مجيد الكفائي
التضحية لها ثمنها او على الأقل لها تقديرها ،وهي من الصفاة التي يتصف بها البعض من البشر وليس كلهم،فالتضحيات لها رجالها ونسائها خصهم القدر والزمان والمكان والظروف لكي يكونوا مضحين، واختلفت أسباب التضحية من حيث السبب والنتيجة ، فبعض التضحيات أتت اؤكلها واعطت النتائج المرجوة منهاوخلدها التاريخ والناس وصارت مضربا للأمثال وبعضها كانت كأن لم تكن ليس لأنها ضئيلة الحجم بل لأن البعض لا يقدر تضحيات الآخرين ولايثمنها وعادة يشمئز ويقرف ان طرقت تضحيات الآخرين على مسامعه، هؤلاء الذين يكرهون التضحية والمضحين عادة يمتلكون روحا انانية ونفسا غير سوية وسلوكا عدوانياخصوصا اتجاه المضحين وأهل الإيثار وغالبا هم من المتسلقين على ظهور المضحين لينالوا من تضحياتهم المكاسب والمغانم.
الكثير من الشرائح الاجتماعية في العراق كانت مضحية وآلاف العوائل والأسر قدمت التضحيات تلو التضحيات، شهداء وجرحى ومعاقين وحرمان وفقر واضطهاد وجوع وصبر على المصائب الا ان هذه التضحيات لا تقدير لها من قبل بعض المتسلقين الذين اصبحوا مسؤولين عن أقدار أؤلئك، وها هي شرائح كثيرة من المجتمع العراقي كانت تؤدي خدمة للعراق والعراقيين وضحت بالكثير من اجل العراق لا زالت تعاني من العوز والفقر لعدم إنصافهم من قبل المشرعين وأصحاب المسؤولية ولازالوا يعيشون المحنة المستمرة.
المتقاعدون العراقيون يعيشون محنة كبيرة ، فالمشرع العراقي جعل الحد الأدنى للراتب ٤٠٠ الف دينار من دون ان يعرف عدد أفراد أسرة المتقاعد او الأمراض التي يعاني منها او احد أفراد أسرته، وهل يسكن المتقاعد في دار ايجار ام ان الدار ملكه، وهل ان عمره يسمح له بالعمل ان اضطر ام لا، وهل ان أولاده في المدرسة ويحتاجون مصاريف ام لا ؟وهل ان أولاده ذكورا ام اناثا؟ وغيرها الكثير.
لقد غفل المشرع العراقي ولم يأخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة بكل أسرة متقاعد كما تفعل الدول المتحضرة ولم يكن منصفا عند تشريعه قانون التقاعد الموحد لذلك عليه لزاما ان يشرع قوانين كي تحافظ على ماء وجه شريحة ضحت وتعبت من اجل العراق
المتقاعدون العراقيون بمحنة كبيرة وهم بحاجة الى قانون تقاعد جديد وفوري يحميهم وعوائلهم من الذل.
https://telegram.me/buratha