يظن البعض ان الحرية الشخصية لا حدود لها، وان كل ما يتمناه الانسان او يتخيله يجب ان يفعله او يقوله ، وانه يتملك الحق في ذلك وان كان فيه تعدٍ على حقوق الاخرين مهما كانت هذه الحقوق ،ومهما بدت صغيرة ولا تمر بباله وفكره الضيق، فبعضهم يرى ان شربه للخمر والسير في الشارع مشيا او بسيارته حرية شخصية ولم يدر انه تعدٍ على حقوق الاخرين من نواحي متعددة. فالبعض يشمئز من رؤية السكران وهذا حقه، والآخر يتآذى من ألفاظه النابية وهذا من حقه ايضا، وغيرهم يتأذى لان السكران هذا قد تسبب لهم في حوادث مؤسفة. وكذلك يظن البعض ان الكلام حرية شخصية فيتكلم بما يشاء ويعبر عن آراءه متى شاء ، ويتزعم متى شاء، وحسب ظنه انه يمارس حريته، ولم يدر انه يقرف مزاج البعض بكلامه، ويتهم آخرين بما ليس فيهم،ويخلق فوضى فكرية لدى بعض المراهقين فينحرفون باتجاه طريقه بعيدا عن تربية عوائلهم ومعتقداتهم ، ويتسبب بأيذاء الكثير ان حرض او أفتى او كذب او قدح او تجنى، خصوصا لو كان الوضع كما هو الان في العراق، فالكثير قد يحدث بسبب كلمة قالها من هو ليس اهلا لقولها، لذلك فليس من حق البعض ان يمارس دورا لا يجيده وقيادة لا تليق به وكلمات لا يعرف معانيها وعواقبها وتصريحات وتحليلات لانه فقط يشتهي فعلها او يعتبرها من حقه . ان المرجعية الدينية بجلالها وحكمتها ظلت تمارس دورها القائد مستخدمة اهدأ الكلام وأبلغه عارفة معنى ووقع الكلمة على إذن المتلقي كي تقود السفينة الى بر الأمان ،في حين مارس البعض من الساسة والمحللين وأعضاء مجلس النواب والمسؤولين بقلة عقل وسوء تدبير وانطلاقا من حبهم لأنفسهم ومناصبهم دورا اقل ما يقال عنه انه دور تحريضي على القتل واشعال الفتنة. فإلى الذين يحرضون البعض على البعض ويعتبرون ذلك حرية شخصية او رأيا او تحليلا او تقويما ،وللسياسين العراقيين ومجلس النواب: ان للحرية حدود وان للكلمة عواقب، ولكل وقت كلامه ولكل مقام مقال ،فكفاكم قتلا للعراقيين ، كفاكم تجويعا للعراقيين، كفاكم كلاما ، فالعراق يمر بازمة كبيرة وقد مل العراقيون انتظار قوانينكم ، ووعودكم، وملوا كلامكم، فارحلو غير مأسوف عليكم ودعوا شباب العراق المتظاهر السلمي يقرر ما يريد، فهم ابناء المرجعية وتحت رعايتها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha