حيدر السعيدي ||
عبارة لطالما تشدقت بها افواهنا ( اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية ) , حينما كنا نختلف مع إخواننا أبناء العامة في الأصول العقائدية والمفاهيم الفقهية , وكثيرا رددناها مفتخرين بانفتاحنا على الاخر المذهبي والأخر القومي .
اختلاف الرأي عندما تبحر سفينته في شواطئ المذهب الواحد , ومع أبناء معتقدنا يختلف الامر ويمسي دونه خرط القتاد , لانقبل منهم أي اختلاف ويجب ان يتبعون افكارنا بلا نقاش ولا ادنى جدال , أقول لأخي المختلف معي في التقليد : مرجعي يقول يوم غد عيد , وانتهى الموضوع مع ان المبنى الفقهي لمرجعه يعتقد انه اكمال العُدة .
هو يثق بمرجعه الذي يعتقد بأن الوسادة مثنية له , وانا اُكيل له كل التهم لأنه لا يعتقد بأفكار مرجعي , الذي يدعوني ان اوزع الخمس في منطقتي السكنية , قبل ان احمل اموالي الى مناطق أخرى , فيما يُلحقني اخي بأصحاب الكهف كوني منشغلا بالدرس ورعاية الايتام والفقراء .
لماذا كل هذه الاتهامات وكيل الشتائم داخل المذهب الواحد , مانقبله من اختلافات في الفكر والعقيدة من غيرنا لا نرتضيه من أبناء جلدتنا في أمور خلافية يسيرة , لا تكاد تُرى الا بالمجهر الحاقد او العين الشيطانية وفق نظرية ( انا خير منه ) .
اقبل اخاك على ماهو عليه في هلاله بأفق واحد او تعدد افاق , وسيكارته في نهار شهر رمضان , وشعائره الحسينية المختلفة معك , فهو لا يتبع سلفيا ناصبيا ولا كافرا ملحدا , انما يتبع نهجا اصيلا وخطا عظيما يمتد لمنهج امير المؤمنين (عليه السلام ) , فهو لايستحق منك كل هذا اللوم , ولا كلمات التقريع , ان كنت لائما بحق وبلا خوف من الله تعالى , فدونك هذه الأسماء المحترمة لتوجه لها سهام جهلك ورماح طيشك , أمثال الشيخ الانصاري ومعه الشيخ النراقي , او السيد اليزدي ومعه السيد الشيرازي , او السيد الخوئي ومعه السيد الخميني , وغيرهم من علماء الطائفة وجهابذة المذهب ممن تعاصروا في فترة زمنية واحدة , متباينين في المباني الفقهية , متفقين في الخطوط العامة , رحم الله الماضين منهم وحفظ الله الباقين .
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha