عندما علِم نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) من دنو أجله، حذرالمسلمون من الفتنة بعده، والخِلاف عليه، وحثّ في وصيته للتمسك بسنته؛ والإجماع عليها، والوِفاق، وحثهم على الإقتداء بعترته، والطاعة لهم، ونصرتهم وحراستهم والإعتصام بهم في الدين، وحذرهم من الإختلاف والإرتداد.
فما الذي حصل قبل وبعد وفاة نبي الرحمة وخاتم الأنبياء والرسل والأوصياء..؟
جاء في إحدى الروايات المتفق عليها قوله (ص) : "يا أيها الناس إني فرطكم، وأنتم واردون علي الحوض، ألا وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقياني، وسألت ربي ذلك فأعطانيه، ألا وإني قد تركتهما فيكم : كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فلا تسبقوهم فتفرقوا، ولا تسبقوهم فتفرقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، أيها الناس: لا ألفينكم بعدي ترجعون كفاراً، يضرب بعضكم رِقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار، ألاّ وإن علي بن أبي طالب أخي ووصيي، يقاتل بعدي على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في الليلة التي كانت فيها وفاته، لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة؛ فاملأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصيته، حتى إنتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما، يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي : فمن ثبتها لقيتني غداً ، ومن طلقتها فأنا برئ منها، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي.
فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى إبني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى إبنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى إبنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام .
فذلك إثنا عشر إماما، ثم يكون من بعده إثنا عشر مهديا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى إبنه أول المقربين (وفي مصادر أول المهديين) له ثلاثة أسامي : إسم كإسمي وإسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والإسم الثالث : المهدي، هو أول المؤمنين.
المصدر: كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (رحمه الله) الصفحة 150.
https://telegram.me/buratha