ابراهيم السراج
في منتصف عام 2005 خرج سيد جاسم كعادته لعمله كسائق سيارة أجرة . وهو يضع نصائح زوجته وأبناءه نصب عينه .فالجميع يوصيه بعدم الدخول في المناطق الساخنة . كانت تلك الفترة تنتشر عصابات القتل الطائفي بكثرة في أنحاء العراق وفي مداخل العاصمة بغداد. وحل المساء ولم يعد سيد جاسم لعائلته وحاولت العائلة ولأشهر عديدة من البحث عن أي خبر او معلومة عنه فلم تفلح العائلة المسكينة ولازالت تنظر أي خبر منه .
هذه حالة لمغيب حقيقي وهنالك الالاف من هذه الحالات التى يعرفها جميع العراقيين. . في 2014 وعندما سيطر تنظيم داعش الارهابي على بعض المحافظات العراقية .فقد الآلاف من الأشخاص من الشيعة والسنة المعتدلين والايزيدية والشبك والتركمان والمسيحيين بل أن عوائل بأكملها غيبت ولم يعلم احد مصيرها .
وفي شهادة لعدد من أبناء محافظة نينوى اكدوا أن تنظيم داعش الارهابي ارتكب جرائم ابادة جماعية بحق الابرياء ومن كل الطوائف حيث أقدم التنظيم المجرم على رمى جثثهم في مقبرة الخسف في محافظة نينوى.وتضم تلك المقبرة الآلاف من الجثث التى لم يتم التعرف عليها نتيجة عدم اهتمام الحكومة الاتحادية والمحلية .بهذه الظاهرة الخطيرة والمأساة الكبيرة التى لازالت الهم الشاغل لآلاف العوائل العراقية.
ناهيك عن التداعيات النفسية والاجتماعية الخطيرة والحقيقة ان هؤلاء الابرياء هم المغيبون حقا وعلى مؤسسات الدولة تقع المسؤولية القانونية والأخلاقية والشرعية من اجل حل هذه المشكلة الخطيرة التى تعانى منها هذه العوائل المبتلية بجرائم داعش الارهابي المجرم ... و هنا انبرت بعض الأصوات النشاز حول ( المغيبين) وهم بالطبع ليسوا الذين نقصدهم في بداية المقالة. بل المقصود من هؤلاء هم من اتباع داعش وقتلاه في محاولة لإيجاد منفذ قانون لدعمهم وإعادتهم إلى المجتمع ولكن. عبر مناشدات طائفية مقيتة والحقيقة أنها محاولة أيضا للتحشيد الطائفي تنطلق بالتزامن مع حملات التسقيط والافتراء التى استهدفت فصائل الحشد الشعبي البطل وفصائل المقاومة المضحية وقواتنا الامنية البطلة والمرجعيات الدينية وحتى الشعائر الحسينية .
وحسب ما اتضح من خلال تلك التصريحات الوقحة أن هنالك رغبة لدى بعض الجهات السياسية الخاسرة أنها ارادت توثيق أسماء قتلى داعش الارهابي المجرم ضمن قوائم تحمل اسم المغيبين وأيضا تدوين أسماء الدواعش الذين تلطخت أياديهم القذرة بدماء الابرباء .في سجلات رسمية على أنهم مخطوفين أو مغيبين وهذه إشارة واضحة تتزامن مع الاجندات المشبوهة التى تلوح بعودة الدواعش ولكن تحت مسمى آخر.
ومن هنا لابد أن نشير إلى خطورة هذه الاجندة المشبوهة والخبيثة التى يراد منها تضليل الجهات الرسمية وإعادة إنتاج تنظيم ارهابي على غرار تنظيم داعش وربما حتى يفوقه بالإجرام والقتل وسفك دماء الابرياء.وأيضا هى محاولة لإخفاء اجرام داعش ومقابره الجماعية ومخلفاته على الاوضاع الاجتماعية للبلد .
اذا أن اصحاب هذه الاجندة المشبوهة يحاولون أيضا تلميع صورة داعش الارهابي بشتى الطرق وأيضا تضليل الرأى العام تحت عنوان المغيبين وإخفاء مقبرة الخسف في الموصل كذلك يهدف اصحاب هذه المشروع الخطير إلى التشكيك بأخلاقيات ووطنية الحشد الشعبي وفصائل المقاومة المضحية وتشويه صورهم خاصة بعد أن ادرك الجميع الدور التى لعبته هذه الفصائل البطلة أثناء معارك التحرير ومن أهداف هذه الاجندة هو محاولة عودة الارهاب وبمختلف مسمياته إلى منطقة جرف النصر. تحت عنوان عودة النازحين والحقيقة التى لاغبار عليها أن جهات سياسية معروفة تسعى إلى عودة الدواعش والأرهابيين والبعثيين إلى منطقة جرف النصر لأهمية المنطقة وتاثيراتها على العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى باعتبار أن منطقة جرف النصر تعد منطقة ستراتيجية توسط العاصمة بغداد والمحافظات كربلاء والنجف الاشرف وبابل مع وجود عمق ستراتيجى خطير لمنطقة جرف النصر وامتدادها حتى الفلوجة والخالدية واعماق الصحراء يعنى تواجد الارهاب في هذه المدينة سيسهم اسهامة كبيرة في انعاش المشروع الأمريكي الخاص بولادة تنظيم ارهابي مجرم .ومن هنا لابد الاشارة إلى الحاجة إلى ارادة سياسية قوية لابطال كل هذه الاجندات المشبوهه ووضع حدا لها ومقاضاة اصحابها والاطاحة بها من تحقيق الامن والاستقرار لعموم المحافظات العراقية . والحقيقة التى لابد أن اعترف بهاي الحكومة ومجلس النواب العراقي أن امن واستقرار منطقة جرف النصر إنما هو امن العراق باكملها....
https://telegram.me/buratha