لايهم العدد وانما المكان لان التاريخ اعاد نفسه ببشاعة الروح وعفن الضمير.
فعلتها مرة على شجيرة في مكان ما كي اعود اليها بعد سنوات ولكني لم اعد والسبب اغادر مينائه مرغماً !
نكتب على الجدران والحواجز والشجيرات ذكرى فلان في التاريخ كذا ، لاشئ سوى ذكرى لسبب تحتاجه النفس لان النفس تواقة للعودة على الاقل من خلال الخيال ، فالمكان ربما بعيد وبحاجة الى وقت طويل وطويل جداً!!
وهذه الذكرى تُحفر في مجالات الذاكرة قبل مقدمة القلم على اختلاف جنسه ولون مايفرزه ، ولكن ربما الجدار يُهدّم والحاجز يزول والشجرة تقطع واحياناً لايبقى من الذكرى سوى اشباح الحروف والنقاط فتنهار اللحظة بديناميت القدر الذي كان السبب في نهاية لم تكن في الحسبان ولكن النفس لاتزال تحتفظ وبقوة بكل التفاصيل.
وعلى ارضنا التي تآكلت تحت أنياب الذئاب في وقت ما نحن احرار فيما نفعله الا منحها للعدو مهما كبر في غيه وشره ، ستعود بثمن الدم والارواح الشريفة التي فاضة فوق حبات رمال وطني.
ستعود بحجم الالم وعليها عبير حزن يموج على كل شبر من العراق ويدخل البيوت والقرى والازقة.
على ارضنا المحررة يجب ان نكتب الذكرى في كل مكان بدلاً من راياتهم ، هنا كان احمد يملأ بندقيته وهنا جرح حسين وهناك استشهد عادل ، ذكرى تلاحق الذكرى وكل واحدة منها تُرجف الارض وتقشعّر منها حتى الجذور لأن يد العراقي هي من تكتب.
https://telegram.me/buratha