يعتقد أغلب العراقيين بل العرب بأسرهم، إن بلدانهم تحررت من الإحتلال؛ وخرج الإستعمار من بلدانهم ولم يعد!
من الغباء أن يعتقد البعض إن للعرب سيادة، وإن الأمة العربية تتمتع بخيراتها وماحباها الله من نِعمْ؛ صح، إننا لا نرى أي مظاهر للتواجد الأجنبي المسلح في بلداننا، لكن مخططاتهم وأفكارهم الخبيثة تُنفذ وبإستراتيجية دقيقة، أكثرمما لو كانت أجسادهم موجودة. النظام الملكي، النظام الجمهوري، النظام البرلماني؛ كل هذه الأنظمة حكمت العراق، وكل نظام من هذه الأنظمة، كان ومايزال ينفذ أجندات خارجية خاصة، للحفاظ على النظام، ولتحقيق الأهداف الإستعمارية للدول الداعمة.
بعد النظام الملكي، الذي كان يدعمه الإنكليز، والذين بسطوا سيطرتهم على منابع البترول، حاول بعض الخونة ممن حكموا العراق، أن يوهموا الشعب بإكذوبة أسموها"تأميم النفط"، بل الذي حدث هو خروج آبار النفط عن السيطرة البريطانية، ودخولها الى السيطرة الأمريكية، مع بدء النظام الجمهوري في العراق، بعد الإنقلاب، ولج العراقيون مرحلة أصعب؛ وبدء الإقتصاد العراقي بالإنهيار التدريجي، بسبب الحكومات الفاسدة التي أدخلت الشعب العراقي" العيشة الضنكى".
عام 2003 بدئت مرحلة جديدة في حياة العراقيين، بعد سنوات مريرة من الحكم البعثي المستبد، الذي أوهم الكثيرين بشعار:" أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، وهم أنفسهم أي البعثيون، من أفسدوا مشاريع وحدة الأمة العربية، وحرفوا الرسالة الإسلامية السمحاء؛ بسبب التسلط وطريقة الحكم التي إتبعها قادة حزب البعث المجرم.
لم يقنع أصحاب العقول، ممن حاربوا الأنظمة البعثية الفاسدة، وما قبلها، إن الخير آت؛ وإن الأمريكان قد أختاروا العراق إنموذجاً للحياة الخالية من العنف، فمنهم من إنخرط في العملية السياسية، لغرض التقرب من السياسيين الذين يدعون الوطنية، والحقيقة إنهم إمتداد للإحتلال، وأعواناً لهم؛ وليكونوا عيناً آمنة للشعب العراقي.
لم تكن فتوى المرجعية العليا في النجف الأشرف المتمثلة بالسيد على السيستاني، بالتحشيد الشعبي ومحاربة من ينفذون أجندات خارجية إنتقامية، وليدة الصدفة؛ أو قراراً طارئاً؛ بل كان قراراً مدروساً نُفذ في وقته وزمانه.
نعم. الحشد الشعبي، أفشل المؤامرات الكبيرة التي حيكت خيوطها في البنتاغون، ومبنى الـ MI6 ومبنى الموساد، بل ومن الوهلة الأولى لإنطلاق شرارة ثورة الحشد الشعبي، تكالبت قوى الإستعمار وحلفائهم في الخليج وتركيا وبعض الدول الأخرى، لدعم التنظيمات الإرهابية بقوة، لأنهم أيقنوا إن القوة الحقيقية لإرادة الشعب العراقي تكمن في "الحشد الشعبي" الذي حافظ فعلاً على النظام السياسي المعتدل.
https://telegram.me/buratha