مهدي المولى ||
وأخيرا مررت حكومة مصطفى الكاظمي من قبل الطبقة السياسية لا حبا بالشعب العراقي وأنما حبا بمصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية لهذا استسلموا للأمر الواقع الصعب والمحرج الذي لا طاقة لهم بمواجهته فهناك نقمة جماهيرية واسعة وكبيرة وهناك معضلة صحية تتفاقم لا قدرة للطبقة السياسية في مواجهتها كما هناك أزمة اقتصادية ومالية تزداد شدة وقسوة واذا استمرت هذه الحالة يعني العراق الى الفوضى الى الهاوية وفي المقدمة الطبقة السياسية التي أصبحت منبوذة من قبل الجماهير بل حتى من قبل جماهير قاعدتها لهذا لم يبق أمام الطبقة السياسية الا الخضوع للأمر الواقع اي تمرير حكومة مصطفى الكاظمي وفق شروط المحاصصة.
فالطبقة السياسية ترى في كرسي الحكومة غنيمة خاص بها تنهل منه ما ترغب وما تريد لهذا يختلفون ويتنازعون على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا ودولارات وهذا هو السبب الذي يجعلهم على عدم الاتفاق في ما بينهم لأن كل واحد يريد الهبرة الأكبر وهذا يعني إنهم لا ينطلقون من مصلحة الشعب من معانات الشعب فذلك أمر لا يهمهم ولا حتى يشغل بالهم.
قلنا أنهم وصلوا الى طريق مسدود لا يمكن فتحه الا بتمرير حكومة مصطفى الكاظمي لأن عدم تمريرها سيكون وضع الطبقة السياسة في خطر وهذا الخطر سيكون ثمنه غاليا وما نسمعه من هذا الطرف او ذاك الطرف بعض التهديدات مجرد صرخات من المعانات التي يعانوها من أجل حماية أنفسهم حماية مصالحهم ومكاسبهم التي حصلوا عليها ظلما ولا جورا وبما ان السيد الكاظمي لا يملك خطة ولا برنامج واضح وثابت كما أنه لا يملك قاعدة سياسية تقف الى جانبه لهذا فانه يضعف ويتنازل لضغوطات هذا الطرف او ذاك الطرف وبالتالي تعود حليمة الى عادتها القديمة تعود حكومة المحاصصة وحماية الفساد والفاسدين.
قال رئيس الحكومة الجديد السيد مصطفى الكاظمي هذه حكومة حل وليست حكومة أزمة لكن كيف لم يحدد لنا ذلك طرح علينا عبارات وجمل مزوقة كنا نسمعها ولا زلنا نسمعها من كل رئيس حكومة منذ تحرير العراق وحتى يومنا هذا لكننا كنا نرى خلاف ما كنا نسمعه عبارات وجمل منمقة ومزوقة فكانت بمثابة تغطية وتضليل لسرقة ثروة الشعب وإذلاله وقهره ومن ثم ذبحه ومن ثم حماية الفاسدين والسارقين والقاتلين.
الشعب يريد برنامج منهاج واضح عملي لا إنشائي في محاربة الفساد والفاسدين والقضاء على الفساد ومعاقبة الفاسدين في بناء العراق الحر الديمقراطي وتأسيس دولة الدستور والمؤسسات الدستورية التي تضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة.
ومثل هكذا دولة لا يمكن ان تؤسس بالعبارات المنمقة والجمل الخادعة المزوقة بل يتطلب التضحية ونكران الذات والتوجه لخدمة العراق والعراقيين بصدق وإخلاص والتضحية بكل المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والعائلية والتوجه لتحقيق مصالح الشعب ومنفعته وذلك لا يحدث الا بتخفيض رواتب المسئولين تبدأ برئيس الجمهورية وما حوله ورئيس الوزراء والوزراء وما حولهم ورئيس البرلمان وأعضاء البرلمان والدرجات الخاصة وإلغاء الامتيازات والمكاسب تماما لأنكم رشحتم أنفسهم لخدمة الشعب.
ومن هذا المنطلق اختارهم الشعب وان المسئول في الدولة من رئيس الجمهورية حتى الفراش في الدائرة هو خادم للشعب العراقي ومهمته خدمة العراق والعراقيين أختاره الشعب ليضع الشعب على رأسه لا ليضعه تحت قدمه.
الشعب يريد حكومة واحدة موحدة كل أعضائها رأي واحد و اتجاه واحد ويد واحدة ويعملون وفق خطة واحدة وبرنامج واحد لا كل وزير يمثل حكومة ويمثل خطة برنامج خاص به وبالمجموعة بالعصابة التي اختارته وساعدته في الحصول الى كرسي البرلمان الحكومة ومثل هكذا مسئولين لصوص وفاسدون .
وهذا يعني تمخض الجبل فولد نملة!
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha