المقالات

المصالحة الوطنية في العراق ...

1901 20:55:00 2006-06-19

و في هذا السياق نجتزأ منها : ( ... ان المصالحة الوطنية لا تعني نسيان الماضي وطي صفحتة بشكل كامل , و لا يمكن تحقيقها الا من خلال تحقيق المسؤولية الجنائية و المدنية لما ارتكب من افعال بحق الانسانية في الماضي ............ ( بقلم رياض العطار )

تزايد الاهتمام مؤخراعلى الساحه السياسية في العراق بموضوع معقد و حساس و مختلف عليه و هو ( المصالحة الوطنية ) .الفرقاء المختلفون في هذا الموضوع يطرح كل منهم رؤيتة و يحاول تعزيز موقفة بالامثلة و يقدم اسماء الدول التي جرت فيها المصالحة الوطنية وبعضهم يربط اعمال القتل و تخريب البنى التحتية ... بموضوع المصالحة ! .السيد رئيس الوزراء تطرق الى هذا الموضوع عدة مرات مؤخرا من خلال مؤتمراته و لقاءاته ...

الشارع العراقي و خصوصا ضحايا الانتهاكات و أسرهم يتساءلون و يريدون الاجابة على الاسئلة:+ هل المصالحة الوطنية تعني تفادي المسؤولية الجنائية و الادبية و الاخلاقية عن انتهاكات حقوق الانسان ؟.+هل المحاكمات الجزائية سترضي الضحايا و اسرهم ؟ .+هل تشمل المصالحة الوطنية من ارتكب الجرائم الخطيرة مثل جرائم الابادة الجماعيه و الاغتصاب ... ؟ + نظرا لسعه الانتهاكات و كثرة المتورطين فيها , هل تستطيع المحاكم الوطنية و الدولية من حسم جميع القضايا المحالة اليها ؟+ هل المصالحة الوطنية تخفف من روح الثأر و الانتقام لدى الضحايا و اسرهم ؟ . +هل تقوم الحكومة الحالية بتقديم اعتذار رسمي عن ما وقع من انتهاكات و تعوض الضحايا و اسرهم ؟هذه الاسئله و غيرها مطروحة في الساحة العراقية و قد لمستها خلال زيارتي للعراق , وقد اجريت حولها نقاشات واسعه مع بعض الضحايا و اسرهم و اقاربهم و اصدقائهم , و لم استطع اقناع الكثير منهم حيث كانوا يطالبون بانزال اشد العقوبات بالمجرمين ! .

وهنا لا بد ان اشير ان المعارضة العراقية ( قبل سقوط النظام ) لم تعطي الاهمية لموضوع المصالحة الوطنية في مؤتمراتها او لقاءتها او في ادبياتها ... الخ . ان جمعية الحقوقيين العراقيين في بريطانيا هي الوحيده التي نشرت دراسه بعنوان : العدالة الانتقالية بقلم الدكتور طارق علي الصالح رئيس الجمعية ( سوف ننشر هذه الدراسة بعد ان حصلنا على موافقته في الموسوعه الثقافية لحقوق الانسان التي سنصدرها قريبا ) , و في هذا السياق نجتزأ منها : ( ... ان المصالحة الوطنية لا تعني نسيان الماضي وطي صفحتة بشكل كامل , و لا يمكن تحقيقها الا من خلال تحقيق المسؤولية الجنائية و المدنية لما ارتكب من افعال بحق الانسانية في الماضي , والاعتراف بمعاناة الضحايا و ادانه جميع الانتهاكات و بناء مؤسسات جديده تمنع تلك الانتهاكات في المستقبل و لغرض تحقيق المصالحة و نجاحها لابد من التعهد بالتعددية و التسامح و احترام الاجناس و كذلك رفض اي نوع من انواع العنف كأداة للشرعية السياسية في الدولة , و العمل على اعتماد الوسائل السلمية لحل الخلافات الداخلية . و بذلك فأن تحقيق المصالحة يمكن ان يؤدي الى الحفاظ على الاف الارواح. اذ ان تقبل فكرة التعامل مع الماضي بهذه الطريقة , سيؤدي الى حماية حقوق الانسان . و كما هو واضح فأن احالة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية الى المحاكم الدولية او الوطنية الجزائية لنيل جزائهم العادل , هي من اهم عناصر المصالحة الوطنية في المجتمع التي من شأنها تطمين النفوس و تحجيم روح الانتقام لدى الضحايا . ومهما بلغ عدد المحاكم الجنائية الوطنية المخصصة للنظر في مثل هذه الجرائم فأن امكانياتها في حسم القضايا المحالة اليها ستكون محدودة للغاية و لا تشكل الا نسبة قليلة جدا من مجموع تلك الانتهاكات , و نفس الشيئ ينطبق على المحكمة الجنائية الدولية الخاصة اذا ما تشكلت لهذا الغرض ...) .و اخيرا , و بما ان الانتهاكات التي حصلت في العراق واسعه جدا و المتورطين فيها يشكلون عددا كبيرا على مدى ثلاثه عقود و نصف من الزمن مضت من حكم النظام البائد , مما يقتضي النظر الى هذه الحقيقة بجدية و وضع الحلول المناسبة لها بالشكل الذييضمن تحقيق العدالة , و الانتقال الكامل الى المجتمع المدني الديمقراطي , و تحقيق المصالحة الوطنية و نبذ روح الانتقام و تهدئه المجتمع و انصاف الضحايا و اسرهم .( رياض العطار - كاتب صحفي )

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك