باقر الزبيدي
لقد جرب زعماء الطوائف (المدعومين دولياً وإقليمياً) في العراق، مابعد سقوط الديكتاتور صناعة حكومات توافقية ولمبررات شتى؛ وربما قَبِلَ الشارع في بداية التشكيل لتلك الحكومات أن تكون بهذا الشكل، وكان واضحاً إن هذه الآلية في تركيب الحكومة شعارها تحقيق المصالح للطوائف والقوميات التي كانت من أخطاء الطاغية، على حساب المصلحة العليا "العراقية" وظل تسويق تلك المبررات من أجل الإستمرار بتلك الشكلية والتطبيق لحكومات التوافق، ومعروف أن حكومة التوافق هي:
حكومة بلا سلطة حقيقية؛ إذ سيكون لكل طرف جانب في الحكومة، وخصوصاً إن تلك الأطراف تمتلك المال والإعلام والجغرافية الشبه مقسمة، وهنا تصبح الحكومة المركزية، مجرد خيال دون سلطة مستقلة قوية فاعلة وبالتالي فأن المخرج من هذه المعضلة المركبة هو الرهان على القادم القريب بالتغيير، وإذا لم نتمكن من أن نتجاوز تلك الفلسفة فإن العراق لا يتمكن من صناعة حكومة ذات قوة حقيقية تستطيع أن تعمل بالشكل المغاير لما شهدته السنوات السابقة؛ إذن التعويل على الإنتخابات وثقافة الفرد وتغيير البوصلة.
٢٣ نيسان ٢٠٢٠
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha