مهدي المولى
أيها العراقيون ألأحرار أعلموا علم اليقين ان الطبقة السياسية بكل أشكالها وألوانها لم ولن تتخلى عن نظام المحاصصة لأنه الوسيلة الوحيدة التي تحميهم وتدافع عنهم وتحمي كراسيهم وتغطي سلبياتهم ومفاسدهم وموبقاتهم وتزوق وتجمل وجوههم لهذا فهم متمسكون بها كل التمسك وملتزمون بها ولن يتخلوا عنها مهما كانت المصائب والكوارث التي تواجه العراق والعراقيين إياكم أن تنخدعوا بالصراعات والخلافات التي تنشب في ما بينهم أنها شكلية من أجل تقسيم المغانم والغنائم وهذا أمر طبيعي يحدث بين أفراد أي عصابة من اللصوص عند تقسيم ما سرقوه لكن عند ما يواجهوا الخطر يتوحدوا ويتصدوا لذلك الخطر.
وهذا ما حدث ويحدث للطبقة السياسية التي استلمت الحكم بعد تحرير العراق من بيعة العبودية التي فرضها الطاغية معاوية والتي قرر تجديدها الطاغية صدام لكن شعبنا قبرها وقبر كل من دعا اليها قديما وحديثا لو تمعنا في حقيقة كل عناصر تلك الطبقة ( الطبقة السياسية) لأتضح لنا بشكل واضح وجلي لا يملكون خطة ولا برنامج رغم الأغطية التي تغطوا بها مثل العشائرية والطائفية والقومية وحتى المدنية والعلمانية واليسارية أنها مجرد أغطية لخداع وتضليل الناس للصعود على أكتافهم وتحقيق رغباتهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ليس الا.
لهذا وجدنا الخلافات السنية السنية والشيعية الشيعية والكردية الكردية أكثر بكثير من الصراعات والخلافات التي سميت بالسنية الشيعية والعربية الكردية من هذا يمكنني القول لا يمكن القضاء على الخلافات العنصرية اي العربية الكردية والخلافات الطائفية اي الشيعية السنية الا بالقضاء على الخلافات والصراعات الشيعية الشيعية والسنية السنية والكردية الكردية وهذا هو الصعب بل المستحيل.
والسبب واضح ومعروف لان عناصر الطبقة السياسية كما قلنا لا يملكون خطة برنامج يستهدف بناء العراق وسعادة العراقيين فكل الذي يرغبون به ويتمنونه هو الحصول على الكرسي الذي يدر أكثر دولارات ويمنحهم القوة والنفوذ والسيطرة على ألآخرين لا يشغلهم أمر الشعب ولا همومه ولا معاناته ولا آماله ولا آلامه ولا حتى القومية او الطائفة او المحافظة التي كثير ما يتحدثون بها من أجل تحقيق مآربهم الخبيثة ومصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية تجاهلوا الطائفة القومية المحافظة وتنكروا لها وكثير ما يتجنبوا لفظ عبارة شيعة سنة عرب كرد بحجة أنا لا أحب مثل هذه التقسيمات.
تذكرت موقفا للرئيس الفرنسي ديغول زار الجزائر والتقى ببعض الثوار الجزائريين وكانوا يطالبون بالاستقلال لكن ديغول كان يدعوا الى التريث بعض الوقت فأذا أحد الجنرالات الذين كانوا مع ديغول يدخل على الخط ويطلب من ديغول دعهم يستقلون وسيقوم بعضهم بقتل البعض وفعلا منحت الجزائر استقلالها وبدأت عمليات القتل والذبح حتى اليوم.
من هذا يمكننا القول ان الصراعات والخلافات التي تحدث في العراق ليست صراعات سنية شيعية ولا عربية كردية وإنما صراعات سياسية بين الطائفة الواحدة بين القومية الواحدة من اجل المصالح والمنافع الخاصة ولا علاقة لها بالقومية ولا الطائفة ولا الدين ولا حتى المحافظة.
فلو فرضنا منحنا الآن حق الانفصال لشمال العراق والله ستجرى مذابح ومعارك بين عناصر الطبقة السياسية في المنطقة لا تذر ولا تبقي وهذا ما حدث بعد إنتفاضة آذار وتحرير شمال العراق من قبضة الطاغية وزمرته وأصبح شمال العراق اي سليمانية ودهوك واربيل بيد أبنائه فقامت حرب ضروس بين مجموعة البرزاني ومجموعة الطلباني حتى ان البرزاني استعان بعدو العراقيين صدام لذبح الكرد وسبي واغتصاب النساء في اربيل والسلمانية وتمكن من تعيين مسعود شيخ على اربيل.
وهذا ما يحدث في جنوب ووسط والعراق وبغداد بين الصدر والحكيم والعامري وغيرهم والدليل لم ولن يتفقوا على شخص يحكم العراق وكأن لا دستور ولا مؤسسات دستورية ونفسه يحدث بين أبناء المنا طق الغربية.
لهذا أدعوا كل عراقي حر من كل طائفة وعرق ولون ودين ومحافظة الى الوحدة وتشكيل تيار عراقي ويصرخ صرخة عراقية واحدة انا عراقي وعراقي أنا متحديا أعداء العراق من أجل وحدة العراق ووحدة العراقيين وبناء عراق حر ديمقراطي تعددي يحكمه الدستور القانون والمؤسسات الدستورية والقانونية ويضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة .
لا شك قامت مثل هذه الحركات لكنها فشلت وذبحت في مهدها منها ثورة البرلمان تلك الثورة التي لو تمكنت من النجاح لتمكنت من تغيير الوضع العراقي وقضت على نظام المحاصصة وكل من يدعوا له لأن البرلمان هو المؤسسة الوحيدة التي لها صلاحية التغيير لكنها فشلت وذبحت في مهدها.
ثم جاءت المظاهرات الشعبية التي انطلقت من مدن الوسط والجنوب وبغداد ضد الفساد والفاسدين ضد حكومة الفساد حكومة المحاصصة ومن يدعوا اليها وكنا نأمل ان تمتدد لتشمل كل المحافظات العراقيين لكن أعداء العراق من ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية و أنصار حكومة المحاصصة تمكنوا من اختراقها والسيطرة عليها وحولوها من سلمية حضارية الى إرهابية داعشية صدامية ومن عراقية الى طائفية عنصرية وحصروها في المناطق الشيعية وضد المسئولين الشيعة.
وهكذا تمكنوا أنصار حكومة المحاصصة من النجاح وإلغاء حكومة الكتلة الأكبر اي الأغلبية تحكم والأقلية تعارض .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha