المقالات

ونيس ....ام....قديس..

1989 2019-09-15

ا.د.ضياء واجد المهندس

 

في اربعينات القرن الماضي ، هرب شقيقان من احد مناطق الريف العراقي شمالا" و معهما حمارهما الهزيل الذي تحمل من التعب و الكد اكثر ما تحمله الاخوة الفارين  و كانا يحسبانه (ونيس) ...

كانا يتناوبان الركوب عليه ، حتى فطس بعد بضعة ليالي من فرارهما ، فقررا دفنهما ، ولانهم خائفون من مستقبلهم ،بعد ان فقدا من كان يساعدهم في الهروب ، بداوا يبكون و يقول كلام الحزن العميق الممزوج باحساس الالم والخوف ..لاحظ جميع من يمر بقربهم ، حجم الامهم ومعاناتهم ، فنقلوها لاحد شيوخ العشائر القريب من المنطقة ..ارسل الشيخ الى الاخوة الهاربين مجموعة من حاشيته ليسألوهم عن حزنهم و مأساتهم ، فكانوا يردون : ذهب العزيز ، حملنا لثلاثين عام ، وسترنا و انجز اعمالنا ..قرر الشيخ ان يساعدهم ، واذا كان موسم الحصاد في سنتها جيد ، فانه يبني مقام للمتوفي ..تم بناء مقام كبير للحمار ، بعد ان انعم الله على الشيخ بحصاد وفير ..واصبح الحمار الهزيل بين ليلة و ضحاها قديس ، واختلفت الناس في اسمه و بركاته ..ذاع صيت القديس بين الطوايف و العشائر ، واخذت تقدم النذور و القرابين للقديس من اجل الطفل و العريس و الشفاء و عودة الزوج ووووو....

وصلت بركات و كرامات القديس الى بغداد ، فارسلت الاوقاف وقتها لجنة لتوثيق مقام القديس و ترتيب كتاب عن تاريخه ..بعد ان وصلت اللجنة ، اصر احد اعضائها ،و هو استاذ جامعي في التاريخ ليتاكد من هيئة القديس المدفون و تقدير عمره ..الكارثة ، عندما اكتشف انه حمار ، ولكن سدنة مقام القديس وهما الاخوين الهاربين من شيخهم و ديرتهم ، اصرا على ان الحمار هو من نسل حمار نبي الله العزير (ع ) . و للحفاظ على وارادت القديس ، و لكي لاينتشر خبر اصل القديس و ماهيته ، قرر الاخوان ان يثيروا الناس عليهم و كادوا ان يقتلوهم ، لولا ان اللجنة فرت بعد منتصف الليل عائدة الى بغداد ...

في كل العالم تجد قداسة لبعض الحيوانات ، فهناك من يعطوا مقام لكلب اهل الكهف ، واخرين  لهدهد سليمان ، و اخرين لبقرة موسى ووو...

اما حمار العزير فهو نجم عيد البركة عند اليهود ..حيث يقوم اليهود في هذا العيد بالتبرك بالحمير وحملها على أكتافهم ،والسير فيها وسط تصاعد الهتاف بأنهم شعب الله المختار .

والخلفية التاريخية والدينية وراء تصرفهم هذا هو أنه كان للعزير حمارآ ،وكانوا يعتبرون العزير إبن الله ويعبدونه وكانوا يقدسون حماره ويتبركون به .( وقالت اليهود عزير إبن الله - سورة التوبة )...

والغريب ان الحمار هو رمز الحزب الجمهوري الامريكي ، مثلما هو عنوان حزب كردي عراقي هو ( حزب الحمير العراقي )

و بالرغم من ان الحمار هو من اذكى الحيوانات ،الا ان الانسان اذا اراد ان يشتم اخيه الانسان وصفه بالحمار ، علما ان الحمار من اكثر الحيوانات كدا واخلاصا بالعمل ، واذا اردنا ان نوصف جهد مخلص في عمله نقول ( يعمل مثل الحمار ) ، و هذه الخصلة قد تكون بركة تقديسه عند البشر ..

اللهم يسر امرنا للخير و الاحسان ..

وانعم علينا راجحة العقل والايمان..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك