تمر علينا ذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام تزامنا مع ما نعيشه من أوضاع سياسية مرتبكة والتي صارت لا ترهق فكر الكثيرين الا من يمتلك بعد نظر ويشعر انه جزء من حركة التاريخ أما الاغلبية فقد ركنت لليأس والملل وتعتقد انها بعيدة عن صنع الواقع و ان للمشاكل مارد يخرج من الفانوس السحري يتكفل بحالها !
ان رفض الشعب للاوضاع السلبية امر جيد ولكن هذا لا يعني انه متذوق للعدالة وراض بها بالضرورة وهنا الخطر الخفي فالمظلوم يصرخ من الظلم ويطالب بالعدل غير انه لا دليل على كونه من عشاق العدل ! لذا لابد من مواجهة الذات بهذا السؤال هل نحب العدل ونتحمله ؟! وفي ربيع القران هل نتابع قصص الماضين بدقة وهل تسألنا لما هذا الكم من القصص داخل القران ؟ والاعجب تكرار قصص كقصة موسى وعيسى ونوح عليهم السلام ! فهل القران كتاب قصصي ام ان اشارة مهمة ترسل الينا من أن للقصة عبرة فاعتبروا .
شعبنا العراقي أحيط بمؤامرة مقتضاها ان يركن الشعب للكسل فالسياسيون قبلوا بهذا الشرط من الغرب في مقابل المناصب والا شعب يمثل امتداد 7 الالاف سنة حضارة يستورد طعامه ! يستورد ثيابه ! لايجد حل لماء وكهرباء ! وجل همه متابعة التلفاز والذهاب الى وظيفة لا ابداع فيها بل لا نجاح الا ما ندر .
اخشى اننا بعد كل هذا الاعتقاد بحب علي وولايته عليه السلام سنتفاجىء بطلحة يعيش في اعماقنا , طلحة ينتظر فرصة للظهور لينقلب على أميره ! طلحة ما كان ليتمرد الا بعد ان همس احد في اذنيه انك لست بأقل من غيرك !! فالذي وضع طلحة بن عبيد الله سادس ستة وعلي بينهم قد ظلم الامام ع ظلما لايزيده الا رفعة غير انه قد ذبح الخمسة الباقين عند حرك في انفسهم ما كان ثابتاً فالاستحقاقات ليست هي من اطاحت بطلحة بل قبلها الاحساس الكاذب بنفسه من ان شخصه يجاري طود الحكمة , والاثم يرجع الى صاحب فكرة الانتخاب المسمومة تلك فلقد كان هذا هدفه وبغيته وخططه الى ما بعد موته !!!!
بذات أدوات القصة نستطيع رسم لوحه الحاضر فطلحة يركن لماضي نظيف ووجد من ينفخ ذاته حتى صدق الامر ويعيش فكرة انه الاقدر ولن يكتفي باستحقاقات يأخذها بصورة شرعية ام جبيرة ولا بكم التابعين او نقد الرافضين لان فكره تكافئه والامير هي المسيطرة وهي من ترسم النهاية .
اما نحن ففينا من ركن لحب علي عليه السلام واكتفى بالعاطفة والبكاء لنيل شفاعة يعتقد ان الحصول عليها سهل يسير فيكيفي في يوم القيامة ان نستذكر كم مرة زرنا وكم مرة بكينا لنحصل الى المكافئة !
وفينا من يسعى لان يتخذ من علي ع فكرا ً ومنهجا ً عقليا ً ويجعل من العاطفة طريقه الممهد لذلك فعلي علي العقل وعلي العاطفة علي السيف وعلي الرقة فالصواب هو الموازنة بين العقل والعاطفة كونهما مكملان لبعضهما والاهم من ذلك فلنبحث عن طلحة في اعماقنا ونقتله قبل الى يسارع في قتلنا وقبل ان نجد انفسنا لا سامح الله ممن يكونوا رافضين لعدل الامام الحجة ع ودولته المهدوية رغم انهم عاشوا مظلومين ومنتظرين !!!
وكي لا تكون المقالة تشخيص دون اشارات لطرق حل أجد ان اسهل طريقة للبحث عن طلحة هو بانصاف الناس من نفسك فطلحة ان وجد بداخلك لن يسمح لك بالانصاف كذا لا تسمح لاحد بان يصف لك نفسك لانك اعلم بها فقد يكون هو تلميذ الشيطان ومحرك طلحة !
عظم الله اجوركم
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha