مجيد الكفائي
لا ادري لمَانا متشائم اتجاه الوثيقة الجديدة، التي اتفقت عليها القوى السياسية العراقية مؤخرا، والتي عرفت بالإطار الوطني، ولا ادري لم قلبي مقبوض واشعر ان شيئا غير حسن سيحدث بسبب وثيقة الإطار والحراك السياسي الأخير.
هذا الذي اشعر به لم ياتِ من فراغ، فانا عراقي كغيري من العراقيين سمع بعشرات الوثائق التي وقعت سابقا ولم تنفذ ، فكلما حدث بالعراق حادث كبير يسارع المتشبثون بالسلطة الى توقيع وثيقة ويطلقون عليها اسما لغرض امتصاص نقمة الشعب او للالتفاف على ما يتوقعون انه سيحصل لهم فيحاولون تداركه بتلك الطريقة والتي نجحت في بداية الأمر لسبب معروف وهو ان العراقيين يحسنون الظن بالآخرين ويصدقون مايقال لهم.
ويبدو ان السياسين كانوا يعرفون جيدا نفوس العراقيين ويعرفون أيضا كيف يكذبون عليهم بطرق عديدة فنجحوا في البداية من التخلص من اي أزمة تريد الإطاحة بهم بتوقيع وثيقة عهد، ونجحوا أيضا في جعل الشعب يصدق انهم صادقون ويريدون الخير له وان ما حصل خطأ والإنسان خطاء وأنهم سيصلحونه فيكتبون وثيقة ويوقعون عليها وتبدأ وسائل الإعلام وماسيمون بالمحللين والخبراء بالحديث عنها لأشهر الى ان ينسى الموضوع فتتوقف المظاهرات مثلا وتهدأ النفوس.
اليوم ظنت القوى السياسية ان الوضع يمكن تداركه كالسابق واعتقد ان ظنهم خاطىء جدا ،فمن انتقدهم ليس شعبا ليتمكنوا من الضحك عليه بوثيقة او تشريع قوانين لاتغني ولا تسمن، بل من انتقدهم ودعاهم الى التصحيح هي المرجعية الدينية وما أدراكم ما المرجعية؟!
اليوم لن تفيدكم وثيقة ولا التحول الى المعارضة ولا تخليكم عن حصصكم كما تدعون في الوزارات والهيئات والوكالات ولا خطبكم الرنانة، هذه المرة لايمكنكم ان تفعلوا سوى شيء واحد فقط الطاعة لامر المرجعية والتنحي بعيدا ، بعيدا جدا ،فالمشكلة فيكم انتم وليس في غيركم، تنحوا واعتزلوا السياسة وإلا سطرا واحداً وسينتهي كل شيء ويذهب البعض منكم الى المغرب ..!
https://telegram.me/buratha