مجيد الكفائي
لكل تغيير اعداؤه، ولكل تجديد متربصون، فالشعر الحر كان له من ينتقده ويسفه شعراءه ويصفهم بالمشعورين الضعفاء الذين لا يستطيعون نظم القصيد على أوزان الخليل وبحوره،على الرغم من ان شعراء التفعيلة لم يخرجوا عن الوزن والقافية بل ابتدعوا تعددا في التفعيلات بدلا من ان تسير القصيدة باكملها على تفعيلة واحدة وقافية واحدة تحررا من قيد احكم سيطرته على شعر العرب قرونا، وظل شعراء التفعيلة محاربون ومدرستهم الجديدة سنينا ودهورا، وبينما هم يناضلون من اجل ترسيخ مباديء المدرسة الجديدة كانت هناك آلاف المعاول تهدم في بنائهم الجديد وآلاف الأصوات تنعتهم بأشنع النعوت، لكنما بقي الشعر وبقيت المدرسة وبقي السياب ونازك و الحيدري والمحروق خالدين ذكرا وإبداعاً .
هكذا تواجه اية حركة اصلاحية او تجديدية في اي مجتمع، بل ان بعض المصلحين والمفكرين قتلوا على أيدي المتزمتين من دعاة المحافظة على القديم، فسقراط اعتبروه مفسدا لشباب اثينا وحكموا عليه بالموت، وتولستوي مات على قارعة الطريق بعد ان اعتبروه مجنونا، لكنهم حققوا ما يريدون واستطاعوا ان يغيروا ولو بعد حين.
ان التغير والتجديد والإصلاح لابد له ان يصدم بعقبة المنتفعين وحاشية السلاطين وهؤلاء يمتلكون اهم منظومتين مؤثرتين في المجتمع ، منظومة السلطة ومنظومة المال، وبهاتين المنظومتين يؤسسون لمنظومة عنكبوتية كبيرة
لن يستطيع احد التقرب منها الا ووقع فيها والتهمته العناكب دون ان يعلم به احد.
عراق اليوم فيه منظومة كبيرة مستفيدة لن تسمح لأي كان بالتقرب منها فهي تمتلك السلطة والمال ، وخيوطها وأذرعها تمتد في كل مكان وستدافع عن وجودها مهما كلفها الأمر ، لكنها لن تصمد طويلا أمام الإصلاح والتغير وحتما ستهتز أركانها ويتهاوى وينهار كل بنائها حالها حال كل المعترضين على التصحيح والتجديد في التاريخ ، نعم ستتهاوى منظومة الفساد قريبا أمام إرادة الشعب ومن يمثلهم ومن يرعاهم وخاصة مرجعيتنا الرشيدة والتي لن تسمح ان يستمر وضع العراق كما كان ولن تسمح بسرقة أمواله وجوع شعبه.
https://telegram.me/buratha