ا.د.ضياء واجد المهندس
قبل ٥ سنوات وفي بداية ايلول ، خرجت من هندسة المستنصرية متوجها" الى هندسة بغداد في الجادرية ،في جولة من جولات لم انساها في حربنا ضد الفساد.. اجرت سيارة اجرة لرجل في نهاية الخمسين، لاني لم استخدم سيارتي في ذاك اليوم .. لا اعرف لماذا كان الرجل يريد ان يفرغ همه و معاناته لي ؟؟؟!!، وبدى الامر وكانه ينتظر لقائي!.
تحدث لي الرجل بأسلوب سردي حزين ،يتخلله بكاء ودموع ، ولكني سارويه باسلوبي لتخفيف التراجيديا السوداء التي تحكي جدلية الخيانة والشهوة ، مراعيا" مشاعر الجميع..تزوج الرجل من امرأة تصغره ب ١٢ سنة من اربيل من عائلة كردية بسيطة ، الفتاة جميلة ،توفى ابواها بعد الزواج ببضع سنين ، لها شقيقة متزوجة في فنلندا ،و اخت متزوجة في اربيل متقاطعة معها..يعمل الرجل موظف ،و يسكن في شارع فلسطين مع شقيقه وشقيقته ولكنه باع البيت بالمحكمة نتيجة ضغط زوجته ، واشترى بحصته بيت وسيارة باسم الزوجة الذي طلبت الطلاق بعد شهر من تملكها البيت والسيارة ..رفض الرجل الطلاق في البداية، ولكنه رضخ وطلق الزوجة بعد ان قامت باستخدام اساليب لا تليق وصلت الى حد ضربه واتهامه بالشذوذ امام بناته و اهله.قام الرجل بايجار غرفة له في دار لرجل وامراة مسنين من اقاربه..تغيرت حياته عندما جاءته ابنته الصغرى تريد ان تبقى معه ، وعرف فيما بعد ان امراته تزوجت من شاب يصغرها بعشرين عام منذ اشهر ، وان زوج الام حاول الاعتداء على البنت الصغرى .. قرر الرجل ان يثأر لبنته ،فاخذ سكين من المطبخ وذهب لبيت زوجته ، وليعرف اخبار بناته الاثنتين الاخريين. وصل الدار ،ولم يجد احد ،فاخذ ينتظر في الاسواق قبالة بيته القديم .نصحه صاحب الاسواق ان يهدأ ،وان ياخذ بناته الاثنين الى داره ويترك زوجته لانها لا تستحق ، فصاحب الاسواق يعرف انها كانت تخون الرجل عندما كانت على ذمة الرجل مع الشاب الذي اصبح زوجها فيما بعد..اقتنع الرجل بان يأخذ بناته معه ،ويترك المراة والشاب لله ، و رضخ لنصيحة صاحب الاسواق وقوله : بناتك بحاجة لك و لتربيتك يا ابو البنات ، وتهورك سيضيعك ويضيع بناتك..لجأ الرجل الى شقيقه وشقيقته ليساعدوه في ايجار بيت وشراء سيارة بالتقسيط ليبدا بلم عائلته من جديد ...بعد اشهر اتصلت بالرجل جارتهم تطلب منه الحضور ، لان زوج طليقته باع البيت والسيارة بالوكالة العامة المطلقة التي عملتها له وسافر الى تركيا ، وطليقته راقدة في الدار مصابة بنخر العظام او سرطان العظام ، والجيران يتصدقون عليها ولا احد يسأل عليها..طلبت الجارة ان ياخذها لان من اشترى البيت يريد يسكن في البيت ..رفض الرجل ان ياخذ طليقته ، وعندما وصل داره ،اصرت بنته الصغرى على ان يجلب امها ، بينما رفضت بنته البكر والوسطى ان يستقبلن امهن..كان الرجل يروي قصته بتسلسل يشق القلب حزنا و الدموع لا تفارقه ..واخذ يجهش بالبكاء، و هو يقول : الناقص (زوج طليقته) معتدي على بناتي ، والساقطة ( طليقته) تدري ، وخلصت بس الصغيرة منه..كاد ان يصدم سيارة وهو يجهش بالبكاء فجعلني ابكي لبكاءه..رميت عليه الاجرة ،وهو متمسك بان ابقى معه ،ولكني كنت متألما" اكثر منه..صعدت الى الطابق الخامس في بناية رئاسة جامعة بغداد للقسم الاداري ، سئلت عن كتابي فكان عند موظفة لا اتذكر اسمها قد يكون اسمها علياء او عالية ..احسست بالم كبير في صدري ،و خدر في يدي اليسرى، وبدأت اتعرق، و بدوار في راسي ، فايقنت انها ذبحة صدرية، وبداية لازمة قلبية ،خرجت من الغرفة الى مسطبة قريبة من الباب مقابل المصعد ..بدأ اذان الظهر ،وانا لم اتحسن بالرغم من تناولي ادوية من بخاخ الى حبات تحت اللسان الى انديرال ،و كانت الموظفة قد جلبت لي علبة ماء و سالتني ان ارغب ان تكلم اهلي من موبايلي..سالت عن المصلى ، قالوا لي في الطابق الاول او الثاني، فقررت البقاء لاني لا اقوى على النزول ، فقررت ان اسجد قريب المصطبة متوجها" الى ربي ،سأئلا ان يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تاخر ..لكني ادركت ان سبب ازمتي، هو تركي لابو البنات وكان بحاجتي ، فكررت دعائي : اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء، ومغفرتك التي عمت كل ما خلقت، ان ترحم وتسهل امر ابو البنات ،ان تخفف من حمله و تقلل من همه وتحفظ عقله ودينه وتستره وتستر بناته، يا ارحم الراحمين..
بعد ربع ساعة ،اصبحت افضل ، وايقنت انه بدعائي لمن بكاني
الله نجاني..وان الدعاء يدفع البلاء..
اللهم ارحمنا واغفر لنا
اللهم استرنا وعافنا
انت مولانا يا ارحم الراحمين
https://telegram.me/buratha