مهدي المولى
تنطلق بين الحين والآخر دعوة الى تقسيم العراق الى أقاليم الى إقليم سني و إقليم كردي وإقليم شيعي وفي بعض الأحيان تنطلق دعوات الى تأسيس إقليم شيعي بحجة حماية الشيعة وأحيانا نسمع دعوات الى تأسيس ثلاثة أقاليم عربي وكردي وشيعي وكأنما الشيعي غير عربي وهذا دليل على ان هذه الدعوات مشبوهة وغامضة ودليل واضح على ان هناك جهات ودول معادية للعراق والعراقيين معادية للشيعة والتشيع وراء مثل هذه الدعوات لأنها غير قادرة على تحقيق مطامعها وحقدها الا بإشعال نيران الطائفية والعنصرية في العراق لأنها الوسيلة الوحيدة التي تحقق مطامعها في العراق.
المعروف عن التشيع انه حركة تجديدية أصلاحية وصرخة إنسانية حضارية وهي التي حمت القيم الإسلامية الإنسانية ولولا تلك الحركة لتلاشى كل ذلك وضاع على يد الفئة الباغية بقيادة ال سفيان .
فالتشيع حركة سياسية إنسانية حضارية مهمتها ألأساسية والرئيسية هي إقامة العدل و إزالة الظلم لهذا فانها تختار وتفضل الحاكم الغير مسلم الغير شيعي العادل على الحاكم الشيعي المسلم الظالم كما ان التشيع نشأ في زمن الرسول كحركة ملتزمة ومتمسكة بقيم الإسلام الإنسانية الحضارية خاصة بعد انتماء الكثير من المنافقين والفاسدين من الأعراب ال سفيان ومحاولاتهم المعادية للإسلام فهؤلاء لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام بل انزلوه الى مستواهم وطبعوه بطابعهم ومن ثم تمكنوا من عودة الجاهلية (الأعراب أشد كفرا ونفاق ) بعد استيلاء الفئة الباغية بقيادة المنافق الفاسد معاوية وأعلن حرب إبادة على رسالة الإسلام وكل من يؤمن بها ويتمسك بها بقيمها.
فالشيعي قوة فاعلة في بناء الحياة وسعادة الإنسان من خلال التفكير والعمل والتوجه الإيجابي لا يعرف العزلة والابتعاد عن الحياة والإنسان لهذا كان مصدر ومنبع ورحم كل الحركات الفكرية والسياسية والعلمية في التاريخ وكان كل أهل الفكر والعلم والسياسة كانوا من الشيعة رغم كل ما واجهوا اي الشيعة من هجمات وحشية كانت تستهدف كل شيعي مهما كان نوعه وفي اي مكان من الأرض مما أدى الى ظهور حركات ومجموعات مبتعدة عن قيم ومبادئ التشيع وظهور أساطير وخزعبلات وخرافات كانت وراء ما أصاب التشيع من أمراض عديدة وكانت وراء هذه الحركات لا شك جهات معادية للحركة الشيعية كما هي الحال في عصرنا الحالي ونحن نشاهد الكثير من الشخصيات التي مهمتها الإساءة الى التشيع والشيعة أمثال الصرخي والقحطاني وأحمد الحسن والصدر والخالصي والغزي وغيرهم الكثير التي صنعتهم وخلقتهم مخابرات صدام والموساد الأسرائيلي ومخابرات ال سعود وعبيد وجحوش صدام .
فالتشيع تمثل المعارضة الأنسانية وصرخة المظلومين والمحرومين والمسروقين بوجه الظالمين اللصوص الفاسدين في كل التاريخ لكن الظروف كانت غير ملائمة لتنفيذ مثل هذه القيم هذه المبادئ السامية وإنما تحتاج الى ظروف ملائمة واعتقد ان عصرنا ملائم لتنفيذ هذه القيم والمبادئ رغم غلبة الأفكار البدوية الصحراوية العشائرية وسيطرتها على المنطقة العربية والإسلامية الا ان التقدم العلمي وخاصة في مجال الاتصالات حيث فتح الباب امام التشيع والشيعة .
فلست مبالغا اذا أطلقت عليه عصر التشيع والشيعة من خلال انتصار الصحوة النهضة الإسلامية الإنسانية والحضارية وتمددها في المنطقة العربية والإسلامية وتأثيرها حتى أصبحت مركز استقطاب في مواجهة أعداء الحياة والأنسان أمريكا وال صهيون وبقرهم ال سعود وكلاب ال سعود داعش القاعدة وأكثر من 250 منظمة ارهابية وهابية منتشرة في كل العالم تستهدف تدمير الحياة وذبح الإنسان.
لهذا فالحركة الشيعية حركة أنسانية حضارية في اي دولة فانها ترفض الأقاليم على أساس عرقي وطائفي وديني لانها تنطلق من منطلق إنساني حضاري عقلاني يعني تنظر الى الإنسان من خلال مساهمته في بناء الحياة وسعادة الإنسان من خلال الآية الكريمة الإسلام رحمة للعالمين اي من خلال إقامته للعدل وإزالته للظلم لهذا فانها اي الحركة الشيعية تضمن لكل إنسان مهما كان لونه عرقه معتقده حقه الكامل في طرحه كما تضمن له المساواة في الحقوق والواجبات
لهذا فالدعوة الى تاسيس أقليم للشيعة أنها مؤامرة خطرة تحيكها عائلة ال سعود بواسطة كلابها الوهابية والصدامية ومجموعات شيعية صنعت في مخابرات صدام ومخابرات ال سعود ومخابرات ال صهيون وأطلقوا عليهم عبارة مراجع شيعية وطبلت لهم طبولهم.
المعروف ان التشيع ينتشر بشكل طبيعي وعرفنا كيف تحولت الكثير من العشائر من الدين الوهابي دين معاوية وال سعود الى التشيع ولولا السياسة الطائفية التي قام بها صدام وزمرته لتحولت سامراء ومدن اخرى في الغرب والشمال الى التشيع لهذا فالأقاليم تزيد في نيران الطائفية والعنصرية وتخلق مجموعات تابعة لآل سعود ال صهيون ال نهيان اردوغان
فالحياة تتجدد وتتطور وترتقي والبقاء للأصلح.
ــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha