في الاول من اذار عام 2006 اطل علينا موقع براثا في ايام كان الذهول فيه الشعور الاقرب للفرد , ذهول اللذة والخوف , فلذة في انهيار نظام لم نتوقع يوما ً ان نشهد نهايته وخوف مما ينتظرنا في عام كثر فيه القتل والاعتداء حتى تجاوز الظالمون المقدسات واعتدوا على أضرحة الائمة في سامراء في وصمة عار دونت في سجلاتهم التي تفوح برائحة القتل والظلم .
هكذا ظهرت براثا والمواطن يكتشف للتو عالم الانترنت بعد حكر صدامي له , كل شيء كنا ندنو منه بتوجس حتى مواقع الانترنيت لكن موقع براثا سرعان ما نفذ الى القلب كونه من قلب قريب منك شاعر بألمك مدرك للمخاطر المحدقة بك فاتح لك باب المشاركة بتعليق او مقال .
السماح بالمشاركة للفرد العراقي كان حلماً حققته له المواقع ولكن موقع براثا كان اكثر خصوصية لافراد تقاربت رؤياهم وتكاملت في الموقع .
أجتمعنا على غير موعد حول مائدة طرحت فيها الاراء لبناء بلد والنهوض بحضارة السبعة الالاف سنة بكل اخلاص وصدق ومحبة وتقبلنا الاخر الذي مزقنا بين فكيه ولايزال يفعل ولايتحمل لاصواتنا ان تعلو مهما كان موضوع الحوار !
كانت براثا هي خاتمة يومي اصحو واخرج من الدار على امل ان ارجع سالمة وادون وقائع الشارع ورأيي في كل شي هذا بحد ذاته قد رسم لي طريقا ً ازداد وضوحا ً مع كل سطر اقرئه واخر ادونه فبخبرة من عاش مغتربا ً وبمرارة حقيقة ينقلها من يعيش في الوطن خرجت بقناعات وتصور وطريق له هدف وغاية .
في كل عام أقدم الشكر واكرره لموقع براثا الذي انار سمائي كحد ادنى , فشكرا ً لكل من أراد للقارىء الخير ودون له ما ينير طريقه , شكرا ً لمن استمر وواصل وتحمل فترات انقطاعات من قارىء او كاتب , شكرا لمن أصر على العطاء , شكرا لصفحة سمحت لنا بتدوين الفرحة والحزن والسؤال والحيرة والغضب , شكراً لصفحة صبرت على السيء والاسوء من الاخبار ولم تحبط والعجلة ترجع للخلف اضعاف ما تمضي قدماً , شكرا لانني اجدك دائما موجودة وعامرة فالحمد لله على نعمة نصر الحق والعقيدة .
ويبقى شيء واحد قد تراجع في براثا واحن اليه كثيرا ً الا وهو زحمة التعليقات يالهي كم كانت ملهمة وتشعرنا بالوحدة والقوة وها هم بكثرة مواقع التواصل فرقونا وشغلونا لكن مع ذلك تبقى نقطة البداية هي نقطة الحنين والامتلاء بالمعنويات .
أبطال براثا كل عام وانتم للحق أقرب
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha