المقالات

الاعلام ..بين ..الحرام ...والحطام..

1955 2019-08-21

ا.د.ضياء واجد المهندس

 

مع اطلالة الالفية الثالثة ، سقط هاجس الرعب من اسلحة الدمار الشامل ، و الاسلحة التقليدية الفتاكة من واجهة الصراعات و الازمات ، ليحل الاعلام و ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، و الحرب الالكترونية في بوابة الصراعات ...

واثبتت حرب الخليج، و ما سمي بالربيع العربي، صحة استراتيجية تدمير البلدان، واسقاط الحكومات بدون استخدام القوة العسكرية، او باستخدام القوة المفرطة بفترة محدودة، دون الانجرار الى حرب الاستنزاف و السبب يعود الى سياسات الحصار، والتجويع ،و العقوبات التي تشكل جوهر ( الانهيار البطيء و التأكل الداخلي )...

في العراق ، تجد اكثر من ١٧٤٢ فضائية تتنافس في نقل الاخبار و البرامج والعواجل ،و ما يزال العراق يراوح مكانه، في تجذر الفساد حتى ان اكثر من ٩٦٪ من المعاملات التجارية ، والتحاسب الضريبي ، و الكمارك  تقع تحت قبة سماسرة الفساد ، وان  خمس النفط العراقي الخام يصدر من خارج انابيب الحكومة و انظار سومو . 

ان التوقعات لسنة ٢٠٣٠ كارثية ، حيث ترتفع نسبة الامية في العراق الى ٦٠٪ من الشعب ، وان نسبة الامية التقنية ستصل الى ٩٠٪، وان ازدياد تجارة و تعاطي المخدرات ،وتنوع مصادره، والادمان على الالعاب الالكترونية المميتة و العاب القمار ،قد تجعل العراق خارج كل التصانيف ، بعد ان اصبح العراق من اسوء الدول في الرعاية الصحية، و التامين الاجتماعي، و حماية القاصرين ،و رعاية الايتام . بالاضافة الى ازدياد المعطلين عن العمل الى اكثر من ٤٠٪ ،و تردي الحالة الاقتصادية بحيث ان اكثر من ٦٨٤٧ خريج من حملة الماجستير والدكتوراه معطل عن العمل ،وبلا بوادر في المستقبل القريب لكي نستطيع استثمارهم في بناء العراق. من المعلوم ،ان اكثر من ١٦٠ الف مهندس و تقني معطل بلا امكانية توفير مجال لتوظيفهم او استغلال اختصاصهم ..

 وتشهد بغداد ، وفي معظم ارجائها تظاهرات مدنية سلمية مطالبة الحكومة بايجاد وسائل وفرص للعمل ، فحملة الشهادات العليا يعتصمون امام بوابة وزارة التعليم العالي ، و مهندسو العراق يعتصمون امام نقابتهم ، و جيولوجيو العراق يعتصمون امام وزارة النفط ، و خريجو العلوم السياسية اما وزارة الخارجية ،ولكن دون جدوى ..

كنا نتمنى ان تتحول شبكة الاعلام العراقي الى تجربة فريدة في مجال الاعلام المرئي والمقروء، لكونها وريثة اذاعة و تلفزيون العراق ذو السبق الاول في الشرق الاوسط ..

وبالرغم من ان ميزانية شبكة الاعلام العراقي تتجاوز ٩٣ مليون دولار، و التي تمثل ضعف ميزانية قناة الشرقية ،الا ان عددموظفيها الذين يتجاوزون ال ٥٠٠٠ موظف يشكلون المصدر الرئيسي للانفاق المصروف على الرواتب بنسبة تتجاوز ٩٥٪، في حين ان موظفي الشرقية يزيد عددهم قليلا" عن ٣٠٠ موظف ..

لقد اصبح من الضروري تطوير شبكة الاعلام العراقي، ورفدها بالبنى التحية الضرورية من الاستوديوهات الى الاجهزة والمعدات ..

ولان التطور الحاصل في مجال الاعلام واجهزتها يحدث بشكل سريع ، جعل من اندثار الاجهزة سريعا" و تواصل التدريب والتعليم المستمر للملاكات ضروري.. في اواخر عهد نوري المالكي ، اصدر مجلس الوزراء قرار يقضي بعدم انشاء قنوات فضائية في الوزارات و في مراكز المحافظات ..

كانت محافظة واسط قد استوردت اجهزة قرابة ١٠ مليار دينار ، و ٣ مليار اجهزة قناة فضائية لوزارة الاسكان ،و٥ مليار لقناة فضائية لوزارة الاعلام منها سيارة بث وارسال قيمتها تقترب من ٣ مليار ..

المؤسف، و المحزن، والمخزي، ان كل من وزارة الاعلام ووزارة الاسكان و محافظة واسط ، قد رمت الاجهزة والمعدات ومنظومات الارسال في المخازن لحين تسقيطها وبيعها بمزادات الفساد الرخيصة ..

نطالب السيد عادل عبد المهدي بتحويل الاجهزة المركونة في المخازن منذ ٥ سنوات الى شبكة الاعلام العراقي، على ان تقوم شبكة الاعلام العراقي بتقديم قنوات تلفزيونية ارضية و اذاعات و طبع صحف و مجلات مجانا" لمحافظة واسط و وزارة الاعلام. ووزارة الاسكان ، وتقليل الضرر الناتج من ترك المعدات والاجهزة للتلف ، خاصة وانها تتيح لشبك الاعلام من العرض بتقنية HD بدلا من LD..

بالرغم من ان شبكة الاعلام موضع اتهامات في زمن اداراتها السابق من الرشاوي الى التزوير ، الا اننا بحاجة الى تقويم وانعاش شبكة الاعلام ، و تطوير قدرات الشبكة لتدخل عالم الاعلام الحقيقي القادر على مواجهة تحديات العراق..

اللهم احفظ العراق واهله من كل ظلم

يارب العزة والعفو والحلم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك