المقالات

وزارة أبو المولدة ..ترحب بكم..!

2196 2019-02-13

اكرم السياب

 

مازلت أتذكر الفنان يوسف العاني في إحدى مسرحياته، ببغداد، وهو يؤدي مشهداً على المسرح حينها وقف أمام "السماك" وسحب سمكة يشم ذيلها! فتبسم له البائع وقال له:"حجي السمجة تنشم من الرأس.. إذا جايفة مو من الذيل "فأجابه العاني مبتسماً:" ادري يا عمي الراس خايس بس أريد أشوفه وصل للذيل؟!

وعلى ذكر "الجيفة" التي فاحت بين السطور،أسئل؛ هل الذيل ما زال بخير؟ للاسبوع الخامس نجهد أنفسنا في التظاهرات، التي عجت في عموم البلاد. لمطاردة رؤوس الفساد واصلاح النظام، وإلقاء اللوم على السياسيين، وأصحاب المناصب والنفوذ. ونحن بيننا مئات المفسدين يحومون حولنا، ويعيشون بجانبنا.

رغم كل ما قيل تمجيداً في السابق، لأصحاب المولدات. وفضلهم في تهوين محنة الكهرباء. وكل أبيات الشعر المداحة، فهم ليس إلا "مافيا" تعيش على الازمة وتختلقها. واي ازمة؟ هي راحة الفرد بحياته!

النجف، كان لها النصيب الأكبر في الضرر، بتكوين عصابات الطاقة كما أسميناها "شعبياً" المكونة من بيع الكهرباء والغاز والنفط والبنزين.. وان كان سوق السوداء، عملا غير مشروع فبوجود أعضاء مجلس مستفيدين، ومشاركين، في الأموال التي تسير عمل المولدات.أصبح العمل مشروعاً ومسنوداً.

حتى تعاظم شأن أصحاب المولدات، وصولا إلى ضرب قرارات مجلس المحافظة، والعمل على قوانينهم الخاصة.. قانون "سكسونيا" على رأي الكاتب المصري وحيد حامد.. وجعلوا التسعيرة تخرج من درك مكاتبهم؛ كما يشاءون.

كنت أتصور في مخيلتي البسيطة، أن الفساد يرتدي رباطاً وبدله، ويستقل أفخم السيارات، واتضح فيما بعد، أن فقدان الإنسانية، وتحول الإنسان إلى آلة لجني الأموال، على حساب الفقراء هو الفساد بعينه والانحطاط.

بالرغم من ذلك، ونحن نلتقي بهذه الأسطر، اجتمع مجلس المحافظة بجلسة" طارئة واستثنائية" لإعادة النظر بقرار التسعيرة، إرضاءً لرابطة "أصحاب المولدات" تلك المنظمة المدنية التي تأسست بدعم أشخاص متنفذين لا داعي لذكرهم تجنباً "للغِيبة". وأصبحوا يتحكمون بحوالي 2 مليون إنسان يعيش في المحافظة. بمجرد رسالة على "الوات ساب".

ختام القول يا إخوتي.. المولدات مشاريع استثمارية، لا ترتبط بأي جهة! مما جعلها تتحكم في نفسها، تبعاً للمصلحة الشخصية. أما المواطن، فهو مشروع استهلاكي، تضمن له الرأسمالية العمل لديها ثم الدفع لها. وأنت تغادر، لا تنسى إلقاء التحية " دولة أبو المولدة...تودعكم"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك