إنها قصة الراهب الذي كان يسكن كوخاً على ضفاف دجلة.. راهب ليس ككل الرهبان، إسمه موسى بن جعفر، ويلقب براهب بني هاشم.
القصة التي جسد فيها الإيمان بالعقيدة، والتضحية من أجلها، واللوحة التي لونها بالعفة والتقى.. وكما قلت كان يسكن كوخاً متواضعاً، لا يكاد يذكر أمام القصر المشيد الذي كان يرتفع إلى جانبه.
ولكن، وكما هي دائماً الأمور والأحداث والروايات والقصص لا تحسب إلا بخواتيمها.
فقد أصبح القصر ركاماً تذره الرياح، حتى إن قول أثرٌ بعد عين لا يصح أن يطلق عليه..لكن قف على جانب الرصافة وطالع الكرخ، وأنظر إلى تلك القباب التي تباري السحاب جوداً، والتي يهفو إليها المؤمنون من كل إصقاع المعمورة، غدواً ورواحاً، وعلى مختلف طوائفهم لينعموا بذلك الجود، وليستقوا من نبعه الصافي.
لم يكن صاحب تلك القباب ليختص بطائفة دون أخرى.. ثم وأنت واقف على الباب تنادي..سلام عليكم بما صبرتم فتعم غقبى الدار.
نعم، هكذا وكما هي نتائج المعادلات الإلهية (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك