مجيد الكفائي
ما يعيب مجتمع الغاب ان القوي يأكل الضعيف ، والا فانه من المجتمعات المنضبطة حسب مايرى علماء الحيوان الذين يرون ان أفراد ذلك المجتمع يحترمون نظامهم الحيواني وخطط كبارهم وقادتهم ، فلايسيرون في كل رحلاتهم الا وراء قائد وينتظمون بطابور وكانهم جنود, وان كل جنس حيواني لا يأكل لحم جنسه ويدافع عن أخيه ان حلَّ به خطب او تعرض له عدو، وان الصراع في مجتمع الغاب هو صراع من اجل البقاء والعيش ليس اكثر، فلو امتلأ كرش الأسد لما تعرض لغزال مطلقا ، وهذه ميزة مجتمع الغاب عن غيره من المجتمعات الأخرى، لكن مجتمع بني الانسان يختلف تماما عن مجتمع الغاب في الكثير ، منها ان كل انسان يحب ان يكون قائدا ويسعى لذلك ويظن انه الاحق بالقيادة من غيره ، وانه ايضا يحب الفوضى ويغرد دائما خارج السرب ،والغريب ان الانسان يختلف عن الحيوان في مسألة مهمة وهي الطغيان عند الشبع ،فاكثر المتخمين مالا هم اكثر الناس جوعا لأكل أموال الناس الفقراء ، ولا تمتلأ كروشهم ابدا عكس الحيوان الذي لايفترس الا جائعا ، فلذلك نرى ان البعض ممن اصبح مليارديرا على حين غفلة
يتفنن في سرقة أموال الفقراء ويشعر بالارتياح حين يضيف الى رأس ماله الكبير مئة الف دينار من راتب متقاعد فقير او ارملة صاحبة أيتام دعت بهما الحاجة والعوز ان يستلفا على راتبيهما من مكتبه او منفذه، او شركته ، والأغرب ان الدولة والحكومة والمؤسسات التي تصرف راتب المتقاعد او الأرملة تساعد ذلك المتخم الجائع ليفترس فقيرين جائعين، فتوفر له معلوماتهما وتستقطع له من راتبيهما، والأغرب جدا اذا صح التعبير ان ذلك يمارس على مرآى ومسمع الجهات المسؤولة والمعنية بحماية الناس وان هذا (النصب) يجري في العلن ومكتوب على يافطات ولوحات إعلانية على واجهات تلك المكاتب والشركات ومنافذ صرف الرواتب وعلى صفحات الفيس بوك لبعض سماسرة الشركات ومنافذ الكي كارد والذين يأخذون نسبة لا بأس بها ان أطاحوا بفقير حال من المتقاعدين او ممن يحصلون على راتب الحماية الاجتماعية وأوصلوه الى الفخ.
ان مجتمع الغاب فيه من الرحمة الكثير، فالحيوان الشبعان لايفترس لمجرد الافتراس ولايستسيغ لحم جنسه ،اما مجتمع الانسان (المتحيون) فيستطعم لحم أخيه ويتمتع جدا بمذاقه، وينتشي حين يرى طوابير الفقراء يقفون أمام شركته او منفذه ليسرق رواتبهم الفقيرة اصلا وبغطاء قانوني وفره له الفاسدون وعديمي الضمير ، وغياب حماية الدولة لمواطنيها وتفشي الفساد اللعين وحيونة الانسان.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
https://telegram.me/buratha