المقالات

في ذكرى اربعينية سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام

4912 14:30:00 2006-03-21

ويبقى اسمك ايها الشهيد الخالد ابى عبد الله وتبقى كربلائك غصتةً في احشاء المؤمنين وعبرتاً يبكي لها المفجوعون وتبقى ذكراك ينتحب عليها جل الاسلام اينما كنت وذكرت ياصريخة الدمعة الساكبة ويا صاحب المصيبة الراتبة. (بقلم : عدنان الكوفي )

لاادري ما اقول في هذا الخطب الجلل الذي ابكى عيون الانبياء والمرسلين وملائكة رب العرش العظيم. نعم انها

مصيبة قتل الحسين عليه السلام وفاجعة كربلاء وسبي اهل البيت اطفالا ونساء ,, تتقدمهم تلك البدور الطالعة شامخة بعنفوانها غير

آبهتاً بحراب بني امية ورماحها .

نعم تلك هي الفاجعة التي ابكت رسول الله صلى الله عليه واله حينما ابلغه الروح الامين ماذا يحدث من بعد رحيله ويجري على اهل بيته الاطهار من شرار امته وخصوصاً من ال ابي سفيان لقد سمع الرسول الكريم صلى الله عليه واله مفصل المعركة وشاهدة التربة التي ترتوي من عطشها بدماء آل عبد المطلب ودماء الصحابة المنتجبين من المرابطين مع سيف الحق امير المؤمنين علي عليه السلام ,, فأي ارض هذه التي ارتوت من دم الحسين {ع} ومن قبل كانت ظمآنة بحصاها وثراها وكأنها السنة اللهب ونيران الرمضاء ويكفي انها تسمى كربلاء .

قد ضمت بين طيات ترابها عبق الرسالة ونهج الدين القويم ومواريث النبوة وبقايا سفينة نوح {ع} وامانة الانبياء التي صانها ابو الائمة وسيد شباب اهل الجنة وخامس اصحاب الكساء

الحسين الشهيد حتى ضرج بدمه الطاهرصريعا بسيف ابناء البغاة من آل امية القردة ابناء آكلة الاكباد هند وسمية وجعدة وصهاك ومرجانة وآل ابي زياد ومن دارفي فلكهم وسارفي ركبهم من الخوارج والمارقيين والكفار فكل هذا الجمع الكافر قد شحذ سيفه وزحف جيشه

المشؤوم وجهز خيله الهالكة ليترصد حركة الاسلام المحمدي القويم المتمثلة بسيد شباب اهل الجنة عليه السلام المفترض الطاعة وحامي ربوة القرأن الكريم بعدما اراد الطغاة من آل امية وعلى يد اشرهم خلقا يزيد اللعين ان يقتلعوا جذور الاسلام ويهدموا بيته الحرام ويزوروا آياته الكريمة ببعض روايات المرتزقة الاعراب من حملة القطط وليس القرطاس كما كان ابو هريرة صحابي بني امية قرب لهم ما ارادوا من قصص وحكايات واحاديث ملفقة ومدلسة ومفترى بها على المصطفى محمد صلى الله عليه واله وتلك الاحاديث الملفقة تمجد بملوك آل امية بعدما حط من قدرهم وشأنهم القران الكريم والرسول الامين{ص} وذكر للناس آمرهم وهم على شاكلة قرد ينزون فوق منابر المسلمين وقد اشار الرسول الكريم {ص} في اكثر من موضع ولعنهم في اكثر من مكان لمعرفته السابقة بغدر هولاء القوم بآل بيته الاطهار وقتلهم الاقمار الطالعة من آل عبد المطلب وبالفعل فقد حارب جدهم اللعين ابى سفيان طوال سنين عمره الاسلام في معارك كثيرة في بدر الكبرى والصغرى واحد ولاحزاب متحالف مع اليهود لعله يستطيع ان يقضي على النواة الاولى والبذرة الصغيرة التي بذرها النبي واهل بيته والصحابة المنتجبين في هذه الامة من الذين دافعوا عن حمى الاسلام وحاربوا الكفر بكل رموزه ورجالاته وساداته وهم على قلتهم وفقرهم وحاجتهم الماسة للمادة وقلة ذات اليد وعدم امتلاكهم السلاح والعدة والعدد فقد نصرهم الله سبحانه وتعالى على ائمة الكفر من قريش امثال صخر ابن حرب واميمة وعتبى وشيبة وكلبهم خامسهم معاوية والكثير يطول المقام بهم هنا كي لااضيع قدسية المكان وصاحب المكان الذي نحن في ذكرى اربعينته المعطاء وشهره الحرام ويالها من مناسبة اليمة تتجدد في كل عام وكأن الذي حدث لم يمر على ذكراها سوى بضع سنين بل ايام لم تبارح واقعتها قلوب الشيعة والموالين للحسين وآل بيته الطاهرين عليهم السلام فلعل اقل ما في الوفاء هو تعظيم الفاجعة دون خوف او تردد رغم ازدياد المبغضين لآل البيت و كثرة المدافعين عن آل امية حولنا ناهيك عن الخوارج والنواصب المبغضين للمحمد ابن عبد الله صلى الله عليه واله ولدينه ولمبادئه لرسالاته وقد كذبه سلفهم من قبل وحاربوه حتى دخلوا قهرا تحت شعار لااله الا الله محمد رسول الله مكرهين والسيف على اعناقهم صاغرين امام الحق الذي لامفر منه فتحولوا من كفار محاربين لدى العامة والخاصة الى منافقين خطرين على اهل الاسلام بعدما اضاعوا كفرهم تحت عمامة الدين واطالوا لحاهم الصفراء وقصروا من ثيابهم كي يذبوا مع هذا الكيان الجديد في كفرهم ومكرهم وحقدهم الدفين وانتقامهم لاصنامهم التي مازلت تعبد في ذاتهم .

وقد كان يزيد ابن معاوية عليه وعلى ابيه لعائن الله الارهابي الكبير المدافع عن تلك الحثالة من المنافقين والمرتزقة الذين ارادوا من قبل ان يجهزوا على اهل القبلة لولا ان نصرهم الله سبحانه وتعالى على الكافرين والمنافقين وفضحهم في صور وآيات كاملة وقد صرح المصطفى صلى الله عليه واله ببعض اسماء المنافقين وترك البعض حفاظاً على بيضة الاسلام ووحدة المسلمين حتى تقوى شوكت الاسلام ويزداد عددهم وحينئذ يتم اجتثاثهم الواحد تلو الاخرى الا انه حينما لبى نداء الباري رسولنا الكريم {ص} ورحل الى الرفيق الاعلى انقلبت امته على عقبيها واستحدث عنذلك المنافقون حيلة اخرى لتمزيق الاسلام والمسلمين ما ان وقعت احداث السقيفة حتى تشتت جمع المسلمون وضعف كيانهم وكانوا قلة امام اعداء الامس لاحول لهم ولاقوة حتى وصل امر الخلافة لعلي عليه السلام فوجد الحال يرثى اليه فالجميع متفرقون من حوله يتبعون اهوائهم والاعداء قد نصبوا قسيهم ونبالهم نحو خلافته كي يجهزوا عليها وقد وقع المحذور منه لتشرذم الصحابة واتباعهم الهوى و خذلانهم نصرة علي عليه السلام الى ان تسلط على رقابهم معاوية ابن ابي سفيان مع حفنة من الاعراب امثال عمرو ابن العاص ليزيدوا الخناق على اهل الاسلام حتى جعلوا الناس تنفر من تعاليم الدين الحنيف وتبتعد عن دائرة المعرفة الاسلامية حتى اتسعت الفجوة بين حملة الدين ومناصريه وبين المنافقين وحاشيتهم من الاعراب الارجاس وقد كانت واقعت كربلاء بحق هي الفيصل والقصطاس المستقيم والفرقان الذي كشف للعالم اجمع ما يدعيه علناً بنو امية من انهم حملة الرسالة والخلافة والمبادئ والقيم الانسانية الا انهم في واقع الحال مابرحوا ملازمين لكفرهم االذي وجدوا آبائهم عليه فسار القوم على ماوعدهم ابى سفيان واشياخه من مشركي قريش وعتاتها حتى بانت فضيحتهم وانكشفت عوراتهم وتفرق الجمع وولوا الدبر وتهدمت مملكة آل ابي سفيان بعد سنتين من قتلهم سبط المصطفى ابو الشهداء الامام الحسين عليه السلام الذي سحقهم وزلزل ملكهم في تلك المعركة الغير متكافئة رغم ان الامويين قد ربحوا المعركة وانتصروا بجانبها المادي وسلبوا رحل النبي واهل بيته الا انها كانت وبال عليهم تلك الجريمة التي اقترفوها بقتل الحسين واهله الطاهرين ابتداءً من الرضيع في المهد الى شبيه المصطفى الى سبي النساء والحرم فهذه الجريمة اصبحت وشم في جباه الطغاة ووصمت عار على جبين الحكام الظلمة في السابق والحاضر وان دماء الحسين عليه السلام اصبحت اللعنة الابدية التي تلاحق ملوك آل امية وآل العباس وآل سعود الذين هتكوا كل حرمة للاسلام ودنسوا كل مقدس وهدموا مجد الامة الاسلامية ورموزها في البقيع الغرقد من قبل وفي سامراء الان وماهي الا سنين وتنتهي دولة اجلاف العربان في بلاد نجد والحجاوز و يزول ملكهم القيم وتذهب ملوكهم الى المزبلة التي يقطن فيها معاوية وابيه و ابنه واخيه وسلالته وحجاجهم اللعين وعبيد الله ابن ابيه وابيه وحكام الجور من آل بني العباس فهولاء ومن سار على نهجهم يقطنون في مستنقعات ومزابل التاريخ يلعنهم القاصي والداني على افعالهم الدنيئة واعمالهم القبيحة ولاننسى ولدهم البار صدام الذي هدم المراقد المقدسة في ارض الطف حتى عجل الله به الى الذل والهوان يتفرج عليه العربي والاعجمي وكأنه من الحيوانات المنقرضة التي تم اكتشافها في في بلاد الرافدين وجراء ما اقترفته يداه من قتل شيعة الحسين وذراري آل البيت{ع} وفاق الكل بجرائمه الى ان ساق الشعب الى حتفه في المقابر الجماعية وفي الحروب الطاحنة وما هي الا سنوات حتى اصبح ذلك الطاغية الجبار المتكبر والذي شارك الخالق في اسمائه وصفاته وقوته ومشيئته بين ا قفاص السجون والمحكمة الالهيه وتحت رحمة العدالة الالهيه التي لاتنسى ولاتغفل عن صغيرة او كبيرة ولاتحتاج الى شاهد كي تثبت عليه الجرم فأن عدل الله سبحانه وتعالى هو كفيل بأن يعجل به الى جهنم وبئس المصير وخزي الدنيا وعذاب الاخرة وعليه لعنت الله اينما ذكر اسمه ويلعنه اللاعنون في كل زمان ومكان..

ويبقى اسمك ايها الشهيد الخالد ابى عبد الله وتبقى كربلائك غصتةً في احشاء المؤمنين وعبرتاً يبكي لها المفجوعون وتبقى ذكراك ينتحب عليها جل الاسلام اينما كنت وذكرت ياصريخة الدمعة الساكبة ويا صاحب المصيبة الراتبة ,,السلام عليك ايها المذبوح من القفى السلام عليك يا سيدي يامولاي يا ابى عبدالله السلام عليك وعلى شيعتك المقتولة بحبك والمتفانية على دربك السلام عليك سيدي يوم ولدت في كنف جدك النبي سعيدا ويوم قتلت مظلوما شهيدا ويوم تبعث حيا .

وانا لله وانا اليه راجعون

عدنان الكوفي/ كندا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك