المقالات

عندما يتَحيون الانسان !

2036 2020-02-08

مجيد الكفائي

 

ما يعيب مجتمع الغاب ان القوي يأكل الضعيف  ، والا فانه من المجتمعات المنضبطة حسب مايرى علماء الحيوان الذين يرون ان أفراد ذلك المجتمع يحترمون نظامهم الحيواني وخطط كبارهم وقادتهم ، فلايسيرون في كل رحلاتهم الا وراء قائد وينتظمون بطابور وكانهم جنود,  وان كل جنس حيواني لا يأكل لحم جنسه ويدافع عن أخيه ان حلَّ به خطب او تعرض له عدو، وان الصراع في مجتمع الغاب هو صراع من اجل البقاء والعيش ليس اكثر، فلو امتلأ كرش الأسد لما تعرض لغزال مطلقا ، وهذه ميزة مجتمع الغاب عن غيره من المجتمعات الأخرى، لكن مجتمع بني الانسان يختلف تماما عن مجتمع الغاب في الكثير  ، منها ان كل انسان يحب ان يكون قائدا ويسعى لذلك ويظن انه الاحق بالقيادة من غيره ، وانه  ايضا يحب الفوضى ويغرد دائما خارج السرب ،والغريب ان الانسان يختلف عن الحيوان في مسألة مهمة وهي الطغيان عند الشبع ،فاكثر المتخمين مالا هم اكثر الناس جوعا لأكل أموال الناس الفقراء ، ولا تمتلأ كروشهم ابدا عكس الحيوان الذي لايفترس الا جائعا ، فلذلك نرى ان البعض ممن اصبح مليارديرا على حين غفلة

يتفنن في سرقة أموال الفقراء ويشعر بالارتياح حين يضيف الى رأس ماله الكبير مئة الف دينار من راتب متقاعد فقير او ارملة صاحبة أيتام دعت بهما الحاجة والعوز ان يستلفا على راتبيهما من مكتبه او منفذه، او شركته ، والأغرب ان الدولة والحكومة والمؤسسات التي تصرف راتب المتقاعد او الأرملة تساعد ذلك المتخم الجائع ليفترس فقيرين جائعين،  فتوفر له معلوماتهما وتستقطع له من راتبيهما، والأغرب جدا اذا صح التعبير ان ذلك يمارس على مرآى ومسمع الجهات المسؤولة  والمعنية بحماية الناس وان هذا (النصب) يجري في العلن ومكتوب على يافطات ولوحات إعلانية على واجهات تلك المكاتب والشركات ومنافذ صرف الرواتب  وعلى صفحات الفيس بوك لبعض سماسرة الشركات ومنافذ الكي كارد والذين يأخذون نسبة لا بأس بها ان أطاحوا  بفقير حال من المتقاعدين او ممن يحصلون على راتب الحماية الاجتماعية وأوصلوه الى الفخ.

ان مجتمع الغاب فيه من الرحمة الكثير، فالحيوان الشبعان لايفترس لمجرد الافتراس ولايستسيغ لحم جنسه ،اما مجتمع الانسان (المتحيون) فيستطعم لحم أخيه ويتمتع جدا بمذاقه، وينتشي حين يرى طوابير الفقراء يقفون أمام شركته او منفذه ليسرق رواتبهم الفقيرة اصلا وبغطاء قانوني وفره له الفاسدون وعديمي الضمير ، وغياب حماية الدولة لمواطنيها وتفشي الفساد اللعين وحيونة الانسان.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك