حيدر السعيدي
ما ان وقعت عيني على ذلك الرجل الوقور في طريق كربلاء المقدسة ، حتى اقتربت منه مًسلما عليه بتحية المشاية : " ان شاء الله ماتعبت يازاير " .
نعم صادفت ذلك الرجل الطيب اثناء المسير الى قبلة الاحرار في الزيارة الاربعينية عام 2015 ، وبدأ الحديث معي حول عملي ، وحينما علم اني اعلامي في محطة إذاعية قال لي ناصحا : عليكم مسؤولية نشر الامل في نفوس الناس ، وهو اكثر امر نحتاجه في المجتمع اليوم .
منذ ذلك الحين وبقيت كلمات ذلك الرجل عالقة في ذهني ، كيف نعزز مفردة الامل في نفوس الأخرين ؟ وكيف نستثمر كل ما لدينا من إمكانيات كاعلاميين ومثقفين في تهذيب ارواحنا ومجتمعنا بهذه المفردة العظيمة ، التي يتبادر الى اذهان البعض ان لا أهمية لها في ظل ظروفنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الحالية ، وما نعانيه من تعقيدات الوضع الراهن في عصرنا الحالي .
الكثير من كبار السن وحتى الشباب يردد ما أهمية ان يكون الامل رائدا في حياتنا ؟
فهناك الكثير من المفردات ومصاديقها نحن احوج مانكون اليها ، مثل العمل والدراسة وجمع الأموال وتوفير السكن وغيرها .
في حقيقة الامر كل هذه الأمور نحن بحاجة ماسة اليها ، ولكن هل من سائل يسأل نفسه إزاء كل هذه المتطلبات ومزيد الرغبات كيف يستطيع الفرد تحقيقها بلا عنصر الامل ؟
لنتوجه الى هذا الاب الكادح ونقول له لماذا تعمل من الصباح وحتى المساء ، جاهدا نفسك في متاعب العمل ؟ فلا يكون الجواب منه الا اني اعمل لأجل يكبر ابنائي ويعيشوا حياة هانئة ويكونوا سعداء ، انه الامل .
ونفس الطالب الذي يُتعب عينيه في حفظ ومراجعة المناهج الدراسية لتحقيق اعلى الدرجات ، ليضمن النجاح ويتفوق مع اقرانه ، انه الامل .
وهكذا كل ساع في سبيله وجاد في مبتغاه ، لتحقيق مايصبو اليه في نيله لرغباته في العيش الكريم ، وبناء دار تأويه مع عياله ، وتحصيل أموال بكد يده وعرق جبينه ، لتحفظ ماء وجهه عن حاجة الناس .
وكلهم على يقين تام ان هذه الأدوات والوسائل تدفعهم لتحقيق غايات كبرى في حياتهم ، ولا ينجحون في الوصول الى مراميهم الى باشراقة نور الامل في جنبات حياتهم ، وازدهار عنصر الامل في ربوع نفوسهم وخلجات ارواحهم ، وصدق شاعرنا العربي اذ يقول :
اعلل النفس بالامال ارقبها ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha