المقالات

تلعفر - المدينة البائسة والمكروهة عبر العصور-

3078 16:58:00 2006-06-16

( بقلم حمودي الطائي )

في الوقت الذي لا يستطيع طائر يؤمن بولاية أمير المؤمنين علي (ع) التحليق فوق مناطق (حسن كوي-سراي-حي القادسية-عياضية-حي 80) في تلعفر نجد وبكل حرية وطمأنينة يصول ويجول أفراد الجيش العراقي في هذه المناطق وبدون أسلحة فهناك هدنة واتفاق بين هؤلاء وبين الارهابيين وقاطعي الرؤوس(المجاهدين) على عدم تعرض احدهم للآخر وان يدعوهم يتنعمون بمعيشتهم ورواتبهم حتى يتفرغوا للانقضاض على أي كائن حي يشهد بأن عليا ولي الله في المدينة من الاطفال والنساء والشيوخ والرجال ومعظم قادة وضباط ومراتب القوات المسؤولة عن (أمن ) تلعفر من الجيش العراقي هم من إخوتنا البيشمركة (رفاق النضال ضد الدكتاتورية) من بقية ما ترك آل كاكة حمه ممن نجوا من حلبجة والانفال (مع شديد الاسف) وكذلك من بعض (الشنيعة الغوغائيين) المرتزقة احفاد الذين خذلوا ابن عقيل وابن علي بالامس البعيد وبقية قوات الجيش هناك من ابناء عربان البادية في المنطقة الذين كانوا بالمس القريب في حرس صدام الجمهوري والامن الخاص حيث يستلمون رواتب (دبل) من الحكومة ومن تنظيماتهم (الجهادية) (طبعا يستاهلون خطية يتعبون هواية لأن بالنهار يشتغل جندي بالجيش وبالليل مجاهد شوكت يرتاح متكللي؟) كما كان يتندر العراقيون ايام حرب ايران ان صدام كان يقلد بعض ابطال القادسية انواط شجاعة فسأل احد الجنود وكان من اخوتنا الكرد (ها وين اهلك ؟قال بالبيت سيدي؟ ها شلونكم انشاءالله مرتاحين؟قال لا والله سيدي وين اكو راحة أشو بالليل يشتغل بيشمركة وبالنهار جندي بالجيش.

نرجع الى موضوعنا : قبل اسابيع ومن ضمن عربونات الصداقة بين هؤلاء( المجاهدين التوحيديين) وبين افراد الجيش العراقي الذين يقطنون في بيوت الشيعة المهجرين من المنطقة حيث يتخذونها مقرات آمنة لهم وكسب ود افراد الجيش جلب هؤلاء المجاهدون بعض النسوة كهدايا للجنود تقديرا لموقفهم الصامت من افعالهم ولكي يطمئنوا لهم بالكامل حيث انه (صار بيناتهم خبز و ............) وبعد ان قاموا بالواجب ابطالنا الاشاوس هجم عدد من االمسلحين على هذا المقر وقتلوا جميع افراد الجيش فيه(وعددهم اكثر من خمسة طبعا كلهم من الجنوب(حيييل).

وفي الجانب الآخر هناك افراد الشرطة الوطنية في تلعفر وهم نوعان:الاول هم من المحليين اي من ابناء المدينة من الغالبية هم من الشيعة حيث انه كلما تقدم اهل السنة الى التطوع في الشرطة كان القتل والتفجير والتهديد يطالهم وقد تم تبليغ السنة من قبل (المجاهدين) بعدم التطوع بالشرطة نهائيا لان القتل سيكون مصيرهم وفعلا هوجم جموع المتطوعين للشرطة من اخواننا السنة مرات عديدة بسيارات مفخخة وكذلك بواسطة اشخاص باحزمة ناسفة , المهم هؤلاء الشرطة المحليين كان احدهم عندما يذهب الى مكان عمله يصطحب معه 3أو 4 من اخوته وابناء عمومته لكي يصل سالما الى الدائرة الى الامس القريب وهم الآن اشد بأسا من ذي قبل بعد المرور بسلسلة من المحن والاختبارات والصراع من اجل البقاء وبفضل هؤلاء الثلة الصابرة الشجاعة ينعم اهالي تلعفر ببعض الامان بعد حصار قرابة السنتين في شعب(آل جولاق وآل مراد والسادة الموسوية) ولولا بسالة واستماتة هؤلاء لكان القوم أتوا على آخرنا فعلا) .اذا مرت دورية للشرطة المحلية في احدى المناطق الساخنة في تلعفر تنفتح عليهم ابواب الجحيم من كل حدب وصوب؟

نأتي الآن الى الصنف الآخر من الشرطة وهم من ابناء مدينة الموصل الحدباء الذين جاؤوا الى تلعفر بامر من مدير شرطة نينوى( لحفظ التوازن) ولحماية الاخوة المجاهدين طبعا وهؤلاء ايضا حالهم حال افراد الجيش حيث يصولون ويجولون في المناطق الساخنة دون ان يتعرضوا حتى الى شتيمة مفخخة او رشقات من الشتائم ولهم سيارات وعلامات خاصة بهم حتى (ما يغلطون بيهم المجاهون) . ولم يستشهد منهم ولا نص واحد منذ اكثر من سنة في الوقت الذي كاد ت الشرطة المحلية ان تنقرض هم واقاربهم وذويهم على ايدي المجاهدين المقاومين, طبعا في خضم هذه الامور لا يعلم الا الله والراسخون في العلم دور القوات(متعددة النوايا والجنسيات) في كل هذه الاحداث حيث ترى الارهابي يدعوا ربه انه اذا وقع بايدي السلطات فلتكن بيد الامريكان او الجيش(كل شي ولا الشرطة الوطنية) لانه (كلّش كلّش اسبوع أو اسبوعين راح يطلق سراحه) حتى لو كان قد قتل عشرين واحد من ابناء تلعفر. (تماما كما يتوسل الآن سيدهم المخفور صدام وعضيده الصنديد برزان في كل جلسة من جلسات المحكمة ان يتم تعيين حراس امريكان بدل العراقيين عليهم في سجنهم الخمس نجوم. الف تحية لابطال الشرطة في تلعفر والف صلوات على ارواح االشهداء منهم الذين لولاهم لبقيت تلعفر المعقل الرئيس لقاعدة الزرقاوي في العراق .

قبل عدة ايام تم تسليم الملف الامني في تلعفر الى القوات العراقية وتحديدا الفرقة الثالثة من الجيش الذين لم يكن لهم دور مشرف ابدا طوال ايام المحنة والذبح الذي تعرض له المئات من ابناء هذه المدينة المسكينة لذا اقول (الله يستر من الجايّات) واطالب حكومة السيد المالكي سليل اسرة الاشتر النخعي (رضوان الله عليه) ان ينتبه الى هذه المسألة ولا يترك ابناء المدينة مرة اخرى تحت رحمة أناس شعارهم (نارهم تاكل حطبهم) فمهما يكن فان هؤلاء شعبكم واخوتكم واهلكم (حتى لو تركمان) لا فرق بين سنّيهم وشيعيهم الا بالولاء لهذا البلد المظلوم العراق . هل تعلمون بانه لا يوجد بيت او عشيرة في تلعفر ليس فقط لم يتزاوج طائفة من اخرى بل حتى البيت الواحد والعشير ة الواحدة والفخد من العشيرة هم من السنّة والشيعة ولم تكن هناك في يوم من الايام عبر قرون من الزمان تفرقة او تمييز بين هذا وذاك وخصوصا في مدينتنا المسكينة بل تم استيراد كل ذلك بواسطة القادمين من الخارج من العربان والاعراب احفاد ابو جهل وابو سفيان وبنو مروان فالكل مستهدفون في تلعفر ومع شديد الاسف وفي الفترة التي كانت تلعفر مهملة ومنسية ولقرابة السنتين مع الاسف نجح اعداء هذه البلدة المغلوبة على امرها على دق اسفين الخلاف والفرقة بين ابنائها انتقاما من مواقف ابنائها الوطنية بالامس البعيد في ثورة العشرين والامس القريب بعد سقوط النظام الصدامي حيث هبّت الاحزاب العراقية بيمينها ويسارها ووسطها واسلامييها واكرادها وتركمانها الى فتح مقرات لهم في المدينة وعندما قام الاخوة الاكراد بفتح مقرات لهم بعد الاستيلاء على المباني الحكومية لم يتعرض لهم احد بسوء في البداية ولكن عندما وصل الامر الى انزال العلم العراقي من المباني الحكومية ووضع الاعلام الخضراء والصفراء الكردية عوضا عنها لم يسكت ابناء تلعفر من الشيعة والسنة على هذه التصرفات من الاخوة الكرد اثباتا منهم على وطنيتهم وولائهم للعراق حيث قاموا باغلاق مقراتهم والطلب منهم بمغادرة المدينة وتركهم بشأنهم وافشلوا مخططات ضم تلعفر الى مناطق نفوذهم قسرا وجعله امرا واقعا ,

 ولكن يبدوا ان القوم لم ينسوا هذا لذا جاؤوا لاحقا وبعنوان رسمي (حيث ان معظم قادة الجيش في تلعفر من الاكراد ورئيس اركان جيشنا الباسل زيباريّ الهوى ) جاؤووا ليصفّوا حسابهم معنا وصار اللي صار كما ذكرت آنفا والى الآن فان الامور لا تطمئن فنرجوا من حكومة السيد المالكي ان لا يتركونا تحت رحمة هؤلاء من جديد وإلا فتكون تلعفر (وهو عراق مصغر بكل معنى الكلمة) مصدر توتر وقلق دائم للعراق ككل وسينطلق مشروع تقسيم العراق منها . كما نطالب الحكومة باعتاقنا من عبودية واستعمار واستحمار مدينة الموصل لنا منذ عقود طويلة حيث اننا لسنا بالنسبة الى الموصل سوى سلة خبز يحملها اناس مغفلون ولم ننعم يوما بالعدالة الادارية ومن كل النواحي وطوال تعاقب الحكومات على العراق من قبل المسؤولين في الموصل وكنا دائما محط سخرية لهم

 واليوم تجد في الموصل وبشكل يومي جثث مواطنين من تلعفر مرمية في الشوارع حيث يقتلون على مرأى ومسمع من السلطات المحلية هناك من قبل العصابات الارهابية التي فرت من تلعفر بعد العمليات الاخيرة هناك واتخذت من الموصل مقرات آمنة واماكن آمنة لاعادة تنظيمها لاقتناص اي فرد من تلعفر يمر بالمدينة وايضا عندما نسال اين كانت الشرطة والسلطات عندما قتل هؤلاء في وضح النهار لا نسمع سوى نفس التعليق(عافرة تركمان بيناتهم نارهم تاكل حطبهم أش علينا) وهل تعلمون ان الطلبة من اهالي تلعفر في جامعات ومعاهد مدينة الموصل قد انقرضوا اما بالقتل اليومي او ان الكثيرين منهم تركوا ومنذ سنتين حيث ان عصابات الاجرام يدخلون وبوضح النهار الى الاقسام الداخلية الخاصة بطلاب المحافظات والاقضية او بالليل وبتواطؤ مع الحراس الامنيين للاقسام الداخلية ويقومون بقتل كل طالب تلعفري خصوصا اذا كان هذا الطالب من انصار الوضع الجديد في العراق ومؤيّديه .

لذا فالادارة والمؤسسة والدولة والسلطة التي لاتهتم ولا تحميينا فلا نريدها بل نريد الاستقلال اداريا عن هذه المدينة فقد ذقنا الويلات منها ولم تصلنا يوما عشر معشار ما يجب ان تخصص لمدينتا من الدولة لا قبل صدام ولا ايام صدام ولا بعد صدام بل العكس فالموصل تعيش على خيرات تلعفر من الزراعة والصناعة والضرائب والتجارة ونحن لا تنالنا منها سوى الخيانة والخذلان والسخرية. انقذونا مما نحن فيه والا نعلن تلعفر فدرالية وننضم مع اقليم الباسك وكوسوفو وداردورو فوكلاند والتبت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك