المقالات

ازدواجية الخطاب السياسي

1648 22:48:00 2006-06-25

( بقلم عبد الرزاق السلطاني )

على الرغم من التقدم النوعي للمشروع السياسي العراقي والذي بدأ خطواته بسحب القوات الاجنبية بشكل تدريجي من العراق وهذا ما كنا نتوقعه، لما له من دلالة على جاهزية القوات العراقية ومدى قدرتها على مسك الملف الامني وتحملها مسؤولية ادارة البلد، فقد بدات بعض الاطراف تدق ناقوس (المصالحة الوطنية) دون بيانها من هي الاطراف المشاركة فيها ومن ينضوي تحتها، ورغم تاييدنا الفكرة القائمة عليها الا اننا نختلف تماما في المضامين، فلا حوار مع من استباح دماء ابنائنا من الصداميين والتكفيريين،

 والمسالة المفروغ منها هو اخراجهم من دائرة الحوار ضمن التوصيف الذي ذكر، حيث لا نرى لها ابعاداً سياسية بالشكل الذي يطرح اليوم وخصوصا من الاطراف التي تمجد الارهاب وتخرج بشكل معلن عن الاجماع والخطاب الوطني في دعمها الارهاب المستشري في العراق وخصوصا ممن يحمل صفة حكومية متغاض عن صفته التمثيلية لكل العراقيين، فالخطاب المزدوج يؤكد الجهل السياسي لتلك الشخصيات التي تتبنى الفكرة التكفيرية فعندما يوصف الذباح الزرقاوي (بالقائد الجهادي) فهو عينه الذي استهدف المصلين في حرم الامام علي(ع) والذي اودى بحياة شهيد المحراب(قده) فضلا عن استهداف اكثر من (240) جامع شيعي واستهداف اطفال حي العامل وتفجيرات كربلاء الدامية والحلة السوداء وجمعتي براثا الدامية وغيرها من العمليات الاجرامية، فهي محاولة تكتيكية لتحويل الخطاب الاعلامي المتصارع الذي لا يبخل بالكذب والتزوير والتظليل وليّ عمق الحقائق من اجل اشعال المزيد من نار الحقد المستعرة، فمشهد التمجيد البطولي للمجرمين هو مشهد مخجل بكل المعايير وتعبير عن الانحطاط الثقافي والانساني،

فبعد ان اعلنها المقبور حرب شعواء على المدنيين العراقيين من خلال التفخيخ المستورد من بعض دول المحيط الاقليمي والاحزمة الناسفة التي لم تتورع من استهداف الطفولة فضلا عن التهجير الطائفي والقسري الذي طال اتباع مدرسة اهل البيت(ع) والحيف الذي لحق بهم بغية تغيير ديموغرافية المناطق القاطنين فيها منذ مئات السنين، هذه المواقف جلها تتوائم مع الفكرة الصدامية وبالتالي هي افراز طبيعي لمن يتبناها ضمن المتغيرات الديناميكية وما لها من انعكاسات متباينة في تحديد مواقف واضحة لارتباطاتها المشبوهة بالقوى الارهابية التي لازالت تعبث بمقدرات بلدنا، فليس امام العراقيين من خيار سوى التمسك بالوحدة الوطنية وتطبيق الدستور الذي يقر الفيدرالية بتشكيل اقليم واحد للوسط والجنوب بما له من مقومات استراتيجية جامعة، وآخر لبغداد ليكونان من اهم الضمانات للمحرومين بعيدا عن اي اعتبارات اخرى سواء أكانت طائفية ام مذهبية ام عرقية بل وفق منظار ومعيار يقوم على مفهوم المواطنة في معالجة الملفات الخلافية بما لا يتعارض مع وحدة الشعب العراقي ويحول دون تعزيز اجواء الثقة للوضع السياسي للعراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك