د.ضياء واجد
قبل سنتين ، وفي عصر تموزي جهنمي ، وحالما دخلت داري ، سمعت طرق جنوني لباب الدار ورنين مستمر للجرس. حالما خرجت وقبل ان استفسر ، سمعت صوت جهوري قوي لامراة ثلاثنية العمر، ترتدي جبة اسلامية قالت : انتم ما تستحون ، ما عندكم حياء ، لا غيرة ولا ناموس، تعرفون تخلفون وما تعرفون تربون .. وين مرتك ؟ ! .
سالتها : شنو ( ماهي ) القضية ؟!
قالت : ابنكم ضرب ابني، واخذ منه الكرة . وراء ابننا عمام يكسرون خشوم و خوال يسوون طشاركم ما له والي، يفلشون بيتكم عليكم ، و يكسرون روؤسكم ..
قلت لها: ابني غلط ، وعندي بالبيت كرة قدم اشتريتها العام من هولندا، اخذيها لأبنك وعندما يأتي ابني اكسر راسه ، و ان شاء الله متكرر هذه الحالة مرة ثانية ..قالت بصوت عالي : خلي الكرة لحالك ، واليوم ليلتك اهلنا يجعلوها سودة عليك وعلى الخلفوك .
رجعت لأنام بضع ساعات، فقد كانت الايام التي سبقت عصيبة علي، ولم انم فيها ..بعد صلاة العشاء رن جرس الدار ، خرجت ، وجدث اثنين من الرجال والمرأة الشرسة معهم ، سلموا علي ، وهم احدهم ان يسحب راسي نحوه، وظننت انه يحاول يضربني براسه ،فسحبت راسي بقوة منه ، وتبين انه يريد تقبيلي من باب الاعتذار ،قال : حقك دكتور ما تقبل الاعتذار، زوجتي سيئة ما تعرف الاصول، و لا عقل ولا فهم و ما تعرف الكلام ولا تقدر الناس، دائما توقعنا في مشاكل، و تورطنا مع الناس..دخلوا الدار وبعد ضيافتهم، عرفوا اني وحدي بالدار منذ سنتين، وان ابني لم يعرفه احد في المنطقة، وان من ضرب ابنهم ابن البيت المقابل لداري ، وانا توقعت ذلك لكني اسرته في نفسي ...
سألني زوجها : لماذا لم ترد عليها .؟!، اجبت : لاني خشية ان تعمل زوجتك مع الاخرين مشكلة ، ولان الله امرنا بالصبر والستر ، ولان الاخت لم تتعظ من مصائب الدهر، وهموم الناس لتشتبك مع الناس..
عندما اتصل بي احد الخبراء من المجلس، قبل اربع سنوات يطلب مساعدتنا في تهديد مسلح وعشائري من احد المسؤولين الفاسدين ،كنا قد نشرنا ملفات فساده سربها لنا زميلنا الشجاع..في البدء ، التقيت باحد الشيوخ في بغداد في بيت احد اصدقائنا الذي نصحنا به ، قال الشيخ: اخذلك ٣٠ جكسارة مليانه (محملة) شيوخ وسادة (علويين النسب) ،و ٣٠ سيارة (كيا) فيها شباب مسلح اذا احتجنا ندكهم (نهجم عليهم) ، لان خصمكم مسوؤل وعنده حمايات اذا ما يشوف العين الحمره يدمركم ..
انتظرته نصف ساعة لكي يحسب تكاليف يوم حل القضية ، فكان الرقم فلكيا" .. رجعت الى الدار مهموما مثقلا" بالالم والحسرة، ولكني لم ايأس من رحمة الله و نصره لنا ... عندما وصلنا الى صاحبنا ، تضايقت و تألمت عليه ..قررت ان اعيد الكرة مرة أخرى بناء" على نصيحة من احد الاخوان ، ارشدنا الى شيخ صاحب بخت ، وانطلقت معه الى الشيخ المبخوت الذي قد يساهم في مساعدتنا لحل مشكلتنا ...دخلنا الى بستان ، فسألت صديقي : هذا بستان ، واشار الى شخص يعمل في الارض قائلا : هذا الشيخ . قلت له : هل فلاح ممكن ان يحل مشكلة مع مسوؤل فاسد ؟!
استقبلنا رجل يحمل (عثوگ) تمر ، فقال صاحبي: ابو العثوگ هو اليخيط الفتوگ، وهذا ماحدث..
لقد كان الشيخ كريما سمحا ذو عقل رشيد ، افترقنا على نصيحة منه لنا : (يا دكتور لقد كسرت ظهرك بحمل دهرك ، اصبر لانك امام موج عالي و ناس لا تبالي) ، قلت : حسبنا الله هو مولانا و ناصرنا ،فقال : نعم المولى ونعم النصير ..
اللهم احفظ العراق واهله
اللهم انصر العراق واهله
https://telegram.me/buratha