المقالات

شر البلية ما يضحك

1978 16:26:00 2006-06-29

( بقلم ولاء الصفار )

قبل أيام وردني عبر بريدي الالكتروني رسالة بعنوان (صور العصفور الذي أبكى العالم) فأثار انتباهي هذا العنوان ودفعني إلى الإسراع لقراءتها، وبينما أنا متمعن بالقراءة أصبت بدهشة كبيرة وبكيت بكاء عميقا وفي نفس الوقت بدأت اضحك وأقهقه.أما بكائي فكان بسبب المشاهد المؤلمة لحالة العصفور الذي يرى عصفورته تتلوى وتحتضر أمامه وهو لا يتمكن من إنقاذها ولا يعرف ماذا يعمل حيال ذلك فتارة يرفرف بجناحه، وتارة يصيح بعلو صوته، وتارة أخرى يحوم عليها، وعيونه غارقة بالدموع، إلا انه في نهاية المطاف استسلم للقدر وودعها بعد ان فارقت الحياة.وفي حالات الوداع التي حدثت بين العصفور وعصفورته التقط احد المصورين عددا من الصور التي تشرح تلك الحالات المؤلمة، ونشرها في إحدى الصحف الفرنسية التي ما إن نشرت هذا الخبر حتى نفذت من السوق، وكان كل من يقرا خبر العصفورين يبكي على ما حصل بينهما لأنها حقا كانت صور حزينة.

أما ضحكي وقهقهتي فكان من باب (شر البلية ما يضحك)، حيث أثار استغرابي ان صورا لعصفورة تموت وتودع عصفورها أبكت العالم، بينما أبناء الشعب العراقي يقتلون بالجملة يوميا، فمنهم من يذبح ومن يهجر ومن يختطف وغيرها، ودون تمييز بين طفل أو شيخ أو امرأة، وبين بريء ومذنب، ونجد ان بعضا من نواب برلماننا في (دولة الخضراء) يخرجون على شاشات التلفاز بملبس جميل وربطة عنق جذابة وهندام مرتب وهم يصرحون بان هذا الأمر غير منطقي وغير إنساني وبعد ذلك يعزي ذوي الشهداء بأسلوب خجول جدا لا أجد داعيا لان يتقمصه، وبعضهم لا يخرج ولا يعزي ولا يدلي برأيه حول الأحداث التي تجري؟!!.

ولماذا يخرج وهو أحد اثنين ، إما راض بما يحدث على الساحة العراقية كونه من داعمي الإرهاب أو من عدم المتضررين من جرائه، وإما آمن من تلك الهجمات البربرية، فأصبح شعاره لا شأن لي مادامت النار عني بعيدة!!. نعم بكيت وضحكت، لما آلت إليه أحوال بعض شعوبنا التي يبدو انها باعت صفة الإنسانية بأكملها إلى الغرب كما باعته سابقا تاريخها وتراثها وعلومها التي لو انتهجتها لكانت الآن تقود الدنيا بأسرها، واستوردت محلها كامل الصفات الحيوانية الرديئة، صفات الغاب حيث يفترس القوي الضعيف، ويتعطل حكم العقل والدين والمنطق والأخلاق والمعاشرة، بل وحتى بعض الصفات التي لا تتصف بها حتى الحيوانات، فصدق فيها قول الله تعالى (إنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) الفرقان : 44. لكنما الكيل طفح، وبلغ السيل الزبى وأحسست بالانهيار عندما قرأت على صفحات الانترنيت بان إخواننا المسؤولين يعزون الجنود الايطاليين في الناصرية بعد الأحداث الأخيرة وسبقها نفس الشيء بإرسال بطاقات التعازي للحكومة الأمريكية بسقوط طائرة مروحية راح ضحيتها بعض الجنود الأمريكان!!، وكذلك وأنا أرى كل يوم بعضا من برلمانيينا ينادي بإطلاق سراح المجرمين وكأنه والد حنون لهم ويغضب لأدنى أذى يصيبهم، وينعق بالتهديدات والتوعيدات ضد كل من يقف حائلا بينهم وبين تحقيق مآربهم الدنيئة في قتل أبناء العراق الأبرياء وامتصاص دمائهم وسرقة ثرواتهم، ويكيل الاتهامات الباطلة لكل من يحاول القضاء عليهم وتخليص هذا الشعب المظلوم من شرورهم التي ضج بها القريب والبعيد ممن يحملون روحا إنسانية، بل وفوق ذلك يطالب لهم بالتعويض المادي والأدبي ثم يدعي انه إنما يطالب بحقوق العراقيين جميعا!!

وهنا رحت أتساءل.. ؟ هل وصل الدم العراقي إلى هذا الحد من الرخص يا أيها المسؤولون، وهل لكم ان تبينوا لنا ما يحدث خلف الكواليس؟ والى متى سيستمر مسلسل الضحك على ذقون العراقيين، والتلاعب بعقولهم وبخاصة تحت ستار القومية والوطنية؟ والى متى نظل تاركين وراء الظهور الصفات الإنسانية لديننا الإسلامي الحنيف؟؟ وأخلاق نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله، وأخلاق الأئمة المعصومين من آل بيته عليهم السلام؟؟.ولاء الصفار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك