المقالات

عندما يتَحيون الانسان !

1873 2020-02-08

مجيد الكفائي

 

ما يعيب مجتمع الغاب ان القوي يأكل الضعيف  ، والا فانه من المجتمعات المنضبطة حسب مايرى علماء الحيوان الذين يرون ان أفراد ذلك المجتمع يحترمون نظامهم الحيواني وخطط كبارهم وقادتهم ، فلايسيرون في كل رحلاتهم الا وراء قائد وينتظمون بطابور وكانهم جنود,  وان كل جنس حيواني لا يأكل لحم جنسه ويدافع عن أخيه ان حلَّ به خطب او تعرض له عدو، وان الصراع في مجتمع الغاب هو صراع من اجل البقاء والعيش ليس اكثر، فلو امتلأ كرش الأسد لما تعرض لغزال مطلقا ، وهذه ميزة مجتمع الغاب عن غيره من المجتمعات الأخرى، لكن مجتمع بني الانسان يختلف تماما عن مجتمع الغاب في الكثير  ، منها ان كل انسان يحب ان يكون قائدا ويسعى لذلك ويظن انه الاحق بالقيادة من غيره ، وانه  ايضا يحب الفوضى ويغرد دائما خارج السرب ،والغريب ان الانسان يختلف عن الحيوان في مسألة مهمة وهي الطغيان عند الشبع ،فاكثر المتخمين مالا هم اكثر الناس جوعا لأكل أموال الناس الفقراء ، ولا تمتلأ كروشهم ابدا عكس الحيوان الذي لايفترس الا جائعا ، فلذلك نرى ان البعض ممن اصبح مليارديرا على حين غفلة

يتفنن في سرقة أموال الفقراء ويشعر بالارتياح حين يضيف الى رأس ماله الكبير مئة الف دينار من راتب متقاعد فقير او ارملة صاحبة أيتام دعت بهما الحاجة والعوز ان يستلفا على راتبيهما من مكتبه او منفذه، او شركته ، والأغرب ان الدولة والحكومة والمؤسسات التي تصرف راتب المتقاعد او الأرملة تساعد ذلك المتخم الجائع ليفترس فقيرين جائعين،  فتوفر له معلوماتهما وتستقطع له من راتبيهما، والأغرب جدا اذا صح التعبير ان ذلك يمارس على مرآى ومسمع الجهات المسؤولة  والمعنية بحماية الناس وان هذا (النصب) يجري في العلن ومكتوب على يافطات ولوحات إعلانية على واجهات تلك المكاتب والشركات ومنافذ صرف الرواتب  وعلى صفحات الفيس بوك لبعض سماسرة الشركات ومنافذ الكي كارد والذين يأخذون نسبة لا بأس بها ان أطاحوا  بفقير حال من المتقاعدين او ممن يحصلون على راتب الحماية الاجتماعية وأوصلوه الى الفخ.

ان مجتمع الغاب فيه من الرحمة الكثير، فالحيوان الشبعان لايفترس لمجرد الافتراس ولايستسيغ لحم جنسه ،اما مجتمع الانسان (المتحيون) فيستطعم لحم أخيه ويتمتع جدا بمذاقه، وينتشي حين يرى طوابير الفقراء يقفون أمام شركته او منفذه ليسرق رواتبهم الفقيرة اصلا وبغطاء قانوني وفره له الفاسدون وعديمي الضمير ، وغياب حماية الدولة لمواطنيها وتفشي الفساد اللعين وحيونة الانسان.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك