المقالات

الطبقة السياسية الجديدة


عبد الله الجيزاني طيلة المرحلة السابقة بعد عام ٢٠٠٣، سيطرت مجموعة من الساسة على المشهد العراقي، واصبح القرار العراقي بصورة عامة والموقف والقرار المكوناتي تتحكم فيه نفس الطبقة منذ ذاك الحين الى اليوم، هذه الطبقة تشكلت من معارضي النظام السابق كما هو حال اهم ممثلي الشيعة والكرد، واحزاب وشخصيات تشكلت بعد التغيير بشكل مباشر كما هو حال بعض القوى الشيعية والقوى السنية بصورة عامة، حيث لاتوجد اي شخصية سنية كانت معارضة لذاك النظام ان لم تكن جزء منه، حتى الحزب الاسلامي غابت معظم شخصياته التي كانت بالضد من النظام خارج او داخل العراق.
اليوم العراق يتجه الى مرحلة جديدة بعد طرد داعش، الصورة تظهر ان الساسة السنة هم الاسوء حال يليهم الاكراد تحديد حزب بارزاني، اما الشيعة كأحزاب مازالت تمتلك جزء من الشارع بشكل متفاوت الثقل، لكن هناك شخصيات مثيرة للجدل منذ دخولها للعمل السياسي الى اليوم، كونها استخدمت الخطاب المتشدد واختلاق الازمات لغرض البقاء في الصورة، بل التصدي للمشهد بغض النظر عن اخلاقية مواقفها وتصريحاتها، هذا يوضح مواقف الطبقة السياسية من الخارطة التي يجب ان تتناسب مع التضحيات الكبيرة التي دفعها الشعب العراقي من اجل القضاء على داعش، هكذا خارطة تحتاج الى اعادة ترتيب الاوراق الداخلية على المستوى الداخلي للمكونات وعلى المستوى الوطني للعملية السياسية بصورة عامة.
التحالف الوطني القوة الاكثر استقرار في الساحة السياسية، طرح مشروع للخارطة السياسية المستقبلية ووضع محاور التحرك لما بعد داعش، يبدوا ان خارطة التحالف الوطني في جزء كبير منها، تستهدف الطارئيين على العمل السياسي والعملية السياسية، فشرط ان تبرز قوى وشخصيات ممثلة لمكونات خاصة المكون السني تحظى بقبول وطاعة شارعها، يعني ان الساسة السنة كافة سيكونون خارج اللعبة السياسية، بل ربما خارج البلد بسبب ماعاناه الشارع السني من مآسي كان سببها الرئيسي هؤلاء الساسة والمتصدين سواء من اشترك العملية السياسية او معارضيها، هذا سيضع هؤلاء الساسة في مواجهة خارطة التحالف الوطني.
بالنسبة للكرد مايعانيه الشارع الكردي الان من ازمة اقتصادية واضطراب سياسي داخل الاقليم يوعز الى فشل حكومة الاقليم التي يقودها حزب مسعود بارزاني، سواء في تعامله مع الحكومة الاتحادية او في تحالفاته الاقليمية او الدولية وعلاقته مع الاكراد في الجوار، لذا فأن مسعود البارزاني سيكون في خانة معارضي او معرقلي خارطة التخالف الوطني، ربما هذا يفسر الاجتماعات التي عقدت وتعقد هذه الايام بين البارزاني وعدد من الشخصيات السنية المطلوبة للقضاء العراقي والتي كانت سبب رئيسي في ما يعانية السنة اليوم.
داخل التحالف الوطني هناك قوى وشخصيات سياسية بنت وجودها على الفوضى والصفقات والمساومات والابتزاز والتصريحات الطائفية او القومية، هذه القوى والشخصيات لايمكنها الاستمرار في ظل خارطة ستضع النقاط على الحروف وتمنع التحريض ومهاجمة العملية السياسية والحكومة من قبل المشاركين فيها، كما ستحمي الوزراء من الابتزاز وتحدد مساحة كل سلطة من السلطات هذه  القوى والشخصيات هي الاخرى سوف تقف بالضد من خارطة التحالف، لهذا نسمع هذه الايام اصوات تتعالى تهاجم خارطة التحالف الوطني من داخله من قبل شخصيات معروفة بالصراخ والتلاعب بالحقائق واستهداف مشاعر المواطن.
هذه المجموعة من الساسة داخل العملية السياسة ستحاول وضع العراقيل بوجه اي تسوية او اتفاق، من هذه العراقيل العمل على خلط الاوراق كما نسمع اليوم بأسماء مطلوبة وتحتفظ لها الذاكرة العراقية بمواقف اجرامية، بأنها ستكون جزء من مستقبل العملية السياسية في الوقت الذي تقول الورقة التي قدمها التحالف بأنها" لاتشمل من كان جزء من النظام البائد او المتهمة بالارهاب" وتضع شرط"ادانة جرائم  البعث بحق الشعب العراقي والارهاب الداعشي واي شكل من اشكال الارهاب".
 المعرقل الاخر تحريك اللاعب الاقليمي في الساحة العراقية وتنشيطه ولعل زيارة السيد ناجيرفان البارزاني لتركيا، بعد اجتماعات قيادات سنية معه في اربيل يندرج في هذا الاطار، وهذا التحرك يغفل ان الورقة اشترطت ضمانات اممية بمحاسبة اي دولة تأوي او تدعم اي شخصية او تنظيم يقف بالضد من العملية السياسية، وتحرم استخدام السلاح في العمل السياسي.
 ان المعرقلات التي بدأت تظهر كبيرة وخطيرة، وهي بحاجة لوعي شعبي لؤدها، قبل ان تتمكن من ابقاء الوضع كما هو عليه لتضيع تضحيات الشعب العراقي بكل مكوناته، مع استمرارمسلسل التضحيات او اللجوء الى تقسيم البلد الى اقسام متناحرة متصارعة لايمكن لاي جزء فيها ان يستقر مهما طال الزمان وتوفرت الامكانات..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك