المقالات

العاقل لا يلدغ من جحر مرتين

2095 2020-02-06

مهدي المولى

 

 

لا شك ان العراقيين لدغوا من  اتفاق الصدر والعامري عندما اتفقا على اختيار   السيد عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة العراقية والتي فشلت فشلا ذريعا وكانت سببا في تفاقم مشاكل ومعانات العراقيين  وسببا رئيسيا في نشر الفوضى في كل المجالات وعند البحث عن أسباب هذه الحالة و من ورائها بموضوعية ودقة يتضح لنا بشكل  واضح وجلي ان وراء هذا الفشل وهذه السلبيات وهذه المفاسد وسوء الخدمات هو العامري والصدر لأن نواياهما كانت غير صادقة كان الهدف من هذا التصرف اي الاختيار المصالح الخاصة

   من الطبيعي ان العراق يمر بمرحلة حرجة جدا وصعبة للغاية  لا يمكن لشخص لمجموعة وحتى لمكون ان ينقذه ويعبر به الى شاطئ البر و الأمان بل يحتاج الى وحدة صادقة تضم جهود ونشاط كل العراقيين الأحرار الصادقين المخلصين الذين يعتزون بأنسانيتهم بعراقيتهم   من كل لأطياف والألوان والمناطق كما يحتاج الى صرخة عراقية واحدة يطلقها كل هؤلاء العراقيين الصادقين المخلصين (انا عراقي وعراقي انا)

وفي مقدمة هؤلاء جميعا تكون صرخة  الصدر والعامري لانهما يمثلان الثقل الاكبر والصوت الاعلى في هذه الصرخة لهذا يتحملان المسئولية الأكبر في نجاح الحكومة وفي فشلها

المعروف جيدا ان الحكومة الناجحة  دليل على وجود معارضة ناجحة والعكس صحيح وبما ان   العراق لا توجد فيه معارضة ناجحة يعني لا توجد فيه حكومة ناجحة  فالمفروض بالصدر والعامري ومن معهما هما المعارضة الناجحة والمعارضة الناجحة مهمتها  خلق حكومة ناجحة فقط وليس خلق حكومة فاشلة كما هي مهمة المعارضة الفاشلة في العراق خلال  ال 16 عاما الماضية

للأسف الشديد هذا لم نره عندما اتفقا الصدر والعامري على اختيار عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة المؤسف والمؤلم ان الصدر والعامري تخليا عن مهمتهما عن واجبهما عن مسئوليتهما بعد اختيار عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة وتركاه في حيرة لا يدري ماذا يفعل حسب قول الشاعر

القاه في اليم مكتوفا وقالا له      اياك اياك أن تبتل بالماء

 كان المفروض بهما  ان يتفقا مسبقا على خطة  واحدة على برنامج واحدة لحكم البلاد لبناء العراق لسعادة العراقيين  ويعرضان تلك الخطة ذلك البرنامج على عادل عبد المهدي لدراستها وفهمها ومعرفة قدرته على العمل بموجبها وتطبيقها  و فاذا وصلوا الى قناعة يتم أختياره

وعند اختياره لقيادة البلاد يكونان معه  في كل حركة يقوم بها وفي كل قرار يتخذه   وفي كل وجهة نظر يطرحها لأنهما يملكان اكبر عدد من المؤيدين والمناصرين والأتباع

 المعروف انهم جميعا يتصفون بالصدق والأخلاص والنزاهة والتضحية ونكران الذات والا لا قيمة لهذا العدد ولا اهمية اذا لم يتصفوا بهذه الصفات ويتميزوا بهذه المميزات 

فالقائد النزيه الانسان يمتاز بنزاهة الذين حوله وصدقهم وتضحيتهم فالذين امتازوا بالذكر الحسن وعظمتهم شعوبهم وخلدتهم وجعلت من قلوبهم قبورا لهم  لانهم خلقوا حولوا رجال تميزوا بالتضحية ونكران الذات وحب الحياة والانسان

الأن يعيدان الكرة مرة  أخرى ويتفقان على اختيار السيد  محمد علاوي رئيسا للحكومة العراقية خلفا للمستقيل  عادل عبد المهدي قيل ان احدهما قال ان الشعب هو الذي اختار  السيد محمد علاوي لا شك ان الشعب هو الذي اختار محمد علاوي لانه جاء بموافقة   أغلبية أعضاء البرلمان وان الصدر والعامري يمثلان ألكتلة الأكبر في البرلمان وهذا يعني انهما يتحملان فشل ونجاح حكومة السيد محمد علاوي

 لهذا على  السيدين الصدر والعامري ان يغيرا الأسلوب الذي تعاملا به مع السيد عادل عبد المهدي بأسلوب جديد مع السيد محمد علاوي ومع كل المخلصين الصادقين المحبين للعراق والعراقيين ويضعوا الخطة والبرنامج لبناء العراق وسعادة العراقيين بعفة ونزاهة و أمانة بعيدة عن المصالح الخاصة والفئوية الضيقة  ويكونا معه لا كقادة وأنما كمتطوعين محبين مساعدين له في مهمته وفي خدمة الشعب غايتكم خدمة الشعب وسعادته تطبيق الدستور والقانون

اما التخلي عنه والبحث عن زلاته وسلبياته فقط فهذا دليل على ان النوايا غير سليمة ويومها تتحملان ما يحدث من سلبيات ومفاسد وفشل

لهذا على الشعب ان يكون حذرا يقظا

والعاقل لا يلدغ من جحر مرتين

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك