مع استيزار الاخ اللعيبي المعروف بكفاءته، اكتب بعض مرتكزات واطارات العمل التي اعتمدتها. فواصلت منجزات من سبقني، ومعالجة السلبيات، واتمنى على الاخ لعيبي معالجة اخطائي ومواصلة منجزات الوزارة وتطويرها. لا يتضمن الموجز ادناه كل شيء.. اعتمدت الذاكرة والارقام تقريبية، لابتعادي عند كتابة الافتتاحية عن التقارير.
1- اؤمن بعمل الفريق بدل المحاور والاستفراد، واتعايش مع من يختلف معي.. فهذا يقرب النجاح ويحل الاشكالات. عممت، اسئلة تفصيلية لكبار المسؤولين عن المعوقات والاهداف، وطلبت الصراحة.. واستلمت اكثر من 30 تقريراً مفيداً من جميع الشركات والدوائر.
2- منح كافة الصلاحيات للمسؤولين حسب قانون الوزارة، وتخويل الوكيل الاقدم صلاحيات الوزير عند غيابه. وعدم توقيع مطالعات تنتهي "للاطلاع والتنسيب"، وطلبت ادراج المسؤول توصياته، ليتحمل مسؤولياته.. وعند اختلاف المسؤولين، نلجأ للمداولة.
3- ترشيح وكيلين جديدين.. والنتيجة، وكيل انتاج، وتوزيع، وتصفية، وغاز. والسعي لاستكمال الشواغر.. والمتابعة مع المفتش العام والنزاهة والرقابة.. وتأسيس شركات انتاجية وخدمية ومعاهد جديدة، وتنظيم الدورات والزمالات، واتمام ملاحقات قانونية، وتأهيل الشركات الخاسرة وتحويلها لرابحة. والمتابعة الميدانية المفصلة واليومية والمباشرة، ومنها زيارة مصفى بيجي –بعد الاستيزار بيوم- وهو تحت الحصار الكامل. فدخلنا قتالاً وخرجنا قتالاً.
4- تكليف لجنة مختصة لجولات دورية، للاجتماع بالعاملين للنظر في مطالبهم وحاجياتهم والسعي لحلها لانصافهم وكسب حماسهم. وتأسيس مكتب استشاري، لحل الاشكالات خارج الروتين.
5- العلاقة الايجابية بمجلس الوزراء والسيد رئيس الوزراء والوزراء والمسؤولين ومجلس النواب واللجان المختصة.. وعقد اجتماعات قيادية كل شهرين مع وزراء ووكلاء النفط السابقين.. ومع المحافظين ورؤساء المجالس، للتنسيق مع الحكومات المحلية..
6- اجتماعات شهرية لهيئة الرأي، واسبوعية لغرفة العمليات، واستحداث اجتماعات اسبوعية لاصحاب العلاقة، باسم هيئات القرار للانتاج، والغاز، والتصفية، والتوزيع.. والمحصلة قرارات سريعة بعيداً عن روتين المطالعات والهوامش. وبدأنا اجتماعات شهرية لهيئات الادارة المشتركة مع الشركات. وقيد الانجاز برنامج الكتروني للتعامل المباشر بين المسؤولين.
7- الاتفاق مع الشركات الدولية على الخطط وحل الاشكالات، وتطمينها على مصالحها، والتأكد من متابعتها لمصالحنا. وزيارة البلدان وارسال الوفود. والتفاوض وتوقيع مذكرات تفاهم مع بعض الجوار وكثير من الدول والشركات. ومفاوضات لمشاريع عملاقة لاطلاق نهضة عظيمة للقطاع النفطي والاقتصاد الوطني. واعتماد فكرة النفط مقابل الاعمار، وخدمة السكان، واستثمار المحرمات، الخ.
8- العمل على اعداد مسودة لقانون شركة النفط والغاز العراقية، وعقد ندوات للغرض.
بعض النتائج:
1- ارتفاع انتاج الحقول الجنوبية والوسطى من حوالي (2.7-2.8 م.ب.ي) في ايلول 2014 لحوالي (3.7-3.8 م.ب.ي) بداية 2016.. وارتفاع الصادرات من حوالي (2.4-2.5م.ب.ي) لحوالي (3.2-3.3) م.ب.ي للفترة نفسها. ومضاعفة انتاج الجهد الوطني. وارتفاع انتاج العراق لاكثر من (4.5-4.7 م.ب.ي)، وصادراته لاكثر من (3.7-3.8 م.ب.ي). ليصبح عالمياً الثالث بالصادرات والرابع بالانتاج.. والثاني في "اوبك".
2- الاتفاق مع الاقليم باستلام "سومو" 550 الف ب.ي. توقف التسليم في صيف 2015، لخلافات لم تحل.
3- استنفاذ كل فرصة وحيلة لاستمرار المشاريع الاساسية، ولمواجهة الشحة المالية.. وادراج مادة في الموازنة لاطلاق سندات خزينة.. فصارعنا لتغطية كلف الانتاج (مستحقات الشركات) لعام 2015، مع متبقي 2014 (+13 مليار دولاراً). وخفضنا كلف الانتاج، لاقل من 10 مليار دولار لعام 2016، دون خفض خطط الانتاج.. مقابل طلبات للشركات بضعف المبلغ.
4- ارتفاع معدلات انتاج الغاز وانخفاض حرقه.. وزيادة تزويد الكهرباء بالغاز.. والبدء بتصدير المكثفات والغاز السائل.
5- خطوط جديدة للمصافي الحالية.. وجهود لانجاز مصفى كربلاء.. وعقود استثمارية لمصافي جديدة.
6- تجاوز ازمات المشتقات، رغم خسارة بيجي والشحة المالية والحرب.. ودعم قواتنا والحشد والنازحين والكهرباء والمحافظات والزيارات.. وطرح البنزين العالي الاوكتين. والتقدم في "البطاقة الوقودية" الالكترونية.. وتشجيع استخدام الغاز للعربات والمجمعات والمنازل السكنية.
7- زيادة طاقة الخزن للتصدير من 5 م.ب نهاية 2014 لاكثر من 15 م.ب بداية 2016.. وتحسين الضخ والتحميل عبر المنصات السابقة والجديدة، ومعالجات التوقف لسوء الاحوال الجوية.
8- اطلاق "البصرة ثقيل " بجانب "البصرة خفيف"، صيف 2015.. مما حمى "بصرة خفيف"، وحسن تنافسيتنا، ورفع انتاجنا، واوقف خسائر تعويضات وانتاج، قدرتها "دائرة العقود" باكثر من 14 مليار دولار (2011-2014).
9- توفير مصادر ضخ المياه، مما سمح بزيادة الانتاج، انتظاراً لمشروع ماء البحر. وانجاز نصب العدادات الاساسية.. ومد المزيد من الانابيب وحماية المنشآت، وتطوير الاستكشافات، وامور كثيرة اخرى.
سنوات عجاف مالياً، فخفضت الموازنة لاكثر من النصف.. و"داعش" تهدد بغداد، ومخاضات تشكيل الحكومة وأثرها على القطاع، وتوجهات الحكومة والبرلمان متناقضة.. والتعليمات والقوانين معرقلة في جلها.. وخسارة "بيجي" وغيره.. وازمة المشتقات تهددنا.. وكركوك متوقفة، والعلاقات بكردستان متوترة، وتفسيرات متباينة لصلاحيات المحافظات وغياب قانون النفط والغاز.. والخلاف على عقود التراخيص على اشده.. ومطالبات الشركات الدولية العادلة والمجحفة، المالية وغير المالية، كثيرة.. والمطالبات الشعبية اكبر من قدراتنا.. والفساد والكيديات والمحاصصة والتسقيطات والخلافات السياسية والضغوطات، والطائفية والاثنية هي ملفات الساعة ، والانتهازية الوظيفة المداحة/ السبابة مستشرية.. فكان لابد من حماية القطاع، وتوحيد خططه، والتركيز على الاهم لدعم اقتصاد البلاد وادامة المشاريع، بايجاد الانسجام اللازم، والحماس المطلوب. نعم وفقنا ونجحنا في امور، وكان يمكن عمل اكثر، وتركنا غيرها للقادم، وهو اهل لها. ان النتائج ليست عمل الوزير منفرداً، بل عمل السابقين، والوزارة والشركات والفريق المنسجم المندفع في مهامه.. والاخلاص والتفاني للعاملين، والتضحيات الغالية لشهداء اعزاء وجرحى من المسؤولين والعاملين وشرطة الطاقة.. فإنا لله وانا اليه راجعون. وربنا لا تؤخذنا ان نسينا او اخطأنا.
عادل عبد المهدي
https://telegram.me/buratha