رجب طيب أردغان: زعيم حزب "العدالة والتنمية" وأحد أقطاب الشرْ، وضلع من أضلع مثلث دعم الإرهاب في المنطقة، سقط ليس سهواً ! بل حان فعلاً وقت تكسير مثلث الشرْ.
الإنتخابات النيابية التركية، أطاحت بآمال أردوغان وأنهت "حكم الحزب المنفرد" الذي إستمر، زهاء 12 عاماً منذ فوزه في إنتخابات عام 2000.
لأول مرة، ينطلق أكراد تركيا؛ رافعين صور زعيمهم الذي يقبع في سجون أردوغان (عبدلله أوجلان) مستبشرين بدخول البرلمان وبنسبة 12 %، وعلى مايبدو أن حلم الدولة الكوردية سيتحقق في القريب الآجل، وليس العاجل، ونعتقد إن تقاربات ستحصل مع أكراد المنطقة؛ لتحقيق حلم الدولة الكوردية الذي طال إنتظاره.
نعم. الإنتخابات أذلت أردوغان؛ ومني بأسوأ هزيمة إنتخابية في أكثر من عقد من الزمن عندما خسِر حزبه "العدالة والتنمية" أغلبيته المطلقة في البرلمان، ويبحث الآن عن تحالفات مع أحزاب آخرى؛ لتشكيل الحكومة الجديدة، كان أردوغان يأمل في أن يحقق حزبه انتصاراً كاسحاً؛ ليتمكن من تغيير الدستور؛ وليتمكن من حصوله على مزيداً من الحقوق السياسية كرئيساً للجمهورية.
عاقب الناخبون سياسات (جنون العظمة)، وتلقى أردوغان صفعة لم يحسب لها حساب، إن أردوغان جال تركيا طولاً وعرضاً؛ في حملته الإنتخابية، لضمان فوز حزبه؛ بأغلبية 330 مقعداً على الأقل، وفشل في الحصول حتى على الحد الأدنى لتشكيل الحكومة بمفرده وهو267 مقعداً، وهذه النتائج عكست رفض الناخبين لسياسات أردوغان، وكان على حزب أردوغان الحصول على أغلبية ثلثي المقاعد؛ للقيام بنواياه المرفوضة شعبياً؛ ولم يحقق الحزب سوى 259 مقعداً وهوأقل بكثير مما كان يتوقعه، ولا يكفي لتشكيل حكومة يحلق بها منفرداً في سماء تركيا !
أدت إستراتيجية "فرق تسد" التي إنتهجها أردوغان، لدفع حزبه المتعصب دينياً إلى الواجهة، وإلى مزيداً من الانقسامات في تركيا بل وفي بعض الحالات إلى العنف، إن تباطؤ الإقتصاد، والبطالة، والحقوق المدنية، وتعثر عملية السلام الكوردية، وتدخل تركيا في الشؤون الداخلية لدول الجوار ودعم الإرهاب، والمخاوف من إعطاء أردوغان مزيداً من الصلاحيات في السلطة تحوله إلى ديكتاتور كانت السبب في تراجعه الشديد، وكذلك إنتشارالشائعات قبيل الإنتخابات، بشأن إعتزام أردوغان القيام بحملة أخرى لقمع الصحفيين والمنتقدين.
أردوغان وجه الإهانات، والتهديدات، والاتهامات إلى المعارضين، والناشطات السياسيات، والإعلام، وغير المسلمين، والأقليات العرقية والثقافية في تركيا، وقبل الإنتخابات وصف أردوغان حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، الذي حصل على 25 في المائة من المقاعد، بأنه حزب للكفرة والشواذ.
الإنتخابات كانت عقابا لأردوغان؛ الذي رفض الناخبون سلوكه وأن حجمه قد تقلص كما تراجع تأثيره ونفوذه، وقالت صحفاً عربية وأجنبية: بأن "تركيا ستدخل مرحلة غموض سياسي" وأن أردوغان منيّ بـ"نكسة كبرى" في الإنتخابات وإنه أي أردوغان يلعق جِراحه ويواجه الإذلال في الإنتخابات.
https://telegram.me/buratha