ان شعوب العالم المضطهدة متعتطشة الى نيل حريتها من ظلم الظالمين ويمكن للولايات المتحدة ان احسنت سياستها ان تمد جسور المحبة والحوار الانساني بين الشعوب ( بقلم : الدكتور عباس العبودي )
اذا ارادت الولايات المتحدة ان تحسن صورتها في العالم وتبتعد عن لغة الغلبة للقوة وتغيير العالم بالقوة واقهار ارادة الشعوب من اجل حفظ مصالح الحكام الظالمين , واذا ارادت ان تحافظ على مصالحها الاستراتيجية وتخطط لمستقبل افضل على الارض خالي من العنف والارهاب , ان تعيد جميع قرائتها في علاقاتها مع الشعوب والابتعاد عن كل مصادر الظلم .فان لغة الظلم هي لغة الضعفاء وليست لغة الاقوياء ,فالقوي بحواره ودليله لاقناع الناس بفكرته ولايحتاج الى ظلم.لانه لايحتاج الى الظلم الا الضعيف بحجته ودليله
فالقوة مهما كانت قوتها هي ضعيفة امام ارادة الشعوب , وارادة الامم سوف تنتصر على سيف الظلم مهما بلغ بطش الظالمين
ان الولايات المتحدة الامريكية تمتلك من المقومات الايجابية التي تستطيع ان مارستها بحكمة في سياستها وابتعدت عن لغة القوة والعنف والتهديد سوف تغيير الكثير من السلبيات العالقة في ذهنيات الناس نتيجة الممارسات الخاطئة التي تمارسها الولايات المتحدة الامريكية ,وبناء جسور جديدة من الثقة بين الولايات المتحدو وشعوب العالم .
ان شعوب العالم المضطهدة متعتطشة الى نيل حريتها من ظلم الظالمين ويمكن للولايات المتحدة ان احسنت سياستها ان تمد جسور المحبة والحوار الانساني بين الشعوب , ان لغة الحوار الحضاري هي البديل الافضل للصدام الحضاري ,لان ارادة الشعوب هي المنتصرة مهما طال الزمن وسوف ينتصر الدم النازف من اجل الحرية على كل سيوف الظالمين وفي كل مكان مهما طال الزمن وهذا وعد الله .
ومن هذه المقدمة نقول لكل اصحاب القرار في الولايات المتحدة الامريكية ومؤوسساتها ,يمكنكم ان تكتبوا صفحات مشرقة في التاريخ ان اردتم ذلك من خلال بناء جسور الثقة مع الشعوب وعليكم اتباع الخطوات التالية لن تخسروا شيئا :.
تغيير سياسة الهيمنة بالقوة الى سياسة التنسيق والتعاون المشترك بين الشعوب على اساس المصالح المشتركة وتبادل المنافع للجميع.
دعم الشعوب في تقرير مصيرها من خلال دعم الاليات الديمقراطية الصحيحة وليست المزيفة.
لاتعادوا الشعوب من اجل ارضاء الحكام الظالمين, وادعموا حركة الشعوب لتتحرر من قيود الديكتاتوريات والظلم الاجتماعي .
احترموا ارادة الشعوب وماتقرر مادامت قاعدة المنافع المشتركة محترمة , وان لايكون ظلما او حيفا لطرف على حساب طرف.
لاتتدخلوا ابدا في رسم سياسة الامر الواقع بالقوة –لانه سوف يتنعكس عليكم بالسلب ,وتخسرون منافعكم ومصالحكم في تلك المناطق التي رستم امرا لايرغب فيه الناس.
انصفوا المظلومين وكونوا لهم عونا ولا تتعاونوا مع الظالمين , لان المظلوم سيكون نصيرا لمن يعينه على التخلص من الظلالمين ولن ينسوا فضل من ينصرهم على ظالميهم.
الابتعاد عن سياسة اننا الاقوياء بالقوة ونفرض الامر الواقع بلغة البندقية_لان العنف لايولد الا عنفا. واستفيدوا من اخطائكم في العراق وافغانستان ,ان لغة الحوار بالدليل تزيل الكثير من العقبات وتفتح الطريق للحلول السلمية من دون اراقة دماء.
الاقرار والاعتراف السلوكي , ان الانسان في اي موقع هو قيمة ولايجب التمييز بن انسان وانسان. فالعراقي في قيمته والافريقي في قيمته والاسيوي في قيمته كقيمة الامريكي والاوربي, لاننا جميعا لادم وادم من تراب , ولافرق بين اوربي او افريقي او امريكي او اسيوي ولافرق بين عرق أولون – كلنا نحمل صفة انسانية واحدة وجميعنا اخوة في الانسانية ولاتمييز بيننا ,وعلينا ان نحترم انسانيتنا ونتعامل مع الجميع من منطلق انساني من دون تمييز – ونتفاضل فيما بيننا بالقييم الاخلاقية والعطاء الانساني وليس باللون اوالعرق او الدين.
الاقرار ان الارض لله ونحن عباد الله مكننا الله لتسخير هذه الارض واستعمارها بالصلاح والعدل والقييم الانسانية الخييرة ,ولايعني الاستعمار هواستعباد الاخرين ممن لايملكون القوة , بل لابد من نصرتهم واعانتهم وتطوير قابلياتهم ليرتفعوا الى مستوى الامم الراقية ,لا ان نزيد في معاناتهم واستغلال ضعفهم وسرقة قوتهم وحرمانهم من التطور – بل لابد من العمل الدؤوب من اجل ان تكون الارض خالية من العنف , وتكون الارض ارض السلام- والعمل على رسم سياسة لاعدوان الا على الظالمين , فمن لايظلم لايٌظلّم.
على الحكومة الامريكية ان تعلم علم اليقين –ان لكل امة اجل- وانكل امة من الام مائلة الى الزوال والفناء كما يفنى البشر وكل من على الارض , فلاتبقى امريكا الى الابد هي القوة العظمى ولا غيرها ,وعليها ان تقرا التاريخ وتستفيد من كل اخطاء الماضين. وتتجنب السلبيات واخطاء الاخرين لبناء وجه حضاري جميل يذكره التاريخ بصفحات مشرقة , وان تكون امريكا نصيرة للشعوب المتعطشه للانعتاق من الظالمين وامتلاك زمام امورها بيدها , وان تكون للظالم خصما وللمظلوم عونا وان لاتكون شريكة.الظالمين بظلمهم , وليعلم أصحاب القرار في امريكا انكم مهما بلغتم من قوة ومهما ملكتم ومهما ارتفعتم ومهما عظمتم فانكم عاجزين عن مواجهة جندي من جنود الله , كالعواصف والمطر, والزلازل وامثالها, واعلموا اننا جميعا ماضين الى زوال من هذه الارض, فكم جميل ان تتركوا اثرا طيبا في نفوس الناس تبقة في ذاكرة الاجيال ,انكم القوة الكبيرة التي نصرت المظلومين ومدت جسور المحبة الانسانية بين الشعوب وعمرتم الارض بالخير والمحبة والتفاهم واالقاء بين الحظارات والابتعاد عن لغة العنف والقوة , وكنتم خير ناصر لشعوب الارض في التخلص من الظلم والظالمين.
كلمة اخيرة اقولها اتبعوا هذه السياسة وسوف تربحون قلوب الناس جميعا وتكونوا حقا رواد خير, اما اذا اتبعتم لغة العنف والقوة والغرور والطغيان فسوف يحل عليكم غضب اللع وتكتب عليكم اللعنات في الدنيا والاخرة. ،امل ان تفكروا بعقولكم من اجل حفظ مصالح شعوبكم.
والسلام على من اتبع الهدى واحترم عقله
الدكتور عباس العبودي
https://telegram.me/buratha