المقالات

الك الله ياعراق

2002 21:07:00 2006-06-14

( بقلم: ولاء الصفار )

كالعادة استيقضت صباحا من شدة لظى الحر المقيت وهرعت ابحث عن مكان اجد فيه نسمة من هواء استطيع معها تناول فطوري واضعا بجنبي جهاز المذياع كي اسمع فيه اخبار ما يدور في هذا الكون، وخاصة حول المعترك السياسي حيث كنت معتادا على سماع برنامج (هموم الناس) الذي اجد فيه كل يوم معاناة جديدة لهذا الشعب المظلوم.

وبينما انا كذلك راودتني فكرة وهي كون عملي في سلك الصحافة فلماذا لا اجري لقاءا صحفيا مع بعض المسؤولين بعنوان (هموم المسؤولين) لأتوقف على ما يعانيه مسؤولونا حتى لا يظلموا لان وسائل الاعلام تسلط الضوء على معاناة المواطنين فقط وتترك معاناة المسؤولين جانبا .

فحينها ذهبت لاجراء لقاء مع احد المسؤولين وبادرته بطرح سؤالي الاول (اشرح لي كيف تزاول عملك البطولي مع معاناة الانقطاعات الطويلة للتيارالكهربائي) فاجابني المسؤول الحمد لله اني اكافح ليلا ونهارا واسهر من اجل راحة المواطن العراقي المسكين وان انقطاع التيار الكهربائي لبضعة دقائق لا أعتقده سيكون عائقا امام مسيرتي النضالية) فعلمت ان مسؤولنا لا يعاني من انقطاع التيار الكهربائي حيث ان مدير كهرباء مدينتنا قد غذى داره باكثر من خط كهربائي الى جانب ان مسؤولنا في محطة الوقود قد زوده بالوقد الكافي لتشغيل مولدته الخاصة به.

ثم انتقلت الى السؤال الثاني وهو حول مشكلة الماء الصالح للشرب، وقبل ان انتهي من طرح سؤالي اجابني بدهشة؟! هل ان مدينتنا تعاني من هكذا مشكلة !!! فتحيرت حينها بالاجابة وطرحت عليه السؤال الاخير حول عدد الساعات التي يقف بها مسؤولنا في طابور الغاز او البنزين على امل الحصول على قنينة غاز او بعض اللترات من وقود السيارات؟ فحينها ردعني قائلا اليس من المعيب ان توجه سؤالا مثل هذا لمسؤولك الذي يضيع وقته من اجل تقديم الخدمة لك فحينها اصبت بالم كبير واحسست اني اجري لقاءا مع انسان يعيش في السماء السابعة بعيدا عن ما نتلذذ به من حلاوة العيش!!! .

وحينها عزمت على ان اجري لقاءاتي مع المسؤولين في مجلس البرلمان لعلي أجد حلا لمشاكلنا طالما ان مسؤولينا المحليين لا يحسون بنا، فلملمت اوراقي وحضرت عدتي وهممت متوجها الى المنطقة الخضراء التي يتواجد فيها اعضاء البرلمان العراقي، وحين وصولي الى تلك المنطقة اكتشف انها (دولة الخضراء) حيث ان الدخول لها يكون عن طريق بطاقة رسمية ومؤشرة اشبه ما يكون الدخول الى اي دولة اخرى.

وبعد جهد جهيد رفع طلبي الى المسؤول (الفلاني) حول هذا الموضع وبعد ذلك جاءني الرد بان هذا المسؤول لا يمتلك الوقت الكافي للقاء بك في الوقت الحالي، ولهذا يمكنك اللقاء به بعد شهر علما ان المدة المقررة لك هي خمسة دقائق لا اكثر فحينها صرخت (الك الله ياعراق) وتساءلت، اين يذهب المواطن العراقي؟ والى من يرفع شكواه؟ بعدها تيقنت باننا خدعنا بانتخاب اناس خذلونا ونسونا وخدعونا بشخصيتهم حين وجدنا بعضهم يتكلم باسم الوطنية والدين الاسلامي والاخلاق الرفيعة وسيرة اهل البيت عليهم السلام وخاصة سيرة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الا انهم بعيدون كل البعد عن تلك الاخلاق الحميدة، فتاملت قليلا وقلت السلام عليك ياامير المؤمنين فقد حكمت ثلثي العالم ولم يظلم شخص واحد في حكومتك واليوم حكمنا ممن يدعون بانهم متمسكون باخلاقك الحميدة فظلمونا .

بعد ذلك رجعت خائبا منكسرا متيقنا، ان مسؤولينا طالما لا يعانون ما نعانيه ولا يحسون بالامنا فانهم لا يشعرون بنا ابدا ولو كانوا يعانون ما نعانيه لوضعوا الحلول المناسبة بين عشية وضحاها!!.

بقلم: ولاء الصفار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك