المقالات

ثورة تشريعية  لتغير قوانين مجلس قيادة الثورة المنحل.


زهير حبيب الميالي

 

 

تبديل أنظمة الدولة يجب أن  يرافقها  تغير في قوانين تلك الدولة لأن  القوانين تعتبر جوهر النظام والرأة التي يتنفس منها. خاصةً أذا كانت  تلك التغيرات لم تكن تغير حكومات  فقط بل مؤسساتها جميعاً بمعنى أن  هذا التغير حَّوّل نظام الحكم  من شمولي واستبدادي  إلى  نظام ديمقراطية.

.فإن  من غير المعقول أن  نستبدل  الدستور   من  دستور يبني نظام قانوني لحكم شمولي  ونجعل  الدستور على  شاكلة الدساتير الديمقراطية   لكي تبني نظام قانوني لحكم ديمقراطي يؤمن  بحقوق الافراد وانتمائاتهم  وحريتهم ونبقي القوانين ألتي  شرعة على أساس  دستور نظام شمولي .

ومن أمثلة  تلك التناقضات  على سبيل المثال .

. هناك تغير في صلاحيات  المحافظات  وفق مبدأ  اللامركزية  الإدارية  وكذلك تم إنشاء  الأقاليم  وفق مادة 116 من الدستور

يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمة وأقاليم ومحافظات لامركزية وإدارات محلية .

.وهذا تفترض نقل للصلاحيات من الوزارات والهيئات  الى الإدارات  المحلية  والأقاليم  في  المحافظات   وبذلك نحتاج إلى  تعديل  جميع  القوانين التي تنظم الأعمال  الإدارية  للوزارات  من حيث الصلاحيات  وجعلها يتناسب مع دستور 2005 وفق المادة الدستورية لأن   المادة 123 تبين أنه

يجوز تفويض سلطات الحكومة الاتحادية للمحافظات، أو بالعكس، بموافقة الطرفين، وينظم ذلك بقانون .

وهذا يتطلب تعديل قوانين الوزارات والأنظمة  الإدارية  التي كانت مشرعة على  أساس  مبدأ  المركزية الإدارية  الى قوانين تنظم العمل بالمؤسسات  بطريقة تعدد المركزيات وعدم حصرها بمؤسسة واحدة لكي

لا نكون أمام  تناقض  تشريعي وقانوني .

. كذلك فإن اغلب القوانين التي تمس الحقوق والحريات  العامة  بقيت  على حالها التي أقرت  وفق دستور العراقي المؤقت لسنة 1970  مثل قانون العقوبات وقانون التنفيذ وقانون أصول  المحاكمات الجزائية  التي تحدد كيفية التحقيق مع المتهم وكيفية انتزاع الإعتراف  وكذلك تحدد كيفية التعامل  مع المتهم .في حين الدستور العراقي  في المادة  رقم  13 قال ثانياً : - لا يجوز سن قانون يتعارض مع هذا الدستورن ويُعد باطلاً كل نصٍ يرد في دساتير الأقاليم، أو أي نص قانوني آخر يتعارض معه  .  وهذا يعني أن  جميع مؤسسات  الدولة  تطبق القوانين التي لاتتناقض مع مبادئ النظام  الديمقراطي  .

نعم هذا  القوانين لم تسن اليوم بل بقيه من تشريعات الدستور الشمولي  المؤقت لمجلس قيادة الثورة  المنحل  وهذا يتنافه مع المادة الدستورية  التي تحدد حقوق  وحرياة  المواطنين بشكل عام والمتهمين بصورة خاصة   في مادة 2. ج- لا يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور ..

لأن  دستور مجلس قيادة الثورة  لم يراعي الحقوق  والحريات العامة  فبهذا مخالفة صريحة وتناقض جوهري .

وكذلك الضمانات  ألتي يجب أن  توفر للمتهم   فإن  الدستور العراقي  يحدد ضمانه أساسية للمتهم  في المادة 37

أولاً :

أ- حرية الإنسان وكرامته مصونة .

ب- لا يجوز توقيف أحد أو التحقيق معه إلا بموجب قرار قضائي .

ج- يحرم جميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الإنسانية، ولا عبرة بأي اعتراف انتزع بالإكراه أو التهديد أو التعذيب، وللمتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي أصابه وفقاً للقانون .

ثانياً :- تكفل الدولة حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني .

ثالثاً :- يحرم العمل القسري (السخرة)، والعبودية وتجارة العبيد (الرقيق)، ويحرم الإتجار بالنساء والأطفال، والإتجار بالجنس . في حين لم تراعي قوانين مجلس قيادة الثورة  المنحل هذا الضمانات 

.وكذلك لو رجعنا لقانون الأحوال  الشخصية  فإنه  يتنافى مع  الدستور العراقي الدائم لسنة 2005 لأن الدستور العراقي  أقر في.

المادة 2 فقرة أ- لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام فلو نظرنا لمواد الاحوال الشخصية لوجدنا في  طياتها مخالفة للشرع الاسلامي في  مسألة  توزيع  الارث  الشريعة تقول للذكر مثل حض الانثيين  بينما في قانون مجلس قيادة الثورة لمنحل وهو الطبق حالياً للذكر مثل حض الأنثى  وهذا مخالفة صريحة واضحة .

ــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك