احمد حسن العراقي
لم تكف الأنظمة الخليجية وفي مقدمتها السعودية والإمارات وتابعهما النظام البحريني .. على الدعوة بمناسبة او من دون مناسبة لحل الحشد الشعبي والتحريض ضد فصائل المقاومة الى حد الدعوة لإغتيال قياداته او قصف مواقعه او وضع تشكيلاته على لائحة الإرهاب والعقوبات .. فضلا عن قيام الماكنة الإعلامية لهذه الأنظمة بإستهداف فصائل المقاومة والحشد وتلفيق الاكاذيب والإتهامات لتشويه صورته وسمعته .. ومؤخرا قدمت هذه الانظمة ورقة امنية في مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي عقد في تونس حيث تضمنت هذه الورقة إدراج عدد من فصائل الحشد على لائحة الإرهاب وطالبت الدولة العراقية بنزع سلاح الفصائل وتفكيك تشكيلاتها ..!!
والسؤال الذي يطرح هنا هو لماذا تخشى هذه الأنظمة الخليجية من إستمرار وجود الحشد وفصائل المقاومة في العراق .. على الرغم من ان هذه الفصائل لا تشكل تهديدا للداخل الخليجي .. كما هو واضح ومعروف ..؟
في الحقيقة إن هذه الأنظمة لا تخشى من الحشد من جهة كونه يشكل تهديدا لانظمتها وكيانتها الداخلية .. لا بل هي تخشى منه لانه يشكل حجر عثرة امام مشاريعها في الساحة العراقية ..فالحشد كان القوة الوحيدة التي هزمت تنظيم داعش والذي عولت عليه الأنظمة الخليجية للقيام بتغيير جيوسياسي وديمغرافي على الساحة العراقية ..
والحشد هو القوة الوحيدة ايضا التي تقف عائقا امام مشاريع تشكيل الدويلة السنيه التي تسعى السعودية لإقامتها في غرب العراق .. والحشد هو القوة الوحيدة التي منعت تمدد الإحتلال البارزاني لكركوك والذي كان يسعى من خلال ضمها لتكتمل مقومات الدويلة الكوردية في شمال العراق التي ساندتها ودعمتها كل من السعودية وامريكا واسراييل ..
والحشد هو القوة الوحيدة التي تضمن الإستقرار الداخلي وتمنع قيام اي إنقلاب عسكري او تمرد عسكري قد يحدث في المستقبل على يد عملاء امريكا واذرع الأنظمة الخليجية في العراق..
كل هذه الاسباب هي التي تجعل الأنظمة الخليجية. في حالة قلق من وجود تشكيلات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة .. ومن هنا ستستمر هذه الانظمة بمساعيها لتفكيك الحشد وضرب فصائل المقاومة بأساليب مختلفة ومتنوعة .. لكن رغم كل مساعيهم لازال الحشد وفصائل المقاومة ثابتا ومتجذرا وقويا لانه يستند الى حاضنته الشعبية في الداخل وبتأييد شعبي كبير وهذا هو العامل الاهم ..
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha