المقالات

زيارة الاربعين.. خط صراع، وابراز قوة


حيدر الرماحي

ربما يقرا البعض ان زيارة الامام الحسين(ع) وبالذات زيارة الاربعين تؤدي ابعادا دينية على مستوى الفرد وتمثل بعدا روحيا لا اثر له على الارض. وهذا ما. يحاول البعض اثارته ضد الاربعين ونشهد بين الحين والاخر تتعالى بعض الاصوات..

فكيف لزيارة الاربعين ان تكون درعا حصينا ضد مخططات الغزو الثقافي والعسكري؟

تمثل الثقافة الاسلامية (وبالذات الفكر المتمرد ضد الاستعباد والتسلط) خطرا على اهداف المستكبرين والمتسلطين على مقدرات الامم ، وقد راهن اعداﺀ الامة الاسلامیة والشيعة بالخصوص على تغيير معالم واهداف الزيارة الاربعينية شعورا منهم بحقيقة اهمية هذه المناسبة من حيث تمكنها من ترتيب الصف الشيعي بصورة مستمرة من جهة، ومن جهة اخرى مقدرتها على كسر الحدود لتهيئ اجواء التواصل المباشر باختلاف الثقافات والمستويات، وتوحيد الرؤية باهداف معلنة واضحة مفادها العصيان ضد الاستكبار والظلم ومواجهة الارهاب.

ان ما اثارني لكتابة هذه الاسطر هو عملية التحدي الفكري الذي احيانا نغفله خصوصا حينما تبهرنا تلك الصورة الكبيرة لاجتماع الملايين من البشر لاحياء هذه الذكرى العظيمة، منذ ان ظهرت هذه المناسبة واصبحت مؤثرة على جميع الاصعدة السياسية منها والاجتماعية والثقافية والامنية ..والخ. 
وساوضح بعضا مما اشرت له بصورة عامة لتكون الصورة واضحة بشكل اكبر، وربما يعارضني البعض حينما اقول ان احداث البصرة الاخيرة من حرق وانفلات امني والتعرض للقنصلية الايرانية ، كان يراد لها ايجاد الفرقة لتصب اثرها باتجاه اثارة الصف الشيعي، وحرف تاثير الزيارة في هذا العام من الايجاب الى السلب، وبالفعل كان يقرا المراقبون تخوفا حقيقيا من ان تثار بعض الازمات بين الزائرين فينقلب الموقف! وربما تَتَرجم لي هذا القلق في بعض الجلسات الخاصة مع بعض القادة والمفكرين مع طراف عديدة.

ومالذي حدث بعد ذلك المخطط الكبير؟ 
وانا اسير بين الذاهبين سيرا الى كربلاء لاداء زيارة الاربعين شاهدت صورا وشعارات عظيمة جاءت عفوية لتعطي الاجابة الصريحة بالانتصار على ما خُطِط له فشعار (حب الحسين يجمعنا) كان ملفتا لي كثيرا حيث يحمله الزائرون على صدورهم بفخر، وكذلك صورا تحمل الاعلام العراقية والايرانية من كلا الجانبين وعلى المستوى الشعبي تشير الى ان هناك ارتباطا وطاقة عظيمة اكبر مما يتوقعه الكثير ولن تستطيع السياسات الجائرة ان تقطعه او تحد منه.

وفي اثارات عديدة اثيرت من قبل البعض قسم منهم يمثل اتجاهات سياسية وحتى دينية وبدعوات علنية مغرضة تحاول التشكيك باصل القضية من جانب وتطلق افكار لتساهم بحرف المسيرة تلك من جانب اخر، وعرضها على انها تنهك الدولة وتمثل خسارة مادية! 
لكن الواقع وكانهم يتجاهلون المردودات الاخرى حيث ان هذه الزيارة اذا ما تحدثنا عن الجانب المادي فانها تدر على العراق الخيرات الواسعة من مبالغ سمة الدخول الى تنشيط حركة التجارة وتنشيط قطاع النقل وغير ذلك، هذا فضلا عن المردودات السياسية والاجتماعية،علاوة على ذلك ارسال رسالة قدرة العراق والشيعة على التعايش السلمي بمختلف الثقافات بالاضافة انها تمثل رسالة تعكس الاستقرار الامني والسياسي في العراق للعالم. 
وهكذا هي الصورة ..
ففي الاربعين تتجلى جميع الصور التي عجزت السياسية من ان ترسم جزء منها ولو بسيطا ..

فذلك الشاب من ابناء السنة! الذي التقيته يخدم في احد المواكب يحدثني عن حبه للحسين(ع) وعن حجم امنياته بقبول خدمته عند الامام(ع) ويحدثني عن الوحدة والمبادئ..

وصور ذاك الكندي والامريكي والالماني والتركي الذين جذبهم الحسين ليقفوا في كربلاء معلنين تضامنهم مع المبادئ الحقة.

هذه المشاهدات السريعة ربما تعودنا عليها لكنها بالتاكيد هي محل اهتمام المراقبين ومحطة لجذب الانظار والقلوب.

واعتقد اننا كـ (عراقيين) وكـ (شيعة) مقبلين على انفتاح عالمي ودولي كبير يدعونا للتخطيط له فكريا ودينيا وحتى سياسيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك