المقالات

زمن المعادلات الصعبة

1919 00:58:00 2006-06-10

وسؤالي الآخر هو اي امٌة هذه التي تعتبر حماس ان الزرقاوي شهيدها , أهي الامة العربية ام الاسلامية ام الفلسطينية ام الأمة التكفيرية واعتقد ان التسمية الاخيرة هي الانسب فلعن الله امة التكفيريين . ( بقلم محمد عيسى )

انه زمن عجيب وغريب وملئ بالتناقضات , زمن اصبح فيه القاتل المجرم شهيدا والشهيد الحقيقي مجرما استحق القتل واصبح الدكتاتور مظلوما والمظلوم مجرما يستحق سلب حرياته وكرامته ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة .

لماذا تنظر بعض من تسمي نفسها حركات اسلامية او سياسية تنظر الى قيادات الدول وتنسى شعوبها ولماذا تُختزل شعوب عريقة كبيرة بشخوص قيادة معدودة الاشخاص تمارس الظلم والاضطهاد بحق شعوبها , لماذا وضعت تلك الحركات نفسها في مواقف تؤثر عليها سلبا وتضرب مبادئها وتاريخها عرض الحائط وتُسقط نفسها سياسيا واخلاقيا دون ان تكون هي بحاجة الى ذلك , وحركة حماس نموذجاً لهذا التدرج نحو السقوط بكل معانيه .

صدر هذا اليوم بيان حركة (حماس) والذي تترحم فيه على مجرم سقط بسبب اجرامه الشنيع واستباحته لدماء البشر جميعا الا من تطابق فكره مع الفكر المتحجر الذي يحمله هذا المجرم والقاتل الكبير الزرقاوي واريد هنا ان استعرض الامور من نهايتها بدلا من بدايتها واذكّر هذه الحركة الفلسطينية بما فعله الزرقاوي وفرع تنظيمه الحديث الذي اعلن انشاءه في فلسطين وهو محاولة اغتيال رئيس الخابرات الفلسطينية طارق ابو رجب واخيرا محاولة اغتيال مدير الامن الداخلي الفلسطيني العميد راشد ابو شباك عن طريق زرع عبوة ناسفة في طريقه بغزة وهم المحسوبين على منظمة فتح ومحمود عباس وقد اعلن هذا التنظيم في بيانه مسؤليته عن العملية , وسؤالي الا يُعتبر بيان رثاء الزرقاوي من قبل حماس تحد صارخ وغير مسبوق للشعب الفلسطيني ومنظمة فتح بالذات من قبل حركة تدعي انها تُمثل الشعب الفلسطيني .

وقد توعد فرع تنظيم الزرقاوي فرع فلسطين بقتل كل من يشارك في العملية السياسية في فلسطين واولهم قادة فتح والتنظيمات الفلسطينية الاخرى , وبصريح العبارة فان بيان حماس الرثائي بحق المجرم الزرقاوي هو اهانة لشعب فلسطين اولاً وشعب الاردن وشعوب مصر والسعودية واندونوسيا وكل الشعوب التي لم تسلم من شرور هذا المجرم وتنظيم القاعدة الارهابي هذا ناهيك عن الاساءة الى الشعب العراقي الذي تطاولت عليه يد هذا المجرم واعوانه ولم يسلم منه احد او دين او مذهب , وبيان حماس هذا هو استهزاء بدماء الشيعة والسنة والكورد وبقية ابناء العراق فقد استشهد العديد من شيوخ العشائر في الانبار وبغداد ومحافظات الجنوب والشمال واستشهد الآلاف من ابناء شعبنا على يد التنظيم الارهابي لهذا المجرم وباعترافه واخرها استشهاد الشيخ اسامة الجدعان شيخ عشيرة الكرابلة بعد القاء القبض على احد اعوان الزرقاوي في الاردن .

بيان حماس هذا يمكن اعتباره اعتراف رسمي بدورها في زعزعة الامن في المملكة الاردنية الهاشمية بعد القاء القبض على عدد من اعضاءها بتهمة تهريب السلاح .

وسؤالي الآخر هو اي امٌة هذه التي تعتبر حماس ان الزرقاوي شهيدها , أهي الامة العربية ام الاسلامية ام الفلسطينية ام الأمة التكفيرية واعتقد ان التسمية الاخيرة هي الانسب فلعن الله امة التكفيريين .اننا في زمن لانُحسَد عليه حقاً حيث الحق اصبح باطلا والباطل اصبح حق واصبحت الاشياء تُسمى بغير مسمياتها فحين يقتل الرئيس شعبه تُسمى استخدام صلاحياته الدستورية وحين يقصفهم بالسلاح الكيمياوي ويحتل دول مجاورة بدون مقدمات تُسمى دفاعاً عن النفس وحين يقتل المجرم الزرقاوي عشرات الآلاف من ابناء شعبنا العراقي فيُطلق عليه لقب شهيد الامة ,

 فياللخزي والعار واقول لكم لعن الله الامة التي يكون الزرقاوي شهيدها فخذوا امتكم التكفيرية هذه واخرجوا من عراقنا الى غير رجعة فليس لدينا ما نقدمه لكم بعد الان فدماءنا التي سالت لأجل فلسطين هي نفس الدماء التي استباحها زرقاويكم المجرم ولكنكم اصبحتم عميان البصر والبصيرة وقلبتم المفاهيم والمقاييس, واما شعبنا المظلوم فسيبقى عزيزا وهو المنتصرعلى الارهاب في نهاية المطاف ان شاءالله .

محمد عيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك